سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هكذا عاشت عاصمة السهوب عامها المنقضي/ الاحتجاجات، الانتخابات وترحيل 1702 عائلة من السكنات الفوضوية معالم 2012 بولاية الجلفة، "طاهر تواتي " و " مريم بوشنافة " الجروح الغائرة التي لن تندمل
شهدت ولاية الجلفة خلال سنة 2012 أحداثا و وقائع حرّكتها التغيرات السياسية من جهة، و الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية من جهة أخرى. حيث توسّعت رقعة الاضطرابات بين المواطنين في العديد من المواقف ، كما كان لتغيير بعض الأوجه على مستوى المناصب الحساسة في المنطقة دفعٌ آخر لوضع الآمال في التغيير رغم ضيق العيش. و مع حمل العام المنقضي حقائبه للرحيل ستستقبل ولاية الجلفة كغيرها من ولايات الوطن عامها الجديد 2013 لكن هل سيكون بحلة جديدة ؟؟ الإضرابات ، الاحتجاجات ... بركان 2012 بالجلفة و مقر الولاية قبلة المحتجين أصبحت لغة الاحتجاجات في ولاية الجلفة اللغة الرسمية في الحوار مع المسؤولين للضغط من أجل تلبية مختلف المطالب مثل "السكن و العمل" و العراقيل مثل "المحسوبية" و "الفساد" ... و هي كلها عوامل كانت مسببات تكفي لخروج مواطني و قاطني الجلفة الى الشوارع للاحتجاج و إعلان الإضرابات في الكثير من القطاعات ،على رأسها قطاع الصحة و التربية. أما الأولى فقد كانت مسابقة مساعد التمريض التي اجريت في 2012 عاملا لاحتجاج المشاركين فيها بخصوص نتائجها التي وصفت بغير النزيهة، ما أدى إلى شل الطرق فتمخض عن ذلك ايفاد لجنة تحقيق من قبل وزارة الصحة و السكان ، كما شُنت الإضرابات على مستوى هذا القطاع في فترات متقاربة و متفاوتة على سوء التسيير و الوضعية المتردية التي تسود القطاع و عماله . أما بالنسبة لنقابات و عمال التربية التي أخرجت من جيبها البطاقة الحمراء لمديرها الجديد السيد" محمد معاوية "، فقد كانت البركان الهائج الأكثر بالولاية رفضا للوافد الذي عين على رأس القطاع.خصوصا بعدما تمت تنحيته من منصبه كأمين عام بمديرية التربية بالبليدة - حسب النقابات- على خلفية سيرته التي لا تشجع على النهوض بالقطاع في الجلفة الذي يتذيل المراتب لعقود طويلة بنتائجه التي لطالما وصفت بالكارثية. مسلسل الاحتجاجات و الإضرابات المفتوحة من قبل طلبة جامعة "زيان عاشور" ميز هو الآخر سنة 2012، فقد وجهت للعديد من عمداء و رؤساء الكليات و الأقسام مطالب تخص الجانب البيداغوجي في الجامعة الذي يُعرف لدى الغالبية بالتسيب و الإهمال كما تمثل هاته الاحتجاجات في أحيان أخرى شكلا روتينيا يريد فيها بعض الطلبة كسر المعايير التي من المفروض أن ترقى بمستوى الجامعة ... فما الجديد الذي سيحل بالجامعة مع حلول النصف الثاني من هاته السنة الدراسية ؟؟ دائرة الجلفة و البلدية كانتا أيضا نقطتي التقاء المواطنين للاحتجاج على غرار مقر الولاية التي اصبحت في سنة 2012 محجًّا للمواطن الجلفاوي، و لم تعرف الهدوء في الكثير من الاحيان مما اضطر الى تدخل القوات العمومية لضبط السيطرة في حال حدوث اي انزلاقات أمنية . و إرهاب الطرقات يواصل حصده للأرواح ... حوادث المرور من جهتها، حصدت في السنة المنقضية العديد من الأرواح بالجلفة و التي لم تضبط المصالح المعنية احصائياتها. فإرهاب الطرقات أصبح للأسف المشهد المأساوي الذي لا يغيب عن ولاية الجلفة رغم الحملات الاعلامية و التوعوية التي تقوم بها الجهات المعنية. عندما عاشت الجلفة أفراحا في 2012 ترحيل 1702 عائلة، القضاء على الأسواق الفوضوية ومشروع السكة الحديدية ينطلق عرفت ولاية الجلفة في عامها المنصرم أكبر عملية ترحيل في اطار القضاء على السكنات الهشة و