مازالت الدراسات التاريخية المتعلقة بتاريخ الجزائر المعاصر تحتاج إلى المزيد من البحث والتنقيب والعمل المضني في دور الأرشيف المختلفة سواء أكانت منها الجزائرية أو الفرنسية خاصة، كونها تضم أهم وثائق تاريخ الثورة التحريرية ومن أهم المواضيع الهامة التي مازالت تستقطب اهتمام الباحثين هو موضوع الحركات المناوئة للثورة الجزائرية ومنها ما تعلق بحركة "بلونيس" وحركة "الشريف بن السعيدي" وغيرها مثل حركة "الزرق الاستخباراتية Bleuite" التي كادت أن تقضي على قيادة الولاية الرابعة لولا تفطنهم لهذه الحركة المناوئة لثورة أول نوفمبر... حركة الزرق الاستخباراتية إن أهم المراحل الخطيرة التي مرت بها الولاية الرابعة أيضا عملية التجسس المعروفة بالزرق Bleuite حيث بدأت بادئ الأمر بالولاية الثالثة وتتمثل في أن العدو كون شبانا جزائريين مدربين على طرق التجسس وكيفية القيام به حيث بعث بهم إلى صفوف الثورة بطرق مختلفة، بعد أن لقنهم جيدا طرق الاتصال بمراكز العدو، لكن فور تفطن قيادة الولاية الرابعة للأمر، سارع العقيد "امحمد بوقرة" إلى تشكيل لجان تطهيرية، وأختار لذلك المسؤولين الذين مارسوا مهام سياسية قبل إلتحاقهم بالثورة وقد تطرق العقيد عميروش لهذه القضية، وعن أسلوب عمل هذه المجموعات خلال إجتماع العقداء الذي تم في شهر ديسمبر عام 1958م، بالولاية الثانية فقد أكدوا وجود هذه المؤامرة بالولاية الرابعة، إنكشف أمر هذه المؤامرة عام 1959م، بعد إستشهاد محمد بوقرة.. إذا كانت بعض ولايات الوطن قدرها أن تحارب على جبهة واحدة، بمواجهة عدو واحد هو فرنسا فإن الولاية الرابعة قدر لها أن تحارب على عدة جبهات وتواجه عددا من الخونة الأكثر خطورة من الجيش الفرنسي، فبعزيمة رجالها وقادتها استطاعت تخطي كل هذه العقبات وتسير بركب الثورة نحو استقلال، وفي ذلك يضيف العقيد يوسف الخطيب. إن الولاية الرابعة قد قامت بإرسال إطارات إلى المنطقتين الرابعة والسابعة، لدعم النظام في مناطق من الولاية الخامسة لأن قيادتهم كانت بوجدة، بالمغرب الأقصى، أمرت بمنع التنسيق مابين مناطق الولاية الخامسة فصاروا يتصلون بالولاية الرابعة لأخذ التوجيهات وتنظيم العمل الثوريمن اجل القضاء على هذه الحركة الاستخباراتية ، و كان مركز قيادة المنطقتين داخل تراب الولاية الرابعة ففي إحدى المرات أرسلت قيادة الثورة بالمغرب سلاحا للولاية الرابعة فاستولى عليه جنود الولاية الخامسة لأنهم يفتقرون لذلك، ولما علم سي أمحمد بوقرة بالأمر اتصل بهم وتم الاتفاق على اقتسامه فكان نصيبا الولاية الخامسة النصف.وهذا يثبت مدى حنكة هذا البطل الشهيد الذي استطاع بفضل شخصيته القوية ان يتحكم في هذه الوضعية النظامية التي كادت تقضي على أهم ولاية في الثورة التحريرية وهي الولاية الرابعة التاريخية...