في إطار فعاليات الأسبوع الثقافي لعاصمة ولاية سيدي نايل انطلقت القافلة الجلفاوية خلال الأيام الماضية صوب مدينة الورود، لتحط رحالها بعرائس الزهور وتحديدا بالمركز الثقافي "الجيلالي بونعامة"، تحمل لمراتع الورود عطر البراري! نصبت الخيمة الحمراء المترامية، ونجدت على المناكب وقد رتبتها الخالة هنية والشيخ القائد أحسن ترتيب ! وهاهي قد تأهبت كعدتها لتحضير قهوة الشيح التي لها نكهتها وأُكلة الرفيس التي تشتهر بها المنطقة وقد كانت من نصيب كل من ساقته النيات للخيمة الحمراء وأهلها من متذوقي مدينة الورود، الخيمة التي احتوت أهل الفن والأدب، إذ حضر الشعر الشعبي والفصيح والقصة القصيرة.. فرقة السعادة، " جمعية التراث" وفرقة أحمد الأمين للغناء البدوي وفرقة النجوم للغناء العصري النائلي وجمعية الأبرار وأيضا جمعية ترقية المرأة وعارضة اللباس النسوي "سامية جهرة" كما عرضت القشابية الوبرية النائلية، وكان كذلك معرض اللوحات التشكيلية التي تحمل رسالة المنطقة وثقافتها ومختلف المعارض للصناعات التقليدية والصور الأثرية وواجهة لإصدارات مبدعي الجلفة شعرا ونثرا واستهلت جمعية التراث أولاد نائل بتزيين بداية العرس التراثي و الأدبي والفني والفلكلوري المحيط الذي شغل الزوار قبل الافتتاح الرسمي للأسبوع الثقافي الذي كان موعده مع الخامسة من اليوم الأول 25/04/2012 بحضور السلطات المدنية للولاية وجمع قد يشجع بالفعل ! وكانت البداية للفنان البدوي" أحمد جخيو" الذي أحيا للحضور عميد الأغنية الصحراوية الراحل خليفي أحمد "بنت الصحراء يا محلاها" والتي زغردن لها الحاضرات أجمل الزغاريد! مع حضور يبحث عن الكلمة واللحن الأصيل إلى أن حل السيد الوالي والوفد المرافق له بعد أن عرجوا على الخيمة الحمراء لارتشاف قهوة الشيح والأكلة التقليدية "الرفيس" الذي منت به المرأة الوديعة "هنية". وانطلق المنشط عبد السلام أحمد الذي باغت الجمهور ببراعته في التنشيط وقد أشار إلى السيد مدير دار الثقافة بالجلفة بعد الترحيب ليلقي كلمته مرحبا بالحضور الكريم ثم كلمة السيد الوالي التي عبر من خلالها عن حبه لرجال الثقافة والأدب، وأعلن في جو بهيج عن الافتتاح الرسمي للأسبوع الثقافي الذي كان يبرز ما تزخر به الجلفة من أصالة في كل شيء وبعده السيد رئيس دائرة البليدة، فكلمة السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي وعاد الفنان"أحمد جخيو" ليذكر بالراحل" خليفي أحمد". من جديد جاء دور التكريمات في جو من الفرح والمرح، وكان التكريم الأول والمتمثل في القشابية الوبرية النائلية قدمها السيد مدير دار الثقافة بالجلفة إلى السيد الوالي وتكريما أخر قدمه رئيس الوفد "حواش النعاس" إلى رئيس دائرة البليدة وتلاه تكريم آخر إلى رئيس المجلس الشعبي. كما جاء دور الشعر الفصيح بعد التكريمات إذ صعد إلى المنصة الشاعر "جمال رقاب" وللملحون نصيبه في حفل الافتتاح مع الشاعرين بادر ونواري الذي ألقى مرتجلة يعبر فيها عن حط الرحال بمدينة الورود وجمالها : في سيدي الكبير حطينا الرحال ربي كتب للبليدة زرناها واختتمت أمسية الافتتاح بحميدة نايلي وخبيزي لزهاري ومحمد قزيم أما اليوم الثاني فقد نشط المحيط بعرض فلكلوري مع جمعية التراث أولاد نائل وقعدة شعبية بمشاركة شعراء الشعبي وفي القاعة قد نشطتها فرقة أحمد الأمين للغناء البدوي . وفي اليوم الثالث 27/04/2012 كانت الكلمة الجميلة والمبدعة من تنشيط الشاعر والأكاديمي الأستاذ " ضيف الله بشير " والشاعر رقاب جمال وللقصة نصيبها مع القاص " سعدي صباح " تلاها حفل فني في الغناء العصري النائلي لثلاثي المذكور أعلاه وفي اليوم الرابع صباحا 28/04/2012 فقد كان للرحلة المبرمجة ضمن إطار فعاليات الأسبوع الثقافي بغرض الترفيه وكسر جو العمل والاكتشاف والاستطلاع .. وقد شملت جولة سياحية عبر التيطري القديمة " المتحف الوطني لولاية المدية " ثم إلى منطقة شفة " عنصر القردة " تلتها زيارة لقصر الصناعات التقليدية على حواشي الطريق وفي المساء للقرءات الأدبية التي نشطها الشاعر والأكاديمي " ضيف الله بشير " والقاص " سعدي صبّاح " والشاعر رقاب جمال نهايتها دوما مع الفنان" أحمد جخيو" وليل جميل للجلسات الحميمية والقصبة الطويلة بفندق الأنصار وفندق الكوثر. واختتام الأسبوع الثقافي كان مساء الأحد 29 /04/2012 في حدود الخامسة بقاعة قد غصت بجمهور كبير جله من أهل منطقة الجلفة الذين ابتلعتهم مدينة الورد منذ عهد الاستقلال ! وكانت بداية النهاية بحفل فني نائلي مع حميدة وأحمد جخيو وكانت الخاتمة مسكا مع الشاعرين رقاب جمال وضيف الله بشير الذي أبكى وردة تحمل شرخا وجرحا حين رماها بقصيدة ووردة فأسبلت عبرات مالحة من عمقها فأثرت في الجميع ! ولوى الجميع إلى فندق الأنصار مباشرة بعد تناول العشاء باستقبال الشاعر الكبير سليمان جوادي الذي يراوده الحنين إلى الجلفة والأيام الجميلة التي كان فيها معززا معتبرا نفسه واحدا من أبنائها وليس مديرا للثقافة على حد تعبيره بجلسة حميمية كانت من أجله وأمتع الحضور بقصيدته " إياك يا صغيرتي " وفعلا كانت الأيام بمدينة الورود أكثر من رائعة فتحية حب للذين تعلقوا بالخيمة الحمراء وأهلها وشكرا لإذاعة البليدة التي ساهمت ولو بالقليل بالإضافة إلى الفعاليات وتحية أخرى للذي كان وراء حصة صباحيات وشكرا لمرافقي القافلة ولكل الساهرين على إنجاح فعاليات الأسبوع الثقافي من أجل التراث ...من أجل الفن .. من أجل التبادل الثقافي .. من أجل الكلمة المبدعة التي تسافر إلى بعيد .