الفوضوية، حيث انتقلت أكثر من 1700 عائلة كانت تقطن السكنات القصديرية في كل من أحياء " الزريعة ، المستقبل ، بلغزال و الفصحى" إلى السكنات الجديدة بحي بحرارة الذي عرف ساكنته الجدد اكبر نسبة ترحيل بالإضافة إلى كل من حيي " حاشي معمر و الضاية". و في إطار القضاء على الأسواق الفوضوية تطبيقا للتعليمة التي أصدرتها الداخلية، فقد شهدت الجلفة عملية تنظيف واسعة على مستوى الولاية تم من خلالها اعادة تنظيم الاسواق و رسم مشهد جميل في شوارعها و أرصفتها بعد أن كانت تكتظ بالباعة غير الشرعيين . اما عن مشروع السكة الحديدية الرابط بين (الجلفة – الاغواط) الذي تم اطلاقه بحضور عمار تو وزير النقل و الشريف رحماني وزير الصناعة و المؤسسات المتوسطة و الصغيرة و ترقية الاستثمار، فقد كان خطوة ايجابية لصالح الولاية رغم أن ردود الافعال التي افرزتها هاته الزيارة من قبل الوزيرين الى المنطقة قد قرأها البعض انها جاءت في اطار الحملات الانتخابية المحلية ! " الطاهر تواتي " الدبلوماسي المخطوف أم المقتول ؟ !! اثار اختطاف الدبلوماسي الجزائري من ولاية الجلفة "طاهر تواتي" حفيظة الشارع الجلفاوي الذي كان يترقب أخباره منذ اختطافه في أفريل 2012 مع باقي الدبلوماسيين الجزائريين الست من قبل حركة التوحيد و الجهاد في مدينة غاو شمالي مالي ، طاهر تواتي كان الشخصية الأكثر موضوعا على الصحف الالكترونية المحلية في عام 2012 و التي شنت من أجله مواقع التواصل الاجتماعي حملات المساندة للدبلوماسي الذي عُرف بين اصدقائه " بالشاب الطموح ". الطاهر تواتي بقي مصيره مجهولا و غير مؤكد فيما اذا كان قد أعدم فعلا ام لا بعد آخر فيديو ظهر فيه و هو يعلن عن عزم الحركة على تنفيذ الاعدام بحقه. بعد عدم استجابة الحكومة الجزائرية لمطالبهم ، فالخارجية الجزائرية اكتفت فقط بتصريحات سطحية لم ترو ظمأ عائلته و مقربيه ، ليبقى الشخصية التي لم تُعرف نهايتها بعد ! هؤلاء رحبت بهم الجلفة ... فماذا بعد الترحيب ؟!!! حالة من التغييرات الجذرية كانت قد شهدتها الجلفة في العام المنصرم على مستوى أهم المناصب و القطاعات الحساسة جعلت العديد من المواطنين الجلفاويين يأملون و لو بشكل بسيط التغيير و تصحيح بعض المسارات ، فإذاعة صوت الجزائر من الجلفة استقبلت على رأس إداراتها السيد " ويس منور " خلفا ل"الصديق بوخروبة" الذي لم تعرف ملامح ادارته جيدا نظرا للفترة القصيرة التي قضاها على مستوى اذاعة الجلفة ، أما عن مديرية الثقافة التي شهدت ركودا رهيبا خلال فترة السنة المنصرمة فقد جاء السيد "شيتر العيد" مديرا عليها بعد الاحتجاجات التي طالبت بتغيير المشهد الثقافي بالولاية. كما عرف فرع الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار بالجلفة وصول السيد " بلقاسم مسعودي " ليباشر مهامه في السنة الفارطة في مجالٍ تُعد فيه الجلفة قطبا استثماريا مهما لدى رجال الاعمال فكيف سيكون مستقبل الاستثمار على يد الوافد الجديد في السنوات المقبلة ؟ و عن مديرية التربية التي تقلد فيها مديرها الجديد منصبه بالقوات العمومية ضاربا عرض الحائط آراء نقابات التربية فيه فقد وقع بين يديه أهم قطاع يُعرف بسوء التسيير لتوكل له وزارة التربية ادارة القطاع إما الى الاحسن أو الى الحضيض مرة أخرى . أما هؤلاء فقد غابوا عنا... فقدت الجلفة في العام المنصرم شخصيات كان لها الاثر البالغ في الولاية ، خاصة العديد من مجاهديها و مشايخها و علمائها الذين مثلوا المنطقة. و البداية كانت مع المجاهد "سارية بودخيل " الذي التحق بالولاية السادسة – المنطقة الثانية العام 1958 ، كما ودعت الجلفة العلامة "بوعبدلي سي