أشغال تجديد شبكة الماء الشروب ببوتريفيس أكتب هذه الأسطر انطلاقا مما يمليه عليّ ضميري وإيماني ببلدي وخوفا على مستقبله في ظل التكالب على وطني، وأخشى أن تُدك حصوننا من الداخل ونحن في غفلة وعدم مبالاة، ولن نذهب بكم بعيدا فالموضوع ليس سياسيا ولا انتخابيا لأننا في ظرف الكثير يؤول ذلك وسأضيق الدائرة فلن أتكلم عن وطني العربي وما يعانيه ولاعن الجزائر وما يحاك لها ولاعن ولايتي وما تعانيه إنما سأتكلم عن مدينتي الجلفة تحديدا... هذه المدينة التي عرفت توسعا رهيبا بعد العشرية السوداء، فقدت معها معالم المدينة والتحضر يوما بعد يوم وتحولت المدينة إلى ورشة مفتوحة في البناء والحفر وشق الطرق والتزفيت وإعادة الحفر والتزفيت...ولا يكاد يخلو شارع من حفرة أو مشروع غير مُنته أو غلق في انتظار مشروع... وهكذا الحال في مدينة لم يستقر بها المقام ولا الحال والكل يبكي حالها في المشاريع الانتخابية والكل يجافيها بعد الانتخاب. وبعد معاناة ساكنيها مع الماء وذهاب أسطورة وادي الصدر مع الرياح، الآن جاء دور مشروع 300 كلم من شبكة المياه وهو مشروع ضخم نظريا قد يقضي على أزمة الماء أو على الأقل يقلل من حدتها، وبدأ المشروع من الجهة الجنوبية للمدينة في ضواحي بوتريفيس "لقروبات" ورغم أن هذا المشروع لم يحظ بكثير من الدراسة ربما لصراع أصحاب الصفقات انطلق صاروخيا ورغم ما خلفه من مساوئ في تكسير الطرقات وشبكات قنوات الصرف والهاتف، بقي السكان يتطلعون للأفضل، لكن في هذا الوقت دخلت ماكنات جديدة وسط المدينة لقلع الزفت القديم أي إعادة تزفيت الطرقات رغم جودتها انطلاقا من مركز المدينة في اتجاه مقر الولاية القديم أو إقامة الوالي في نفس الوقت هناك شركات أخرى في نفس المهمة انطلقت في حي الفصحى وبن سعيد لتزفيت الطرقات. والسؤال المحيّر الذي نود طرحه حتى وان كنا لا نعرف على من نطرحه، ما مصير شبكة المياه السالفة الذكر وهل أخذت في الحسبان أم أن الحديث عنها سابق لأوانه وسيكون بعدها مشروع آخر للتكسير ونزع الزفت والحفر والتزفيت؟ يا ناس لا تستخفوا بعقولنا هذه أموال الشعب، أموال الدولة لا تلعبوا بها، أليس فيكم رجل رشيد ؟ وكيف تلقون الله ؟ أليس من الحكمة أن تجتمعوا مع بعض وتُحددوا الأولويات مثلا، قنوات صرف الماء الصحي ثم الماء الشروب ثم الغاز والكهرباء فالهاتف وأخيرا التزفيت... إن ما نراه يحدث يوحي بأن كل واحد "يغني بغناه" وكل واحد يضرب على "قرادو "المهم يدي المشروع و"ممبعد الطوفان" والخاسر الأكبر ليس والي الولاية أو رئيس الدائرة أو حتى رئيسي المجلسين الولائي أو البلدي، إنما هو المواطن الغلبان مثلي، وأين شعاركم ترشيد النفقات؟ ولكن يبقى العيب فيمن تبوأ مقعدا انتخابيا من المفروض أن يكون له منصة انطلاق للدفاع عن شرف المدينة وأهلها ولكن ..ولكن ...لمن تقرأ زبورك يا داود ؟ في ولاية غاب عنها المطار وخفت فيها صوت القطار !!