الاستثمار في الموارد البشرية أهم نتاج للشراكة الثمينة مع الصين الشعبية التوطين والتحكم الأمثل في التطبيقات للدخول في إنتاج المعرفة الرهان أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، أن إنشاء الوكالة الفضائية الجزائرية ومركزها المخصص لتطوير الأقمار الاصطناعية سنة 2012، كان مسعى صائبا واستثمارا لم يذهب سدى، خاصة بعد أن أثبتت هذه الهيئة قدرتها على النهوض بتنفيذ البرنامج الفضائي الوطني الساري إلى غاية 2020، مجددا التزام الدولة من أجل التحكم في التكنولوجيات الحديثة وجعلها في صلب صيرورة التنمية الاقتصادية ومحركها الأساسي. أوضح رئيس الجمهورية في كلمة له، ألقاها نيابة عنه الأمين العام للرئاسة العقبي حبة، خلال مراسم عرض برنامج انجاز وإطلاق القمر الصناعي الجزائري ألكوم سات-1، بالمركز الدولي للمؤتمرات بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى وأعضاء من الطاقم الحكومي، أن البرنامج توج بنتائج أثمرت بإطلاق جملة من الأقمار الاصطناعية لمراقبة الأرض من جانب البيئة وتهيئة الإقليم والموارد البيئية والمنجمية والفلاحية، والعمران والنقل والوقاية من المخاطر الكبرى وتسييرها. أشار الرئيس إلى أن البرنامج الاستراتيجي ساهم في تكوين كفاءات بشرية عالية المستوى التي لن تقتصر مهمتها مستقبلا على استغلال ما سبق إطلاقه من أقمار وألكوم سات-1 وعلى استمرار خدمتها، بل ستضطلع بمواصلة تطوير التكنولوجيات الفضائية في الجزائر، على اعتبار ان الاستثمار في المورد البشري لا يتمثل في تحصيل التكنولوجيات الحديثة فحسب، بل في توطينها والتحكم الأمثل في تطبيقاتها للدخول في إنتاج المعرفة واستدرار الثروة حتى تلتحق الجزائر بمصاف الدول المتقدمة. في المقابل، أبرز القائد الأعلى للبلاد أن سيادة الجزائر وحريتها لن تكتمل إلا بتنوير العقول واكتساب المعارف والعلوم والتكنولوجيات لتحقيق التنمية الشاملة، وذلك لن يتأتى إلا من خلال شراكات علمية وتكنولوجية مع العديد من الأطراف على غرار الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي جمعت بلادنا مع الصين الشعبية بالاتفاقية المبرمة في 25 ماي 2014. أكد رئيس الجمهورية أن إنجاز القمر ألكوم سات-1 جاء لسد حاجة بلادنا في مجال الاتصالات بالأقمار الاصطناعية والبحث التلفزي وخدمات الإرسال السمعي والانترنيت ذات التدفق العالي والتعليم عن بعد وممارسة الطب عن بعد وغيرها من التطبيقات، وكل الأغراض السلمية باعتباره أداة نافعة وفعالة لخدمة تنمية الاقتصاد الوطني، خاصة وأنه سيمكن المؤسسات الوطنية من الاستفادة من خدمات كانت حكرا على نظيرتها الأجنبية، كون الحصول عليها كان يكلف أموالا طائلة وبالعملة الصعبة وسيتيح الاستقلالية لبلادنا في هذا المجال الحساس. الشراكة الجزائريةالصينية أجدت نفعا ومكنت من تكوين وتأهيل كفاءات بشرية وطنية عالية المهارة العلمية والتكنولوجية ومبتكرة دكاترة ومهندسين في تخصصات دقيقة وفي تكنولوجيات الاتصالات الفضائية، ما يجعل منها أهم نتاج للشراكة الثمينة مع الصين الشعبية الذي يضمن الاستمرارية لهذه المعارف المكتسبة في قطاع مهم. في المقابل أشاد الرئيس بالدور الذي لعبته الهياكل المتخصصة التابعة لقيادة الأركان للجيش الوطني الشعبي في إنجاز ألكوم سات-1، داعيا إياها الى الحفاظ على الخبرة التي اكتسبتها إبان مراحل الإنجاز ومختلف أشكال الدعم الذي قدمته في هذا الخصوص. وذكر الرئيس أن الارتقاء بالتكنولوجيات ببلادنا الى مصاف الأمم المتقدمة وجعل هذا المجال القاطرة الذي يقود باقي القطاعات، خاصة وأن الرهان يكمن في التحكم في التكنولوجيات وولوج العالم الرقمي وعدم الاقتصار فقط على استغلال الثروات الباطنية، داعيا المؤسسات الوطنية عمومية وخاصة إلى الاستغلال الأمثل لما يوفره هذا القمر من خدمات وتطبيقات في مجالات نشاطاتها. من جهة أخرى، أشار إلى أن الجامعات ومراكز البحث العلمي والمخابر مدعوة لتفعيل تجاربها وإقامة جسور بينها وبين الابتكار والمؤسسات الإنتاجية، سدا للهوة الموجودة بين عالم الابتكار ومجال التطبيق الإنتاجي والتسويق والاستهلاك، باعتبار أن التكنولوجيا والرقمنة يمثلان المحرك الأساس لأي تنمية. كما دعا الشباب إلى الاقتداء بأعضاء الطاقم العلمي للوكالة الفضائية الجزائرية وتحقيق انجازات تعزز القدرات الوطنية في شتى المجالات وفتح آمال واسعة استجابة لتطلعات واعدة واستشراف لما يجب أن تكون عليه بلادنا كأمة سيدة.