عبد الحميد" امام مسجد خالد بن الوليد بحاسي العش و هو الشخصية التي خصت لها جريد " الجلفة انفو " زيارة لبيته فهو من حفظة القرآن و أحد خريجي الزاوية المختارية، وكان "الشيخ بلحرش محمد " (الزمزوم) الذي يعتبر احد أهم اعيان المنطقة خاصة بعين معبد قد فارقنا في العام المنصرم و يعرف الشيخ بكرمه و تكافله مع الناس ، و في الجانب السياسي فقد عاش بيت الافلان الفاجعة التي ألمت به بعد وفاة "مريم بوشنافة" المرأة المناضلة الأولى في الحزب العتيد و مترشحة الحزب في الانتخابات التشريعية ل 2012 و التي راحت ضحية هاته الانتخابات - ان صح التعبير- في حادث سير أليم و هي في طريقها لإحدى التجمعات الشعبية في اطار الحملات الانتخابية و هي تٌعتبر من الشخصيات النسائية السياسية الاولى بالجلفة ، لتلتحق بها فيما بعد النائب عن حزب جبهة التحرير ايضا الدكتورة "الهام بن ساعد" التي كانت برفقة مريم بوشنافة في ذات الحادث ، كما فقدت الجلفة عميد المحامين بالولاية " لبيض محمد " الذي راح ضحية جريمة كان بطلها مسير و وكيل أعماله و ممتلكاته الذي تم القبض عليه بعد اعترافه بالجريمة . الانتخابات و خمسينية الاستقلال أحداث وطنية في قالب محلي شكلت الانتخابات التشريعية في ولاية الجلفة حدثا سياسيا مهما لدى الجلفاويين. و بين الناخب و المقاطع اراء متضاربة حول مستقبل ولاية الجلفة تحت قبة البرلمان، و المسؤولية التي يجب ان تقع على عاتق البرلمانيين الجدد خاصة و ان العنصر النسوي في هاته التشريعيات اضاف مشهدا لم يتعود عليه المواطن الجلفاوي الذي ساهم في ان يحصد كل من الأفلان و الأرندي على 14 مقعدا مناصفة، ليفقدا فيما بعد مقعدين لصالح تكتل الجزائر الخضراء بعد دراسة الطعون على مستوى المجلس الدستوري. أما الاستحقاقات المحلية فهي الأخرى شهدت سباقا ماراطونيا جمهوره غير راغب فيه رغم نسبة التصويت التي بلغت 44 % في البلدي و 42 % في الولائي. و قد اعتبر العديد من متابعي الشأن السياسي بالولاية أنها النسبة المتوقعة بالنسبة لهذا الاستحقاق الذي كشفت نتائجه مفاجآت لم تكن متوقعة بحصول بعض الأحزاب على مقاعد في المجلس الشعبي الولائي أو حتى البلدي، ناهيك عن التحالفات و الصراعات التي طبعتها فيما بعد . أما بخصوص احتفالات خمسينية الاستقلال، فقد نُظمت العديد من التظاهرات الوطنية و التاريخية بولاية الجلفة، و ذلك على مستوى الكثير من مراكز دور الشباب و حتى المؤسسات التربوية بالإضافة الى تدشين العديد من المرافق العمومية احتفالا بالمناسبة تحت رعاية والي ولاية الجلفة ، الا ان المواطن البسيط اكتفى احتفاله برؤية اعلام الجزائر ترفرف في شوارع الجلفة و الغالبية منهم شكلت بالنسبة لهم اللاحدث ! مواليد الكترونية تعزز الساحة الاعلامية المكتوبة في جلفة 2012 و" الجلفة انفو " تواصل المسيرة تعززت الساحة الاعلامية بالجلفة بالعديد من الصحف و المواقع الالكترونية الاخبارية و الثقافية التي ساهمت في نشر مختلف الاخبار و الاحداث و الوقائع لتضيف الى الولاية رصيدا اعلاميا مهما أمام باقي ولايات الوطن التي تفتقد الى مثل هذا المشهد الإعلامي المكتوب، و لتعبر عن جو تنافسي و تكاملي فيما بينها بعد ان كانت " الجلفة إنفو" و"اذاعة الجزائر من الجلفة " الأوعية الاعلامية التي كان المواطن المحلي يلجأ اليها . و " الجلفة إنفو" اليوم تواصل المسيرة مع حلول سنة 2013 بفتح المقر الخاص بها رسميا، و إطلاق النسخة التجريبية من مجلة "الجلفة إنفو" بهدف تطوير العمل الاعلامي المكتوب و التقرب أكثر إلى انشغالات المواطن الجلفاوي بمختلف شرائحه و فئاته لتكون همزة الوصل بينه و بين المسؤول .