تجاوب الجمهور السوق أهراسي بحفاوة مع رقصات الغناء النايلي دفء الخيمة والبرنوس الجلفاوي التي احتضنتها دار الشباب “مراكب قدور” بسوق أهراس في إطار فعاليات الأسبوع الثقافي لمنطقة أولاد نايل بطاغست. وينصب فضول كثير من الزوار للمعارض المقامة في إطار هذه الفعاليات؛ أساسا على الخيمة التي انتصبت بساحة دار الشباب حيث ال “قعدة النايلية” المرفقة بوجبة من المأكولات التقليدية ك”الرفيس” و”المسمن”. والملاحظ أنه على الرغم من مرور السنين فإن الأنسجة الجلفاوية القديمة وبكل أشكالها و ألوانها لا تزال مضربا للمثل ولم تندثر وتظل موروثة من جيل لآخر. فبثقافتها الراسخة التي تختزن كما هائلا من التقاليد العريقة ومشاهد ثقافية من فنون شعبية وموسيقى وفلكلور ومسرح وشعر وصناعة حرفية ثرية بمدلولاتها الحضارية أبت ولاية الجلفة الضاربة في أعماق التاريخ إلا أن تفتخر بملاحم رجالها وكنوزها الأثرية في هذا الموعد الثقافي الذي سيتواصل لغاية 18 نوفمبر الجاري. ويمكن للمتجول عبر الأجنحة المقامة أن يتوقف عند الجناح الخاص بالبرنوس الجلفاوي المصنوع من الوبر الخالص حيث يعد اللباس المفضل والمعبر عن عراقة سكان هذه المنطقة ليصبح في المقابل مصدر رزق للكثير من العائلات خصوصا بمنطقة مسعد التي تشتهر بجودته وأناقته. وكان البرنوس قديما أغلى هدية يمكن أن يقدمها سكان هذه المنطقة حيث أهدي للعظماء والوجهاء في مناسبات عدة ومازال إلى اليوم محل طلب وإلحاح بالنظر لجودته حسب ما أشار إليه أحد أعضاء الوفد الضيف. كما حظيت الجلابية (القشابية) الوبرية بتوافد عديد المواطنين الذين اغتنم بعضهم الفرصة لاقتنائها وهي القشابية التي يختار في نسجها أجود الوبر المعروف باسم “وبر العقيقة”. وحسب أحد العارفين بصناعة البرنوس يتم اقتناء الوبر الخالص من صغار الإبل ويسمى وبر “العقيقة” لتقوم المرأة النايلية بتنقيته بشكل جيد وتنظيفه مما علق به ثم تقوم بضربه وتليينه ومشطه قبل نفشه بآلة القرداش.ثم تغزله بالمغزل اليدوي خيوطا ذهبية رقيقة قبل أن يتم نسجه على آلة “السدو” أو “المنسج” وتستعمل آلة “الخلالة” في رصد الخيوط الأفقية فوق بعضها البعض .