أكّد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالعاصمة، أن الجزائر تحولت اليوم إلى مثال للأمن والاستقرار رغم كل المحاولات البائسة واليائسة لجرّها إلى مستنقع من اللأمن، بفضل وعي الشعب بكل فئاته وشرائحه وثقته في جيشه الجمهوري الوطني . وشدّد الفريق أحمد قايد صالح، خلال إشرافه على افتتاح يوم دراسي تحت عنوان "الاتصال العملياتي في الجيش الوطني الشعبي"، احتضنه بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس على ضرورة تسطير إستراتيجية إعلام واتصال "فعالة" تساهم في بناء منظومة دفاعية وطنية متكاملة. وقال الفريق قايد صالح، إن "الإعلام والاتصال استطاع في ظل ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة الحالية، أن يتحوّل معه العالم بأكمله إلى قرية صغيرة وتصبح خلاله ظاهرة العولمة أداة هيمنة حقيقية تهدف بكل الطرق والوسائل إلى التحكم في ناصية توجيه الرأي العام العالمي وترتيبه، بل وتنسيقه وفق رؤية اقتصادية واجتماعية وثقافية واحدة تذوب خلالها خصوصيات الآخرين وتتآكل مقومات شخصيتهم الوطنية". كما يمثل الإعلام والاتصال – حسب نائب وزير الدفاع- "تحّديات حقيقية يدرك الجيش الوطني الشعبي تمام الإدراك حتمية رفعها، حيث يعمل مستعينا بدعم وتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على تسطير إستراتيجية إعلام واتصال فاعلة نابعة من قيم ثورتنا التحريرية المجيدة ومسترشدة بعمقنا التاريخي والوطني الحافل بالأمجاد والبطولات ومتكيفة مع مقومات شخصيتنا الوطنية ومع خصوصياتنا الذاتية، قادرة على بناء منظومة دفاعية وطنية متكاملة المهام، منسجمة الأداء يمثل فيها الاتصال العملياتي طرفا مهما ومحوريا"، مشيرا في ذات السياق إلى أن جيل الثورة كانوا على قناعة تامة بأن الإعلام والاتصال هو سلاح فعال لمجابهة آلة الدعاية والتضليل والحرب النفسية التي انتهجها المحتل البغيض لعزل الثورة عن حاضنتها الشعبية والتعتيم على بطولات، بل على تضحيات ومعجزات أبطالها، مشدّدا أن هؤلاء "كانوا سيبقون مصدر إلهام للشعوب التواقة للحرية والإنعتاق". وربط الفريق قايد صالح في هذا السياق بين الماضي والحاضر بتأكيده على أن الاتصال العملياتي "يعد في الوقت الراهن جزءا من الإستراتيجية الدفاعية المبنية على استشراف الأحداث وتطوير طرق العمل الكفيلة بمعالجة كل الإشكاليات التي يفرضها الوضع"، مضيفا أن "الاتصال العملياتي الناجح هو ذلك الذي يسهم فعليا في تعزيز إمكانية تنفيذ المهام المسندة في جو من الانسجام والتعاون ويسهم بالتالي في حسن قيادة وإدارة العمليات وجودة مراقبتها مهما بلغت من تعقيدات". وعاد الفريق بالمناسبة إلى التذكير بأن الاتصال العملياتي في الجيش الوطني الشعبي هو "جزء لا يتجزأ من إستراتيجيته الدفاعية لكونه صمام الأمان للعروة الوثقى التي تربط الشعب بجيشه، جيش جمهوري في خدمة الوطن، متشبع بقيم الإخلاص والوفاء لرسالة الشهداء، عاقد العزم على رفع التحديات مهما كانت ومجابهة الأخطار مهما اشتدت، في سبيل تأصيل الطمأنينة والسكينة في كامل ربوع وطننا"، كما لفت إلى أن "هذا الاتصال القائم على عنصر المصداقية هو اتصال مسؤول يتماشى والتحديّات المطروحة في فضائنا الإقليمي الجهوي والدولي داعم فعلي لقوام المعركة في الميدان، يشحذ الهمم ويعمل على المحافظة على قوة العزيمة والإصرار لدى الأفراد للتضحية في سبيل الوطن والوطن لا غير". وتطرّق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في ذات السياق إلى "الدور الفعال الذي يلعبه الاتصال العملياتي في التعريف بمهام ودور القوات المسلحة في التنمية الوطنية ووقوف الجيش مع الشعب كلما اقتضت الضرورة ذلك وتوطيد الرابطة المتينة لتقوية الوحدة الوطنية والانسجام وروح المواطنة". للإشارة، عرف اليوم الدراسي حضور ضباط ألوية وعمداء وإطارات من الجيش الوطني الشعبي ومشاركة ضباط الإتصال والإعلام والتوجيه لمختلف النواحي العسكرية وهياكل ومدارس الجيش الوطني الشعبي. وتميز بمداخلات ومحاضرات سلطت الضوء على هذا النوع "الحساس" من أنواع الاتصال الممارس في الجيش الوطني الشعبي ،لاسيما خلال التمارين والعمليات العسكرية وفي حالة الأزمات.