انتقد الفنان المخرج "محمد زاوي" وكالة الإشعاع الثقافي التي ستحتفي بفيلم "البئر" للطفي بوشوشي، حيث أكد في بيان له أنه قد أقصي تماما من هذا الاحتفاء، الأمر الذي يستدعي عدة تساؤلات عن أبعاد هذا الإقصاء، فقد شارك المخرج محمد زاوي في مهرجان الإسكندرية الدولي ونافس كبار المخرجين وتحصل على النخلة الذهبية باسم الجزائر، هذا الإنجاز الذي لم تتلقاه أحيانا –كما عبر عن ذلك- أفلام صرفت عليها أموال طائلة، ليستبعد العمل المتميز دون أن يعرف المخرج الجزائري –ابن الإدريسية- ما الذي يحرج المنظمين في تكريمه تكريما لائقا بمكانته، وبأن يكون حاضرا بفيلمه، خاصة وأن هذا اللقاء يحتفي بتكرم الأديب الروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار. هذا ويعتبر المخرج محمد زاوي كاتبا مسرحيا وصحفيا بارزا يقيم حاليا بباريس، وهو من مواليد الإدريسية بولاية الجلفة، فيها ولد ونشأ ودرس المرحلة الإبتدائية، كما درس الصحافة بالعاصمة وعمل في حقولها ثم ارتحل إلى باريس ليقيم بها، تحصل على العديد من الجوائز الدولية، منها جائزة "الخنجر الذهبي" في مسابقة الأفلام التسجيلية في مهرجان "مسقط" الدولي الثامن، وجائزة النخلة الذهبية في مهرجان الإسكندرية الدولي للبحر الأبيض المتوسط الواحد والثلاثين وغيرهما، وقد تم اختياره في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط ليكون عضوا في لجنة تحكيم مسابقة الفيلم العربي القصير إلى جانب الناقدة السورية ديانا جبور والمخرج المغربي محسن البصري والممثل الفنان المصري عمرو يوسف ووالمخرج الفلسطيني فايث جرادة. كما احتفى به وزير الثقافة عز الدين ميهوبي مؤخرا في بيان يتحدث عن تتويج المخرجين المتميزين في الجزائر، حيث أكد موقع الإذاعة الجزائرية هذا الخبر وقال إن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد اعتبر "تتويج المخرجين الجزائريين لطفي بوشوشي ومحمد زاوي خلال الدورة ال 31 لمهرجان الاسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط يعد بمثابة مؤشر لنجاح السينما الجزائرية ويؤهلها لاسترجاع مكانتها المستحقة".. وذكر ميهوبي في بيان نشر الخميس من وزارة الثقافة أن "تتويج (الفليمين "البئر" و"آخر الكلام" للطفي بوشوشي ومحمد زاوي) يعتبر مؤشرا لنجاح السينما الجزائرية التي تسعى الدولة للنهوض بها بتطوير قدراتها الإنتاجية والعمل على إعادة بعثها من جديد من خلال التكفل بمختلف الحلقات المترابطة التي تتشكل منها المنظومة السينمائية". ليبقى السؤال مطروحا أمام وكالة الإشعاع الثقافي، لماذا هذا الإقصاء، أم أن المخرج –كما قال- يعمل مستقلا ودون أن يستعمل دينارا واحدا من خزينة الدولة، ويضيف معبرا عن حالة التهميش المتعمد التي لا يمكن في رأي النشاط الثقافي العالمي أن يكون غير ذلك، يقول "إنني أعتبر بأن هذا الإقصاء هو سلوك غير متحضر وليس فيه أي احترام وفيه الكثير من الاحتقار للمبدع، وكل المبررات التي قدمت لي هي غير مؤسسة، لقد قيل لي بأنهم لم يجدوا هاتفي، وأنهم حضروا ذلك على عجالة". وللتذكير فإن وكالة الإشعاع الثقافي ستحتفي بفيلم « البئر » للطفي بوشوشي الفائز بعدة جوائز في مهرجان الإسكندرية الدولي وبحضور العديد من الممثلين والتقنيين وشخصيات تحت إشراف وزير الثقافة، حيث اعتبر المخرج محمد زاوي أن هذا الاحتفاء يجعله سعيدا جدا، في حين يكدر صفوه هذا الإقصاء الذي يضر الحركة الإبداعية العربية ولجنة تنظيم هذا اللقاء على الخصوص، لأن ذلك يعيد قاطرة الإبداع في الجزائر إلى الوراء، ومن الواجب احترام المبدعين المتميزين والفاعلين الذين يعملون بمجهوداتهم الخاصة.