سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحقيق. الطريق الوطني 1-ب "مسعد - تقرت" يتسبب في مقتل 12 مواطنا وجرح 44 خلال سنة 2013 لا شبكات هاتف نقال ولا حماية مدنية ولا محطات خدمات ... ومنعرجات خطيرة
ما يزال الطريق الوطني رقم 1- ب، الرابط بين "مسعد-تقرت" بولاية ورقلة، يتسبب في سقط الضحايا بين قتلى وجرحى لعدة أسباب مجتمعة على مسافة 170 كلم لتجعل منه طريقا وطنيا لا يوفّر لمرتاديه أي سبب من أسباب الراحة ... الموت المتربّص في كل مكان والعزلة التامة عن العالم بسبب انعدام التغطية بالهاتف النقال. كثيرة هي الشكاوى التي وصلت الى "الجلفة إنفو" بخصوص هذا الطريق الذي تمّ تصنيفه كطريق وطني سنة 2006 ليكون حلم سكان المنطقة الجنوبية بولاية الجلفة بأن يكون هذا الطريق سببا في فك العزلة وتحريك النشاط التجاري بالمنطقة وتيسير حركة المسافرين نحو أقصى جنوب ولاية الجلفة. ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أن هذا الطريق سيكون نقمة على كل مرتاديه بسبب نقاطه السوداء من جهة، ومن جهة أخرى بسبب انعدام المحطات الخدماتية. وحسب الإحصائيات المقدمة ل "الجلفة إنفو" من طرف وحدة الحماية المدنية بمسعد خلال سنة 2013 لوحدها، فان هذا الطريق قد سّجل عدة حوادث مرور. حيث بلغ عدد الحوادث التي سجّلت فيها ضحايا عند تدخّل الحماية المدنية 12 حادثا مروريا تسبّبت في سقوط 44 جريحا و12 قتيلا. أي بمعدّل قتيل في كل حادث مرور، وهو مؤشر على أن حوادث المرور بهذا المحور الطرقي قاتلة وخطيرة. أما بخصوص أهم النقاط السوداء، فهي تتمثل في منعرجات خطيرة جدا لم يتمّ تصحيحها الى حد الآن ومنها منعرج "واد عجيري" ومنحدر "واد خوى" ومنعرج مابعد النقطة الكيلومترية 190. ونفس الخطورة مسجلة عند مفترقي الطرق المؤدّيين الى كل من بلديتي "أم لعظام" و"سد رحال".كما أن ذات الطريق تشهد انعدام إشارات المرور العمودية والأفقية حيث تم طمس الكثير منها بالطلاء ونفس الأمر بالنسبة لتآكل جانبي الطريق. 170 كلم ... عزلة تامة عن العالم والدليل مأساة عائلة "ناجي" ما يميّز الطريق الوطني رقم 1- ب هو انعدام نقاط التموين بالماء ومحطات الخدمات التي من شأنها توفير الوقود ومختلف خدمات الإطعام للمسافرين فضلا عن عدم وجود وحدة متقدمة للحماية المدنية من أجل تقديم خدمات الإسعاف للمسافرين في حال وقوع طارئ. أمّا النقطة التي أفاضت الكأس والتي تستدعي تحرّك جمعيات حماية المستهلك، فهي تتعلّق بعدم وضع هوائيات للهاتف النقال من طرف متعاملي الهاتف النقال الثلاث "موبيليس–جيزي - أوريدو" وهو ما زاد من عزلة هذه الطريق وربما هو السبب الكامن وراء عزوف المستثمرين لفتح محطة خدمات بهذا الطريق رغم أن هذه الطريق تشهد حركة كثيفة باعتبارها تربط بين ولاية الجلفةوالجنوب الشرقي (تقرت، جامعة، واد سوف) وتمر عبرها حافلات تقرت - تلمسان، واد سوف - وهران، واد سوف - مستغانم وكذا خطوط النقل الداخلية مثل مسعد - قطارة. كما أن مأساة عائلة "ناجي"،بطريق "مسعد- تقرت"منذ 03 سنوات، ما تزال ماثلة للعيان، حيث يُروى أن سيارة العائلة المذكورة، كانت تقلّ 04 أفراد (الأب والأم والولد والبنت)، اصطدمت السيارة بكومة من التراب وانقلبت السيارة. ولم يتمكن أفراد العائلة من طلب النجدة بسبب انعدام التغطية بالهاتف النقال وانعدام السيارات المارة وانعدام الإنارة. لتبقى العائلة 07 ساعات في العتمة الى أن توفي الطفل (12 سنة) دون اسعافه طيلة 07 ساعات وهو ما شكّل صدمة نفسية للأب.