سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوديان تفيض وتقتل وتهدّم بولاية الجلفة ولا يتم حجز مياهها ... وميزانية الدولة لسنة 2016 تفضح تفريط عاصمة السهوب في بناء السدود !! رهانات سلطات ولاية الجلفة على قطاع الفلاحة في المزاد (الجزء الأول)
حاجز "وادي الحاجية" بالشارف تواصل "الجلفة إنفو" فتح ملف الإقتصاد الفلاحي بولاية الجلفة. فبعد التطرق الى ملف الكهرباء الفلاحية عبر بلديات الولاية، ننتقل الى ملف السدود ووضعيتها في عاصمة السهوب من أجل تتبع حالها ومآلها في ظل التوجه نحو الإقتصاد الفلاحي للدولة. وهل ولاية الجلفة تستغل فعلا مياه أطول واديين في الجزائر "وادي الشلف" و"وادي جدي" الذين يمران عبرها؟ وهل تستغل بقية الأودية في الفلاحة أم أنها تذهب الى السبخات؟ أم أن مصيرها هو الولايات المجاورة مثل أودية دار الشيوخ التي تصب نحو بلدية أمجدّل دون استغلالها في الري بدار الشيوخ؟ وكيف سيتم سقي المحيطات الفلاحية الأربعة عشر (14) والتي تم انشاؤها في 2014 بمساحة 16889 هكتار في بلديات القرنيني وعين وسارة وأم لعظام وقطارة؟ ومن خلال مطالعة مشروعي ميزانية الدولة لسنتي 2015 و2016 يتضح أن سلطات ولاية الجلفة، وللسنة الثانية على التوالي، لا تولي أهمية لحجز المياه التي تتساقط بكثافة في كل البلديات. حيث لم يتم برمجة مشاريع لبناء سدود ضخمة تستوعب مياه الوديان الجارية سواء في شمال الولاية أو وسطها أو حتى جنوبها ... رغم شساعة المساحة وكثرة الوديان التي صارت تقتل وتهدّم كل ما يأتي في طريقها ثم تمرّ الى حال سبيلها !!. وقد حمل مشروع ميزانية الدولة التفصيلي لسنة 2016 ميزانيات ضخمة لصالح عدة ولايات من أجل بناء أو صيانة سدودها وهو ما يعني أن الدولة قد أولت اهتماما بقطاع السدود من أجل تنويع المداخيل وتقليص فاتورة الإستيراد وتحقيق الأمن الغذائي ... ولكن ما محلّ عاصمة السهوب من هذه البرامج في قطاع الموارد المائية ؟ تقول بديهية معروفة بأن "الفيضانات لا تكون الا بغياب السدود" وهو ما انتبهت اليه عدة ولايات عكس سلطات ولاية الجلفة. ففي ميزانية 2016 تمّ تخصيص أموال طائلة لبناء سدود في ولايات تبسة وجيجل والأغواط وتيبازة وتيزي وزو بينما تمّ اقرار ميزانيات أخرى لدراسة المشاريع الأولية المفصّلة لسدود بولايات بسكرة (مستاوة، البرانيس) والمسيلة (كدية بن عايدة) وخنشلة (ملاغو). كما تمّ أيضا اقرار ميزانيات لدراسات جدوى لسدود بكل من ولايات المسيلة (تابية) وخنشلة (تاغميت) وتيزي وزو (بوزغن) والأغواط (سيدي امحمد بن ابراهيم) اضافة الى ولاية الجلفة التي استفادت من مشروع ممركز يتيم لدراسة جدوى سد "واد المرقب" بمبلغ 250 مليون دج !! أما بالنسبة لنزع الأوحال، فإن الدولة قد خصصت ميزانية لذلك لسد "فم الخرزة" بولاية بسكرة وأيضا نزع الأوحال وتجديد التجهيزات لسد "القصب" بولاية المسيلة. بينما تبقى التساؤلات مطروحة حول كميات الأوحال المتراكمة بباطن سد "الخريزة" ببلدية الشارف ومتى سيتم نزعها لكي يعود الى الإمتلاء بنسبة 100%. ونفس التساؤل يبقى مطروحا بالنسبة لسد "كريرش" ببلدية الزعفران والذي زارته "الجلفة إنفو" ووقفت على مدى الإهمال الذي يعاني منه رغم أنه يمكن استغلاله في سقي الآلاف من الهكتارات بمناطق وأرياف كريرش وهي كلها أراضي خصبة وصالحة للزراعة، وهو الحال نفسه مع سد "بن حامد" بتقرسان ببلدية تعظميت. ويبقى الأمل في أن تسارع سلطات ولاية الجلفة وتراسل وزارة الموارد المائية لكي تخصص ميزانية لبناء سدود جديدة وتأهيل وتجهيز السدود الحالية بولاية الجلفة وتطهيرها من الأوحال. حيث أن ميزانية 2016 قد خصصت برنامجا وطنيا لم يُوزّع بعد على الولايات ويتضمن ذلك ميزانية ب 1500 مليون دج لتأهيل السدود الحالية ومبلغ 1500 مليون دج من أجل الصيانة والتجهيز. كما خصصت الوزارة ميزانية لأنظمة السقي التي تحتاج الى عملية صيانة واعادة بناء. ويبرز هنا كمثال نظام الري المهترئ بقرية "التوازي" بالشارف ونظام سقي البساتين بقرية "الهيوهي" والذي حطمته الفيضانات الأخيرة ... وهكذا تصبح البرامج الممركزة في ميزانية 2016 هي الفرصة المواتية لبعث الفلاحة واستغلال السدود الموجودة بولاية الجلفة. في الحلقة القادمة سنعود بمزيد من التفاصيل لوضعيات الحواجز المائية ببلديات تعظميت والشارف والزعفران والجلفة وغيرها بحول الله ... سدود وحواجز مائية بولاية الجلفة تحتاج الى الصيانة والتجهيز ونزع الأوحال من أجل الإستغلال الأمثل سد كريرش ببلدية الزعفران سد الخريزة ببلدية الشارف
سد "بن حامد"، غابة تقرسان ببلدية تعظميت حاجز تحويل ماء "وادي الحاجية" للري مع نظام السقي لبساتين التوازي ببلدية الشارف