حصيلة 2013 تميّزت سنة 2013 بدخول عامل جديد في التفاعل مع أداء المنتخبين مسؤولي الهيأة التنفيذية بولاية الجلفة. فقد صار الفايسبوك عاملا مهمّا يتفاعل به الجلفاويون مع كل ما يستجد في حياتهم اليومية من أحداث أو قرارات يتخذها المسؤولون. ومثلما كان الفايسبوك ملاذا لإفراغ "المكبوتات" مثله مثل الشارع، فان الفايسبوك كان "مكانا رائعا" لتجميع الجهود حول حملات التضامن مع المهاجرين الأفارقة وافطار الصائم والتضامن مع الفقراء، وكان أيضا ملاذا لنشر فضائح نتائج مسابقات التوظيف ونتائج قرعة السكن الترقوي التي أفرزت استفادات تعتبر تزويرا وانتحالا للصفة في انتظار مآلها بعد اطلاع الوالي الجديد "جلاّوي" على حيثياتها. الجلفة مدينة النخيل ... أو حينما جلد الجلفاويون المسؤولين بسبب التنخيل عوض التهيئة الحضرية !! لعلّ أكثر القرارات التي أثارت نشطاء الشبكات الاجتماعية تكمن في عملية غرس النخيل بمدينة الجلفة، وهذا من أجل زيارة للوزير الأول ترقّبها المسؤولون، أكثر من المواطنين، لمدة فاقت 05 أشهر. ونتيجة لقرار "التنخيل"، فقد "جلد" الفايسبوكيون كلّ من لهم سلطة القرار، ولم يسلم من سخريتهم لا بوستّة ولا حرفوش ولا نعوم ولا المدراء التنفيذيون ... فمنهم من قال "أنه كان يجب اعطاء الأولوية للأحياء التي تنعدم بها التهيئة ويعيش سكانها في الغبار والأتربة صيفا وبين الأوحال وبرك المياه صيفا" ومنهم من سخر بالقول "ننتظر غلة التمر في سبتمبر" غير أن استخدام الفايسبوك من طرف الجلفاويين لا يعني أنهم كانوا مسالمين عبر الشوارع، والدليل هو أن قوائم السكن وتدنّي الخدمات المقدّمة مثل مشكلة توزيع المياه قد تسببت في اندلاع احتجاجات وقطع الطرقات الوطنية وفوضى ومحاولات انتحار شهدتها العديد من بلديات الجلفة. جلاّوي على خطى حرفوش ... في انتظار نتائج لقاءاتهما مع المجتمع المدني مباشرة بعد تنصيبه من طرف وزير الداخلية بداية نوفمبر الفارط، شرع والي ولاية الجلفة الجديد في سلسلة من اللقاءات مع ممثلي المجتمع المدني على شكل المحاكمة الشعبية للمسؤولين عبر البلديات التي حلّ بها الى حد الساعة. وهو ما جعل الناس يستذكرون الخرجات الأسبوعية لشيخ بلدية الجلفة،السيد حرفوش عبد الباقي، الى أحياء المدينة التي يشرف عليها. اما الوالي فقد كان له لقاءات مباشرة مع الحركة الجمعوية والمواطنين بكل من بلديات الجلفة، عين وسارة، مسعد، قطارة وأم لعظام. وقبل ذلك كان والي الولاية قد نظم لقاء مع اعلاميي الولاية من مراسلي العناوين الورقية والإلكترونية والسمعية والبصرية. وكان اللقاء فرصة لتعرض "الجلفة إنفو" على والي الولاية بعض ما رصده صحفيوها من قضايا وانشغالات ومطالب وحتى فضائح على شاكلة فضيحة الطالبة التي نالت سكنا ترقويا على أساس أنها طبيبة !! وفي انتظار تجسيد كل من حرفوش وجلاّوي لنتائج خرجاتهما الى حد الساعة، يبقى مواطنو أحياء "بن سعيد" وحي "بلغزال الجديد" مثلا يغرقون في الأوحال والبرك، كمثال من مدينة الجلفة عما يعانيه سكان أحياء باقي البلديات. المهاجرون الأفارقة ... التكفّل بعابري السبيل في رمضان وممتحنين في بكالوريا أكبر علامة سوداء تسجّل في تاريخ المسؤولين المحلّيين خلال سنة 2013، كانت في تعاميهم عن مأساة المهاجرين الأفارقة الذين كانوا يبيتون في الشوارع المحاذية لساحة الكنسية ومسجد "خالد بن الوليد". وقد نقلت "الجلفة إنفو" العديد