يسيطر المتسابقون الجزائريون على فعاليات الطبعة الثالثة لرالي تحدي صحاري الجزائر الدولي، حيث يسير طاقم نادي الرامة المرادية السائق «فضيل علاهم» ومساعده الفرنسي «برونو سولييه» للتتويج بالمرتبة الأولى في فئة السيارات، في حين يبقى الصراع على أشدّه بين الدراج الجزائري «جعفر سراي» من نادي راسينغ الأغواط والإيطالي «باولو تشيشي» للتتويج باللقب في اختصاص الدراجات النارية. احتدم الصراع بين المتسابقين للظفر برالي تحدي صحراي الجزائر الدولي، بعد مرور ثلاثة أيام من التنافس في أعماق الصحراء الجزائرية، كما تقلّص عدد المتسابقين من 99 إلى 82 بعدما انسحب 17 مشاركا، بسبب الإصابات والأعطاب. المرحلة الثالثة من المنافسة انتهت فيها مسافات الربط الطويلة، التي ميّزت المرحلتين الأولى والثانية واقتصرت على مسافة 3.5 كلم من الربط، بعد سباق صعب وطويل في مسلك مغلق ب161.60 كلم، في مرحلة سميت بمرحلة الرمال والأدرار التي تخللها العبور من أمام جبال بشار التاريخية، التي سقط فيها الشهيد العقيد لطفي ورفاقه، ومن أمام واد الساورة ولأول مرة كان بنسبة كبيرة على الكثبان الرملية التي استمتع المتسابقون بالملاحة على رمالها، وتمكّن «فضيل علاهم» من التتويج بالمرحلتين الأولى والثانية في اختصاص السيارات رباعية الدفع. المرحلة الثانية من رالي تحدي صحاري الجزائر الدولي، تميّزت بمرحلة ربط طويلة للغاية من منطقة تيوت بعين الصفراء بولاية النعامة، باتجاه مدينة بشار، على مسافة 237 كلم على الطريق، مرورا بالواحات، وخلال هذه المرحلة عبرت قافلة الرالي على بعد 3.7 كلم عن الحدود المغربية، قبل الدخول في المنافسة تحديدا في ضواحي «بني ونيف» بولاية بشار في سباق على مسافة 93 كلم على أرضية ترابية مليئة بالحجارة وخطر السقوط للدراجين.»علاهم» أكّد بأن المرحلتين كانتا صعبتين لتنوّع الأرضية، موضحا بأن تألّقه في رالي تحدي الجزائر الدولي، راجع للتضحيات الكبيرة التي يقوم بها رفقة مساعده الفرنسي، وأضاف «للأسف الشديد خلال المرحلة الثانية تقدمت كثيرا، لكني اضطررت للتوقف لإعطاء يد العون لسائق الدراجة الذي تعرض لحادث وأغمي عليه، وبعد إبلاغ الإسعاف انطلقت في المنافسة مجدّدا، بعد التوقف لمدة 12 دقيقة، لكنّ تركيزي كان متشتتا، لأني كنت أتوقع بأن الدرّاج لن يبقى على قيد الحياة، ورغم ذلك تمكنت من بلوغ خط الوصول وفزت بالمرحلة وأنا جدّ سعيد كون الدراج على قيد الحياة». من جانبه دعا الدراج «جعفر سراي» من نادي سعيدة المموّلين للاستثمار في الرياضات الميكانيكية لتمويل هذه الرياضة ومساعدة عشاقها على البروز في المنافسات الدولية، «المتسابقون الجزائريون يملكون مستوى عالي، ويقفون الند للند مع كل المنافسين الأجانب، مهما كان اسمهم أو نوعية دراجاتهم، ينقصنا اهتمام المموّلين بالرياضات الميكانيكية، حتى نتمكن من اقتناء حاجياتنا ولوازمنا، نحن نتألق من سنة لأخرى في هذا الرالي، وبدأنا نكتسب الكثير من الخبرة، ومع مرور الوقت سيمكننا المشاركة في المنافسات الدولية التي تنظم خارج الجزائر، لكني أريد أن أقول بأن الرياضة في الجزائر ليست كرة القدم وفقط، والرياضات الميكانيكية يجب أن يكون لها حقها من التدعيم». للإشارة فإن المرحلة الرابعة التي تحمل تسمية «ميهاري» ستكون أصغر وأصعب مرحلة منذ انطلاق المنافسة، وستكون على مسلك مغلق بمدينة تاغيث بولاية بشار على كثبان حادة من 19 كيلومترا في سباق من ثلاث دورات.