قررت السلطات العمومية وضع برنامج استعجالي لإعادة الاعتبار للمساحات الخضراء التي تعرف تدهورا غير مسبوق وتطالها يد التخريب من كل مكان ويغزوها الاسمنت والنفايات. وجاء المخطط الذي كشف النقاب عنه في احتفال الجزائر باليوم العالمي للتنوع البيولوجي بحديقة التجارب الحامة أمس، بعد جرد للمساحات الخضراء التي لم يعد الكثير منها يحمل إلا الاسم. وتستدعي تظافر الجهود لإعادتها إلى سابق عهدها من الوظيفة والدور المنصب في الحفاظ على الموروث الطبيعي، الثروة غير قابلة للتجديد. ويشمل المخطط بالإضافة إلى إعادة الاعتبار للمساحات الخضراء الموجودة، تشييد 14 فضاء جديدا عبر مختلف الولايات مثلما صرح لنا مدير التنوع البيولوجي على مستوى وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة بن صبان. وفي هذا الصدد، قال بن صبان أن اليوم العالمي الذي حمل شعار «التنوع البيولوجي هو حياتنا»، هو رد عقلاني لمواجهة الخطر الذي أضحى يهدد الفضاءات الخضراء. مضيفا على هامش اليوم الدراسي المنظم بحديقة الحامة بان الوزارة الوصية أصدرت قانونا لحماية وتنمية المساحات الخضراء من خلال إعداد وانجاز مساحة خضراء لكل بلدية. وأن البرنامج سطر وينطلق هذا العام، والمرحلة الأولى تستهدف 14 مساحة خضراء على مستوى 14 ولاية والعملية ستتواصل. مؤكدا بان تحديدها سيكون بالتنسيق مع السلطات المحلية للبلديات. وفي هذا السياق، كشف بن صبان بان القانون الخاص بالتنمية فيه جرد وعملية تصنيف المساحات الخضراء التي أتلفت أو بنيت فوقها مباني سكنية، حيث سيتم إعادة الاعتبار لها وتهيئتها وكذا تصنيفها كحدائق عمومية بلدية أو حدائق وطنية. مشيرا إلى برنامج لحماية الساحل من المياه القذرة، بحكم أن 40 بالمائة من الساحل الجزائري يعاني كثيرا من المياه الملوثة. وقد أوكل برنامج تطهير الساحل إلى مكتب دراسات برتغالي. وبالنسبة للهدف من اليوم الدراسي حول التنوع البيولوجي، قال مدير التنوع البيولوجي على مستوى وزارة البيئة والسياحة وتهيئة الإقليم بان الغرض من اليوم الإعلامي هو تحسيس مختلف شرائح المجتمع من مؤسسات ومجتمع مدني بأهمية المحافظة على البيئة، والتنوع البيولوجي. من جهتها أفادت السيدة ناتاش سميرة مديرة فرعية مكلفة بحماية الساحل والمناطق الرطبة والمحمية، بأنه في إطار سياسة حماية المناطق الرطبة وضعت الحكومة مخطط عمل، يقضي بجرد المناطق الرطبة ببلادنا، حيث أوكلت العملية لمكتب دراسات كندية. الذي أحصى 526 منطقة رطبة من جملة ألف و700 منطقة رطبة بالجزائر، وهي متمركزة فوق الخرائط ومحددة. مضيفة في تصريح «للشعب» بان وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة اتخذت عشرة (10) مناطق رطبة نموذجية على مستوى الوطن، وهي تعمل على دراسة تلك المناطق دراسة مدققة لانجاز مخطط عمل لإتمام مشاريع الحد من التلوث الناجم عن النفايات والمياه القذرة، وإنشاء المناطق المحمية كي تكون ذات فائدة للسياحة الايكولوجية ويستمتع بها المواطن. وأكدت الآنسة شنوف مسؤولة المواقع والموروث الطبيعي والبيولوجي، بان مداخلتها تستهدف تعريف المواطن بالاتفاقيات التي أبرمتها الجزائر حول التنوع البيئي بتاريخ ال 22 ماي 1993 والتي أصبحت سارية العمل في ال 29 ديسمبر من نفس السنة، والتي جددت المصادقة عليها سنة 1995. مضيفة بان الهدف من إبرام هذه الاتفاقيات الدولية هو المحافظة على التنوع البيئي واستعماله الدائم وكذا تقاسم موارد التنوع البيئي. وقال «كريست» ممثل «جي.تي.زاد» بان هدف اليوم العالمي للتنوع البيولوجي هذه السنة والذي يصادف ال 22 ماي من كل عام هو ضمان التقليص الكبير لفقدان التنوع البيولوجي على المستوى العالمي والإقليمي والوطني، وتحسيس الجمهور بأهمية الحفاظ على الموروث الطبيعي في ظل الخطر الذي يهدده، واستحداث حلول جديدة للتقليل من هذه الأخطار. مشيرا إلى أن حديقة التجارب بالحامة هي المكان المناسب الذي اختير لإقامة هذا اليوم الدراسي. سهام بوعموشة.