أكد الجزائري “نضال قسوم” بروفيسور في الفيزياء الفلكية بالجامعة الأمريكية بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة، أن الاكتشافات العلمية الفلكية خلال السنوات العشر القادمة ستكشف عن الكثير من أسرار الكون وخاصة ما تعلق منها بعملية الجاذبية التي ستعرف ثورة أو قفزة نوعية عملاقة. أضاف الأستاذ “قسوم” خلال المحاضرة التي احتضنتها أمس كلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري بجامعة قسنطينة 3 علي منجلي، وتمحورت حول أحدث الاكتشافات الكونية وحالة علم الفلك العربي” أن علم الفلك الذي قطع أشواطا كبيرة خلال القرن الماضي شهد ثورة جديدة باكتشاف أمواج الجاذبية والمغناطيسية في السنتين الماضيتين وهذا ما يفسر أن الكون لازال بصدد البوح عن أسرار قد تبهر العالم في المستقبل القريب. وقال المحاضر ان أمواج الجاذبية التي تنبأ اليها العالم “اينشتاين” خلال القرن الماضي بدأت تعطي ثمارها في الوقت الحاضر وهو ما يجعل هذه الاكتشافات موضوع الساعة في علم الفلك وموضوعا مثمرا ستدور حوله كل الدراسات في المستقبل، وهذا بعد أن عرج المحاضر بداية علم الفلك ومسيرة تطوره وكل الاكتشافات التي ظهرت منذ القرن السابع عشر وحتى اليوم. وأضاف أيضا أن الدراسات لازالت تحاول في المستقبل البحث عن كواكب شبيهة بالأرض وتحمل غلافا جويا كدليل على القابلية للحياة على سطحها، كما أن العلم لازال وبإصرار يبحث عن كنه الحياة والثقوب السوداء. وعن حالة علم الفلك العربي قال البروفيسور “نضال قسوم” أن حضارتنا التي كانت قد شهدت عصرا ذهبيا في هذا المجال وكنا سادة العالم خلال عقود كثيرة في هذا العلم، فان هذا الأخير فقد بريقه مع مرور الزمن فلم يعد لهذا العلم حصة الأسد التي استحوذ عليها من قبل، وهذا يعود حسب رأيه إلى عدة أسباب موضوعية. وخلص المحاضر إلى حالة العالم العربي المزرية في مجال علم الفلك ومنها قلة المراصد الفلكية ماعدا بعض التلسكوبات الصغيرة وقلة ما ينتج من أبحاث ذات مستوى عالمي وهذا رغم الظروف الطبيعية الممتازة التي تتوفر عليها طبيعة أقاليم الدول العربية من جبال عالية واهتمام اجتماعي وثقافي من قبل المهتمين، وأيضا قلة البرامج التخصصية في فيزياء الفلك في الجامعات العربية والتي لا تقدم في كثير من الأحيان حتى مقررات في مدخل هذا العلم والذي يعتبر ضروريا لكل طالب مهما كان تخصصه. والجدير بالذكر أن البروفيسور “نضال قسوم” حصل على أكبر الشهادات من جامعة “سان دييغو” بكاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية كما اشتغل لمدة سنتين في وكالة “ناسا” الامريكية تحت اشراف العالم الكبير “روفن اماتي”، وله العديد من الإصدارات الخاصة بعالم الفلك وهو عضو في العديد من المؤسسات الأكاديمية في العالم.