من التقارير عن واقعهم المأساوي باعتبارهم لاجئي حرب (مالي والنيجر) وهذا بكل من عاصمة الولاية وحاسي بحبح وعين وسارة. لتأتي زيارة الوزير الأوّل وتجعلهم يختفون من وسط مدينة الجلفة تماما مثلما اختفت "ظهور الأحمرة- الدودانات" من طرقاتها. أما الجمعيات المحلية وفرق الكشافة ومجموعات "ناس الخير"، فقد صنعت هي الأخرى لوحات تضامنية رائعة عبر المطاعم الخيرية والقوافل المتنقلة للإفطار سواء نحو الأحياء أو نحو محطة نقل المسافرين. ونفس الأمر مع شباب "ناس الخير" الذين صاروا أصحاب تقليد في النشاط الخيري سواء في شهر رمضان أو في موسم البرد من خلال حملات جمع الملابس والأغطية لصالح المتشردين مثلما كان الأمر مع حملة "لمسة دفء" في فيفري 2013. مع العلم أن مجموعات "ناس الخير" نجحت في جعل "الفايسبوك" أداة ومنطلقا لنشاطها عكس الكثير من الهيآت التي تملك مقرات ومساعدات مالية ولكنها لا تنشط مثل الهلال الأحمر الجزائري الذي ما يزال الناس يتساءلون عن عدم تنظيمه دورات لتكوين المسعفين !! وبالنسبة لامتحانات الباكالوريا، فان أفواج الكشافة والجمعيات صارت هي الأخرى تصنع هي الأخرى أجواء خاصة للممتحنين القادمين من خارج البلديات من خلال توفير الإقامة والإطعام لهم عبر الكثير من بلديات الجلفة. الإعلام الإلكتروني بالجلفة ... توجّه نحو التخصص والشباب يصنعون المبادرة من ناحية الإعلام الإلكتروني الذي تعتبر ولاية الجلفة رائدة فيه، فقد تميّزت سنة 2013 بأفول بعض العناوين الإخبارية و بظهور توجه جديد للشباب في انجاز مواقع الكترونية متخصصة. وفي هذا الصدد تأتي المجلة النسوية "النايلية" والتي أطلقتها ثلّة من الإعلاميات الجامعيّات من أجل مواكبة كل ما يتعلّق بالمرأة والشؤون النسوية وكذا توثيق التراث الذي تزخر به المنطقة. أما الشاب "بشير ح."، فقد اختار عالم الفلاحة عبر تأسيسه لأول عنوان معرّب في الميدان وهو "المجلة الفلاحية" بعدة أركان مثل الإنتاج النباتي، الإنتاج الحيواني، العتاد الفلاحي وكذا الإعلانات المختلفة. ومن جهته أطلق الشاب "محمد ي." مجلته الإلكترونية الخاصة بالموارد البشرية خصوصا وأنه حامل لشهادة الليسانس في العلوم الإقتصادية. وفي عالم الرياضة، تم انشاء الموقع المعرّب "الجلفة الرياضية" المتعدد الاهتمامات الرياضية. أما على الصعيد الرسمي، فقد تم اطلاق مواقع رسمية لكل من مديريات التجارة، دار الثقافة "ابن رشد" ومديرية السياحة والصناعة التقليدية. فيما موقع مديرية التربية الذي يظل المطلب الرئيس للأسرة التربوية لا يزال حبرا على ورق في توصيات لجنة التربية بالمجلس الولائي. وتبقى باقي محاولات التكيّف مع العالم الافتراضي محتشمة وغير محيّنة مثلما هو الأمر لموقع إذاعة الجزائر من الجلفة الذي لم يعمّر طويلا، و كذا الصفحة الفايسبوكية الرسمية لبلدية الجلفة والتي تحتاج الى تغذية وتحديث دائم مادام الأمر يتعلّق ببلدية تعادل ولايات من حيث عدد السكان والمساحة. كما أن مجموعة "المداومة الإلكترونية البرلمانية"، للنائب محمد الطيب السالت، مازالت تستقطب الجلفاويين على اختلاف مشاربهم وميولاتهم ومهنهم وأعمارهم، غير أن النائب، ورغم فسحته الديمقراطية الإفتراضية، مازال مطالبا بالمتابعة الصارمة لما ينشره من إجابات للوزراء على أسئلته، لأن ذلك قد يأتي بعكس النتائج المرجوّة من المساءلات في ظل ارتجالية الوزراء في الإجابة.