يبدو أن صواريخ القسام لم تلحق أضرارها بالكيان الصهيوني فقط ولكن تضرر منها العديد من المتنطعين عندنا، الذين لم يعجبهم التطور التكنولوجي والعسكري الكبير الذي حققته حركة حماس، وهي الحركة التي تحكم قطاع غزة وهو أكبر سجن على الهواء الطلق في العالم يحاصره العدو والصديق خاصة بعد وصول الانقلابيين إلى حكم مصر. فبالرغم من الحصار والعزلة الاقتصادية والتضييق الممنهج من طرف المحتل الصهيوني فقد تمكنت المقاومة من إرباك العدو و تحطيم معنوياته وهذا أمر طبيعي، ولكن ما هو غير طبيعي هو ارتباك أصحاب القنوات الفتنوية العميلة والأقلام الصحفية المأجورة في دول عربية وحتى عندنا بل وفي عقر ديارنا، أين ارتفعت أصوات ناشزة تغرد خارج السرب تعتمد عقلية (خالف تعرف) من أجل إرضاء أطراف مرجفة لم تهضم هذا النجاح العسكري الذي حققته المقاومة وهذا لسبب واحد وهو أنها مقاومة (إسلامية) ترفع شعار(وأعدوا) المستمد من صميم القرآن الكريم في قوله تعالى "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" فهذه الآية الكريمة تعلمنا دروسا بليغة ومن بينها أن المطلوب من المستضعفين من المسلمين ألا يستهينوا بما يمكنهم إعداده للعدو مادام مرتبط بالاستطاعة ، وهذا ما التزم به أبطال عز الدين القسام الذين حققوا تقدما ملحوظا في كل مواجهة ضد العدو الصهيوني ليتمكنوا من مفاجئة العالم بصور التقطتها طائرة بدون طيار صنعت تحت الأنفاق وبوسائل تقليدية ولكن بعقول مستنيرة عالمة تتقن لغة الأرقام وتكنولوجيا المعلوماتية التي جعلت الصهاينة يتابعون في ذهول مقاطع مصورة تمر أمام أعينهم وأنوفهم في قنواتهم العبرية تهددهم وتتوعدهم عبر التلفزيون وحتى عبر الهواتف النقالة على شكل رسائل قصيرة تقض مضاجعهم وتثير في أذهانهم آلاف التساؤلات حول قدرات هذا الشعب الذي حقق مالم تحققه العديد من الشعوب العربية التي لا يزال شبانها يلهون برسائلهم التافهة في المعاكسة والفساد . كما تعلمنا هذه الآية الكريمة بأن هناك أعداء قد لا يعلمهم المدافعون عن القضايا العادلة ، لأنهم أعداء متنكرون تحت أقنعة متنوعة ولكنها لا تحميهم لأن ألسنتهم وقلوبهم المريضة تفضحهم عندما ينعتون (الصواريخ) ب (الشماريخ) وهي عبارة وصلت إليهم من قنوات الفتنة المصرية بعد ملحمة (أم درمان) فالتقطها هؤلاء (الرويبضون) عندنا كما تُلتقط القاذورات من المزابل ، مما يثبت أنهم أبواق تردد ما يصل إليهم من القاهرة التي قهرها الانقلابيون الذين يطالبون النظام العسكري القيام بالمهمة القذرة بدل اليهود في قتل الغزاويين الأبرياء. كيف غاب على هؤلاء ال.......... أن أكبر الملاحم البطولية بدأت بوسائل بسيطة وها هي غزوة بدر تمر علينا اليوم لتذكرنا بأن كفار قريش هم من أرادوا الحرب أولا لتأديب المسلمين وهم قلة مستضعفة فكان ما كان ، وما أشبه اليوم بالبارحة فالمؤامرة الأخيرة على غزة بعد عملية الاختطاف المشبوهة جعلت "جون كيري" يهرع إلى المنطقة ليحرك وكلاء العمالة في مصر للضغط على حماس لقبول الهدنة المذلة وهو من أعتبرهم حركة إرهابية منذ فترة وجيزة بتنسيق مع عواصم عربية أخرى عملت على شيطنة الإخوان بكل الوسائل ، وكيف غاب على هؤلاء ال........ ما حققته الملحمة البطولية في الجزائر وهي تواجه الاحتلال الفرنسي الهمجي ببنادق الصيد والسكاكين والحجارة ثم كان ما كان ، فمن العيب والعار أن يستهزئ هؤلاء ال....... بصواريخ القسام لأنها فعلت ما لم تفعله الجيوش العربية من قبل لأنها أرعبت الصهاينة وهم تحت الملاجئ، فقليل من الحياء وكثير من الصمت وأنصتوا لصواريخ القسام لعلكم تعقلون . ملاحظة : على القارئ الكريم أن يملأ الفراغات بما يحلو له من عبارات الشتم التي تناسب هؤلاء ال....