نظمت مديرية الإيصال والإعلام والتوجيه لأركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الثلاثاء، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، يوما دراسيا تحت عنوان «الاتصال العملياتي في الجيش الوطني الشعبي». وذلك تحت رعاية الفريق، أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، وتجسيدا لمخطط الاتصال للجيش الوطني الشعبي لسنة 2017 / 2018، أشرف على افتتاح اليوم الدراسي الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، وحضره ضباط ألوية وعمداء وإطارات من الجيش الوطني الشعبي، كما عرف مشاركة ضباط الإتصال والإعلام والتوجيه لمختلف النواحي العسكرية وهياكل ومدارس الجيش الوطني الشعبي ونشطه إطارات مختصون من الجيش الوطني الشعبي من خلال مداخلات ومحاضرات سلّطت الضوء على نوع حساس من أنواع الاتصال الممارس في الجيش الوطني الشعبي وهو الاتصال العملياتي، لاسيما خلال التمارين والعمليات العسكرية وفي حالة الأزمات. الفريق وفي كلمته الافتتاحية أكد على أن تنظيم هذا اليوم الدراسي يبرز الاهتمام الذي يوليه الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني لموضوع الاتصال العملياتي، مواصلة للعمل الجبار الذي أداه أسلافنا الأخيار في هذا الميدان منذ اندلاع الثورة التحريرية المباركة: «إن تنظيم هذا اليوم الدراسي في هذا الشهر المبارك من شهور الله، شهر نوفمبر العظيم، هو وجه آخر من وجوه تخليدنا لأيامه المباركة والمجيدة وفرصة متجددة لتذكر أبرز، بل، أجل أحداثه الوطنية المتمثلة في اندلاع الثورة التحريرية المظفرة، التي احتفل الشعب الجزائري هذه السنة بالذكرى الثالثة والستين (63) لاندلاعها. في هذا السياق، لا يسعني إلا التذكير أمامكم، بأن عبقرية من صنعوا مجد الجزائر، ووهبوها كبرياء التاريخ، وخلدوا اسمها في سجله الإنساني، بقيامهم بأعظم ثورة في القرن العشرين، من الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار، تتجلى في أزهى صورها، باهتمامهم الشديد بهذا المجال الحيوي إبان ثورتنا التحريرية العظيمة رغم صعوبة الظروف. لقد كانوا على قناعة تامة، بأن الإعلام والاتصال هو سلاح فعال لمجابهة آلة الدعاية والتضليل والحرب النفسية التي انتهجها المحتل البغيض، لعزل الثورة عن حاضنتها الشعبية والتعتيم على بطولات، بل على تضحيات ومعجزات أبطالها، هؤلاء القدوة الذين يستحقون منا اليوم وكل يوم، بأن نترحم على أرواحهم الطاهرة، ونتذكر باعتزاز بأنهم كانوا وسيبقون، مصدر إلهام للشعوب التواقة للحرية والإنعتاق، ومحل دراسات في كبريات المدارس العسكرية ومراكز البحوث، التي تحاول تَلَمُس أغوار ومَكامن القوة والتحدي في الشخصية الجزائرية، التي جُبلت على مر التاريخ على رفض الخضوع والخنوع ومجابهة المحن والشدائد، وعلى تمسكها بقدسية الوطن، فكان النصر حليف الجزائر، بفضل الله تعالى وعونه». تسطير إستراتيجية إعلام واتصال فعالة تساهم في بناء منظومة دفاعية وطنية متكاملة الفريق دعا إلى العمل على رفع التحديات من خلال تسطير إستراتيجية إعلام واتصال فعالة تساهم في بناء منظومة دفاعية وطنية متكاملة: «لقد استطاع الإعلام والاتصال في ثوبه المتطور، في ظل ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة الحالية، أن يتحول معه العالم بأكمله إلى قرية صغيرة، وتصبح خلاله ظاهرة العولمة أداة هيمنة حقيقية تهدف بكل الطرق والوسائل إلى التحكم في ناصية توجيه الرأي العام العالمي وترتيبه، بل وتنسيقه وفق رؤية اقتصادية واجتماعية وثقافية واحدة، تذوب خلالها خصوصيات الآخرين وتتآكل مقومات شخصيتهم الوطنية. وهي تحديات حقيقية ندرك اليوم في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، تمام الإدراك حتمية رفعها، ونعمل، ونحن مستعينون بدعم وتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على تسطير إستراتيجية إعلام واتصال فاعلة، نابعة من قيم ثورتنا التحريرية المجيدة، ومسترشدة بعمقنا التاريخي والوطني الحافل بالأمجاد والبطولات، ومتكيفة مع مقومات شخصيتنا الوطنية ومع خصوصياتنا الذاتية، وقادرة على بناء منظومة دفاعية وطنية متكاملة المهام، منسجمة الأداء، يمثل فيها الاتصال العملياتي طرفا مهما ومحوريا». في الأخير أكد السيد الفريق على أن الاتصال العملياتي جزء من الإستراتيجية الدفاعية، المبنية على استشراف الأحداث وتطوير طرق العمل الكفيلة بمعالجة كل الإشكاليات التي يفرضها الوضع: «...