كانت اليوم دار الثقافة "ابن رشد" على موعد مع أمسية شعرية لابن حاسي بحبح الشاعر "محمد بهناس" الذي ألقى جملة من قصائده أمام الحضور وفتح نقاشات حول تجربته في الشعر الشعبي أين تداول على اثراء الجلسة ثلة من المثقفين من أمثال شعثان الشيخ، دحمان بن سالم، بن علية رابحي، خالدي محمد، بكاي عبد القادر، سالت عبد الرحمان، الشاعرة شهد، الروائي عبد الوهاب عيساوي، الأستاذ الجامعي بلعدل الطيب، لعروسي المختار، القاص بوزيدي عمار والموسيقار فويرح عمر. ويُعتبر "محمد بهناس"، من بين الشعراء الشباب المهتمين بميدان الشعر الشعبي نظما وبحثا. فضلا عن تجربته القصصية أين له منتوج في هذا المجال ومشاريع مستقبلية للنشر. خصوصا وأنه يميل كثيرا الى السخرية في السرد عكس الشعر الشعبي كما يقول هو عن نفسه. وبخصوص هذا الأخير قال "بهناس" بأن الشعر الشعبي بولاية الجلفة ثري غير أنه يصطدم كثيرا بظاهرة عدم تدوينه وبقائه حبيس الرواية الشعبية المهددة بالضياع. كما تم أيضا اثارة قضية اللغة الشعرية والمصطلحات التي كانت الى وقت قريب من أهم عوامل البناء اللغوي للقصيدة الشعبية. أين كان الشعر الشعبي يسعى أحيانا الى تدوين مصطلحات كانت راسخة في المخيال الشعبي والحديث اليومي وكلها تجد انعكاسا لها في البيئة اليومية مثل الخيل والخيمة والفروسية وهو ما كانت تزخر به القصيدة في العصر الجاهلي. وبالنسبة للأستاذ الجامعي "بلعدل الطيب" فإن القصيدة الشعبية تعد مصدرا للغة الشعبية الصحيحة مهما كان مستوى المتلقي. مضيفا في هذا الصدد أن القصيدة الشعبية قد ساهمت في حفظ المصطلحات والبناء اللغوي لغة الشعبية التي بدأت تفقد معالمها في الوقت المعاصر. وحفلت الأمسية الشعرية بقصيدتين في الشعر الفكاهي في نقد المجتمع الأولى حول "الإستخلاف" والثانية عن "المجتمع" وعي كلها قضايا لامس بها الشاعر انشغالات المجتمع مما يعطي صورة واضحة عن أن القصيدة الشعبية لا تعطي قيما لغوية بل أيضا تحوي قيما اجتماعية وزمانية مرتبطة بالمكان. كما كانت الجلسة الأدبية فرصة لفتح باب النقاش حول موضوع "الحداثة الشعرية في القصيدة الشعبية" مثلما كان الشعر الفصيح مدارا لذلك. سواء على مستوى الشكل أو المضمون لأن اللغة قد لا تحدد معالم الحداثة مثلما اتفق عليه الحضور. وفي هذا الصدد كان للشاعر "محمد بهناس" تجربة من خلال قصيدته "ألف سنة" التي جاءت قصيدة حرة متمردة على الشكل الإعتيادي للقصيدة الشعبية. مصدر الصورتين: صفحة فايسبوك القاص بوزيدي عمار، المصوّر حمام أحمد