عرف مقبرة الشهداء بجبل "قعيقع" بدار الشيوخ، بولاية الجلفة، تهميشا كبيرا أين توجد رفات الشهداء في العراء بعد أن أثّرت العوامل الطبيعية على القبور، ولم تتحرك الجهات المعنية لترميمها. وتضم المقبرة رفات 109 شهيدا ظلّت منذ سنة 1981 تعاني التهميش والإهمال. كانت بلدية "دار الشيوخ" أقرب مدينة لموقع مقبرة "الشهداء"، حيث تبعد بحوالي 12 كم فقط، واعتقدنا للوهلة الأولى أنه من السهل الوصول إليها، إلا أنها تقع بعد طريق وعرة جدا وغير مهيأة، اضطررنا للاستعانة بدليل للوصول إليها، وعلى مدخلها بقايا طائرة حربية ومركبة من نوع "جيب" تعودان للعهد الاستعماري. جماجم وعظام الشهداء في العراء وبقايا طائرة فرنسية تباع بالكيلوغرام في الخردوات يعد جبل "قعيقع" أين تقع المقبرة أحد معاقل الثورة الجزائرية، والذي شهد معركة شرسة خاضها المجاهدون بقيادة الرائد "عمر إدريس" ضد قوات الاستعمار في شهر جوان 1956، ودامت يومين كاملين، حيث تكبدت القوات الفرنسية خسائر فادحة بهذه المنطقة التي عاينتها "الشروق اليومي". وقد تمكن المجاهدون من إسقاط طائرة حاملة للجنود وعلى متنها 11 جنديا فرنسيا، ولاتزال بقايا الطائرة التي تآكلت بفعل الصدأ، والتي وضعت أمام باب مقبرة "الشهداء" شاهدا على شراسة هذه المعركة، التي استشهد خلالها حوالي 60 مجاهدا، وتقرر دفنهم بالمنطقة التي شهدت فصول المعركة. وقامت السلطات خلال سنة 1981 ببناء نصب تذكاري بمحاذاة المقبرة لدفن رفات شهداء المعركة رفقة شهداء آخرين وعددهم 104 شهيد، ينتمون لولايات: الجلفة، بشار، العاصمة، المسيلة ومستغانم. ولم تلتفت السلطات لهذه المقبرة منذ ذلك الحين، وهو ما جعلها عرضة للتخريب، حيث تم فتح عدد من المقابر، وساهمت عوامل الطبيعة في إظهار رفات بعض الشهداء، فيما تعرض ألمنيوم الطائرة الحربية التي تم إسقاطها ومركبة "جيب" للسرقة لبيعه بالكيلوغرام في سوق الخردوات، ولم يبق منهما غير الأجزاء الحديدية التي تآكلت بفعل الصدأ، وحسبما عاينته الشروق اليومي، فإن عددا من المقابر قد سقطت أجزاؤها، بحيث رفات شهداء وخصوصا إحدى القبور، التي تظهر فيها جمجمة شهيد وعظامه بشكل واضح.