اليوم وقد أضحى بلدنا مثالا للأمن والاستقرار، رغم كل المحاولات البائسة واليائسة لجره إلى مستنقع اللاأمن، بفضل وعي الشعب بكل فئاته وشرائحه، وثقته في جيشه الجمهوري الوطني، والذي كان دوما في الطليعة للبناء والتشييد، ولمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل أشكالها. تنفيذ المهام المسندة في جو من الانسجام والتعاون فالاتصال العملياتي الناجح، هو ذلك الذي يسهم فعليا في تعزيز إمكانية تنفيذ المهام المسندة في جو من الانسجام والتعاون، ويسهم بالتالي في حسن قيادة وإدارة العمليات وجودة مراقبتها، مهما بلغت من تعقيدات، فعلى هذا المنوال يصبح العمل الاتصالي نموذجا مثاليا يقتدى به في مجال التفاعل الصحيح والمجدي بين مختلف مكونات قوام المعركة مهما كان حجمه، فنجاعة الاتصال وكفاءة أدائه، باتت، بهذا المعنى، تشكل ضمانة أساسية من ضمانات النجاح في حسن تنظيم العمليات القتالية وسلامة ترابط وتكامل وانسجام مكوناتها. إن الاتصال العملياتي في الجيش الوطني الشعبي، هو جزء لا يتجزأ من إستراتيجيتنا الدفاعية، فهو صمام الأمان للعروة الوثقى التي تربط الشعب بجيشه، جيش جمهوري في خدمة الوطن، متشبع بقيم الإخلاص والوفاء لرسالة الشهداء، عاقد العزم على رفع التحديات مهما كانت، ومجابهة الأخطار، مهما اشتدت، في سبيل تأصيل الطمأنينة والسكينة في كامل ربوع وطننا. اتصال قوامه المصداقية، اتصال مسؤول، يتماشى والتحديات المطروحة في فضائنا الإقليمي، الجهوي والدولي، داعم فعلي لقوام المعركة في الميدان، يشحذ الهمم ويعمل على المحافظة على قوة العزيمة والإصرار لدى الأفراد، للتضحية في سبيل الوطن والوطن لا غير، اتصال يعرض الحقائقّ، يقيم علاقات بناءة مع وسائل الإعلام، ليُخرس الأصوات والأقلام المغرضة والمعادية، حتى يبقى الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، دائما، عنوانا للانتصارات، أقول، عنوانا للانتصارات والجاهزية والاستعداد دفاعا عن المصالح العليا للوطن،اتصال عملياتي يقوم بدور فعال في التعريف بمهام ودور القوات المسلحة في التنمية الوطنية ووقوف الجيش مع الشعب كلما اقتضت الضرورة ذلك، وتوطيد الرابطة المتينة «جيش-أمة»، لتقوية الوحدة الوطنية والانسجام وروح المواطنة،اتصال عملياتي بآليات ووسائل تقنية عصرية، يساير التطور التكنولوجي المتسارع، قادر على مجابهة التضليل والأكاذيب، متفتح على وسائل الإعلام والمواطنين، يعمل على تدعيم الوحدة والتلاحم بين الصفوف ويعزز الصورة الناصعة والسمعة الطيبة للجيش الوطني الشعبي، الذي كان وسيبقى أبدا ذخرا وفيا لبلدنا الجزائر. تعزيز الجهود وتحصين المؤسسة العسكرية وأفرادها من كل المخاطر والآفات في ختام كلمتي، أؤكد على الدور الحيوي للإعلام والاتصال في تعزيز هذه الجهود، وتحصين مؤسستنا العسكرية وأفرادها من كل المخاطر والآفات، وهو ما يتطلب منا جميعا، مواصلة التفاني في العمل، والإخلاص لله وللوطن ولعهد الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار، الذين استطاعوا أن يُسمعوا صوت الحق، ويعتلوا صهوة العز والمجد.» هذا اليوم الدراسي الذي أُثريت أشغاله بعرض شريط وثائقي حول الموضوع، عرف تنظيم ورشات تطبيقية في مجال الإعلام والاتصال محاكية للواقع أثناء التمارين والمناورات العسكرية ويهدف إلى صقل معارف وخبرات إطارات الجيش الوطني الشعبي وبالخصوص ضباط الإيصال والإعلام والتوجيه عبر مختلف هياكل وتشكيلات الجيش الوطني الشعبي في مجال الاتصال لا سيما العملياتي وشرح وتبسيط المفاهيم والمناهج المتبعة وإبراز الآليات الكفيلة بنجاحه من خلال الخبرات والتجارب في هذا المجال بما يتلاءم والتطورات الراهنة لكسب المعركة الاتصالية باستحقاق.