لم يكن أحد يتصور أن يوافق المجلس المحلي لمنطقة مهمة من نيويورك الخميس ، وبإجما القيمين عليه وعددهم 12 عضوا، على طلب تقدمت به منظمة إسلامية أمريكية لبناء مسجد مجاور لموقع غراوند زيرو، حيث كان يرتفع برج التجارة الدولي قبل أن ينهار بفعل هجمة انتحارية استهدف فيها الإرهاب أبرياء المدينة في11 سبتمبر العام 2001 وقتل منهم الآلاف. ويقول الشيخ فيصل عبد الرؤوف، وهو رئيس منظمة مبادرة قرطبة العاملة على بناء المسجد المثير للجدل، إن منظمته التي قام بتأسيسها بعد أشهر من هجمات 11 سبتمبر بهدف تحسين العلاقات بين الأمريكيين والأمة الاسلامية تنوي بناء مركز اسلامي وثقافي ضخم في نيويورك، ومن ضمنه المسجد، بتكاليف ستزيد على 100 مليون دولار. وقال الشيخ فيصل، وهو مصري الأصل من مدينة المحلة الكبرى القريبة من طنطا في الشمال المصري لكنه مولود في نيويورك منذ 61 سنة ويتكلم العربية بطلاقة، أن كلفة اقامة المركز الاسلامي سيتم تأمينها من تبرعات المسلمين في الولاياتالمتحدة بشكل خاص، الى جانب تبرعات من دول عربية واسلامية. وقال ان موقع بناء المركز الثقافي والمسجد لم يتم اختياره لأنه قريب من الغراوند زيرو، بل لأن المكان في شرق منطقة برودواي مناسب، وهو نفسه المكان الذي نشأ وترعر فيه واعتاد على أن يؤم الصلاة فيه طوال 27 سنة في مسجد الفرح بالمنطقة. واعترف الشيخ فيصل، المتزوج من الماليزية ديزي خان الناشطة معه في المنظمة التي تتولى إدارتها التنفيذية وله منها ولد واحد و3 بنات، ان بناء المركز الثقافي الإسلامي والمسجد الذي سيتسع لألفين من المصلين في تلك المنطقة أثار حفيظة بعض ذوي ضحايا هجمات 11 سبتمبر، كما وفضول وسائل الاعلام الى درجة أن 8 صحف وتلفزيونات أمريكية أجرت معي مقابلات في يوم واحد منذ تمت موافقة المجلس المحلي على التعاون مع مبادرة قرطبة لبناء هذا المركز الثقافي كما قال. وذكر أن تشييد المركز الذي سيرتفع مبناه 15 طابقا في المنطقة فوق أرض مساحتها ألف متر مربع سيبدأ في سبتمبر العام المقبل، أي في ذكرى مرور 10 سنوات على الهجمات، وسينتهي بعد عامين من العمل. أما المعترضون ممن فقدوا بعض ذويهم عند انهيار البرجين، كالأمريكي جيم ريتشيز الذي لقي ابنه الاطفائي حتفه داخل المبنى المنهار بمن فيه، فقد ذكر لأحدى الصحف الأمريكية انه يدرك بأن المسلمين لم يتورطوا جميعهم في تلك الهجمات بالتأكيد، لكني لا أريد أن أمر بقرب مسجد في كل مرة أمضي فيها الى المنطقة لأحياء ذكرى ابني القتيل. فيما وصفت أمريكية اسمها روزماري كين بناء المسجد قرب موقع الهجمات بأنه كالصفعة على الوجه، معتبرة أنه أيضا تلويث للمنطقة التي سيتم بناؤه فيه وفق تعبير المرأة التي كان ابنها اطفائيا حين قضى بانهيار البرجين الشهيرين.