سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التعريف بشخصية الشيخ "محمد الرايس المسعدي" في يوم دراسي بالمركز الثقافي الإسلامي بالجلفة يُعد أول صحفي وفيلسوف من المنطقة، و أول من هاجر إلى جامع الزيتونة
محمد الرايس رفقة بعض الشيوخ نظم اليوم الثلاثاء المركز الثقافي الإسلامي في إطار نشاطاته وبالتنسيق مع مدرسة الإخلاص يوما دراسيا حول إسهامات الشيخ "محمد الرايس" في تنوير الشخصية الوطنية، بحضور مدير الشؤون الدينية والأوقاف وبعض الأئمة والمشايخ والأساتذة والطلبة، قدمت فيه مجموعة من المداخلات التي تناولت جوانب من حياته تزامنا مع ذكرى وفاته. افتتحت جلسات اليوم الدراسي بكلمة ترحيبية لمدير الشؤون الدينية الذي اعتبر أنّ الشيخ الرايس أحد علماء الجزائر الذين أفنوا حياتهم في خدمة الدين والوطن، وأحد الشخصيات الفذّة المتشبعة بمبادئ جمعية العلماء المسلمين، وعن مدرسة الإخلاص تحدث الشيخ " الجابري السالت" أنّ هذه الجمعية حظيت بمحمد الرايس معلما ومديرا، فقد جعل منها محطة عمله التربوي والدعوي. ووقف الأستاذ "برابح الشيخ" على بعض المحطات من حياة محمد الرايس ابن بيئة مسعد البسيطة، والذي جمع بين صفات عديدة تربوية وعلمية، له باع في الثورة الجزائرية، ومسيرة حافلة بالإنجازات، فيما تحدث الدكتور "حمام زهير" عن البعد الإعلامي والفلسفي في شعرية محمد الرايس الذي توجه إلى قسنطينة وفكّر في الكتابة في جريدة البصائر الرائدة آنذاك لأجل أنّ يُعبر ويقول أنّ الجلفة ومسعد لديها حضارة ومنبع تاريخي وشخصية وطنية، بالإضافة إلى مراسلات شخصية فصيحة لجرائد المبشر والصلاح والأفيون وغيرها..، كانت أشعاره كلها إعلامية لأنه كان يريد التبليغ، ولعلّ من غرس فيه حب الإعلام والكتابة هو " عبد القادر ابن إبراهيم المسعدي". وعن الهجرة العلمية ودورها العلمي والإصلاحي في المنطقة تطرق الاستاذ " مصطفى داودي" ل "محمد الرايس" كأنموذج كان يتنقل من مكان لآخر لطلب العلم وتعليم القرآن في هذه المنطقة التي كانت تشهد حركية علمية إبان الاحتلال الفرنسي سواء داخلها أو خارجها، والنماذج كثيرة مثل الشيخ عطية مسعودي ومصطفى حاشي والعلمي السعيد، والنعيم النعيمي و بلخضر الحساني، وحاشي معمر بن عثمان وغيرهم ممن كانوا ينتقلون عبر القوافل لتعليم الطلبة القرآن الكريم. من جانبه، تناول الاستاذ " شكيب الرايس" حفيد " محمد الرايس" جوانب من حياة جدّه وركزّ أكثر على رحلته العلمية إلى تونس أواخر 1940 ، والتي لاقى فيها صعوبة كبيرة لأنّ من يقع في يد فرنسا سيأخذ نصيبه من السجن والتعذيب وربما القتل، ولما وصل بقي يتردد ويحضر الحلقات بالجامع قبل أن يقدم طلبا خطيا لشيخ جامع الزيتونة " العربي جعيط" والذي وافق عليه وجعل له دفتر، ودرس على يد علماء الزيتونة لمدة 4 سنوات ليتخرج سنة 45 وينال شهادة التحصيل، وعاد بعدها إلى المنطقة. هذا واستهلت مداخلات الجلسة الثانية بآراء ومواقف لمحمد الرايس جمعها السيد " بونوة أحمد بن محمد" متحدثا عن مولده يتيما وتكفل خاله وجدته به، هذه المرأة التي صنعت منه رجلا عظيما معلما ومربيا ومجاهداً في سبيل الله، كما كان ل " عبد القادر بن إبراهيم المسعدي" الدور الكبير في مستواه العقلي والبدني والروحي، والدفع القوي لالتحاقه بجمعية العلماء المسلمين الذي أكسبه تفكيرها ونهجها الإصلاحي، إضافة إلى هجرته نحو الشرق في شرف طلب العلم ليترك وراءه كتابات في الفقه والعلوم الشرعية واللغوية، وكذا القصائد الشعرية. وعن غيرة " محمد الرايس" على اللغة العربية تحدث الشيخ " الطاهر قويسم" الذي درس لديه في الطور الإكمالي - بمتوسطة الامير عبد القادر حاليا- أنه كان يكوّن طلبته باللسان العربي لحرصه الشديد حفاظا على اللغة العربية كتابة وإنشاء، ويقول انه كان يستاء كثيرا من أخطائنا اللغوية. وأعطى الأستاذ " بن شريط عبد الرحمان" المواصفات الحقيقية للمثقف التي يعكسها " محمد الرايس" والذي حرص دائما على توصيل علمه وثقافته، عقيدته وإيمانه إلى الناشئة، وعندما خرج من هذه المدينة نقل هم بلده وشعبه بصدق وإيمان حقيقي وتمثله لرسالة التحرر للجزائر. وفرّق الأستاذ " عبد الحليم بوهلال" من خلال مداخلته المعنونة بالثورة والإصلاح في فكر محمد الرايس بين المفكر الحر الذي يمثله الرايس بمعياره الصادق وبين المفكر التابع، وبين الإصلاح داخل النسق والثورة، مضيفا أنّ محمد الرايس كان في مدرسة الإصلاح معلما، وفي مدرسة السياسة متحزبا، كان مع الحق ومع نفسه، يعلم ويعايش فكرته في الواقع، رجل ثوّر الإصلاح وأصلح الثورة . وربط الأستاذ " طيبي عيسى" بين مآثر الشخصيات المحلية والحاضر لبناء المستقبل الزاهر من أجل الصحوة، ونفض الغبار عن تاريخ المنطقة والتقيد والاستلهام من هؤلاء العلماء الذين أفنوا حياتهم خدمة لهذا الوطن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واختتم اليوم الدراسي بمجموعة من التوصيات تمثلت في طبع أعمال هذا اليوم وتسجيلها، وترسيم شخصية محمد الرايس في ملتقى وطني، وتعزيز الشراكة بين المركز الثقافي الإسلامي وجامعة الجلفة في إطار التعريف بعلماء المنطقة.