بمقبرة الشهداء عشية الاحتفالات بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر، احتفلت الأسرة الثورية للناحية الثانية بدار الشيوخ بذكرى معركة" الثلجة" التي جرت أحداثها بمنطقة بسباسة، حيث انطلقت جموع المجاهدين من مقر ناحية المجاهدين بمقر دائرة دار الشيوخ صبيحة الخميس 05 ديسمبر الجاري، نحو منطقة بسبابة والبداية كانت بالتوقف بمقبرة البسباسة أين يوجد رفاة 105 شهيدا سقط معظمهم في معركة جبل قعيقع الشهيرة... وقد كانت بداية التجمع بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء المنطقة، من طرف إمام مدينة دار الشيوخ، تلته، إلقاء كلمات بالمناسبة من طرف مجاهدين عايشوا الثورة في المنطقة على غرار كل من "بحوص بن سعد"، "المبخوت البار" و "فضة عبد القادر"، فيما كانت للمجاهد "لقليطي الشيخ" كلمة مؤثرة وهو أحد الناجين من معركة" الثلجة" التي شهدتها منطقة بسباسة يوم 21 جانفي 1961 وسقط خلالها 57 شهيدا بعدما كبدوا العدو خسائر كبيرة في الأرواح بأكثر من 300 قتيلا وخسائر في المعدات، أين أكد أن الفضل يعود في نجاته بعد ما أصيب إصابة قاتلة لسكان المنطقة الذين هبوا بعد انسحاب العدو، هبة رجل واحد، لإسعاف الجرحى ودفن الشهداء. من جانبه أضاف المجاهد "زروال" أن الثلوج وقساوة الطبيعة صعبت من مهمة المجاهدين حيث أن الكثير منهم تجمد من شدة البرد القارس ولم يستطيعوا حتى حشو بنادقهم بالذخيرة. وقد نوه الحاضرون بالمجهودات التي بذلت من اجل ترميم المقبرة وحماية نزلائها من الشهداء بعدما تعرضت القبور للنبش و انجراف تربتها (مثلما تطرقت له "الجلفة إنفو" منذ سنة و نصف و بحال المقبرة و شهدائها بالعراء)، معتبرين أن هذه الوقفة بمثابة تدشين لهذه المقبرة التي حوت في محيطها شواهد تاريخية مايزال الزمان والمكان يلخصان مآثرهما و هي عبارة عن حطام وبقايا المعارك التي دارت رحاها ضد المستعمر الغاشم... يذكر أن الإحتفالية حضرها العديد من المجاهدين من عدة مناطق يتقدمهم رئيس دائرة دار الشيوخ وأعضاء من مجلس الأمة و رئيسا المجلسين البلديين لدار الشيوخ وسيدي بايزيد وبعض من المنتخبين، بالإضافة إلى منظمة المجاهدين و متحف المجاهد بالجلفة والعديد من الجمعيات المحلية النشطة في المجالين التاريخي والثقافي كجمعية "قندوزة" وجمعية "الخيمة الثقافية"، أين أشاد المشاركون بهذه المبادرة التي جمعت شمل المجاهدين في هذه الناحية، ليختتم اللقاء بمأدبة غداء على شرف الوافدين، تخللتها قراءات شعرية لشاعرين تنافسا في تمجيد الثورة وأبطالها بالمنطقة كما حيا دور المجاهد الحاج "يحي معيزة" المعروف ب"فليفل" على دوره في الثورة وما بعدها وخاصة بعد نجاحه في لملمة شمل المجاهدين الذين فرقتهم السياسة والأهواء.