انتقد الدكتور حميد النعيمي، رئيس الإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، خلال افتتاحه الملتقى العربي الثالث للشباب وهواة علوم الفضاء والفلك، أمس، بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، تعثر العالم العربي في مواكبة قطار التقدم في العلوم والتكنولوجية، وعلى الأخص في العلوم الفضائية، وأرجع المتحدث هذا التعثر إلى أسباب عديدة ومتعددة، أهمها غياب الإرادة العربية الرسمية وعدم إدراك أهمية علوم الفضاء والفلك التي تكاد تصبح القاطرة التي تقود العلوم الأخرى. انطلقت، أمس، فعاليات الملتقى المنظم بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة، شاركت فيه أكثر من 10 دول عربية، منها 10 فلكيين هواة من تونس، 07 من سوريا و04 من الأردن وجمعيات وطنية تهتم بالجانب الفلكي، يدوم على مدار 04 أيام من 01 إلى 06 أوت 2009، وستنظم على إثرها محاضرات وندوات وورشات وحصص علمية حول تقاويم رؤية الهلال، يقدمها هواة من مختلف الجمعيات والنوادي الفلكية من مختلف ولايات الوطن. فضلا عن ذلك، القيام بزيارات سياحية علمية استكشافية إلى المدن السياحية. وفي لقاء معه، كشف الدكتور خليل فيصل على هامش الملتقى العربي الثالث للشباب وهواة علوم الفضاء والفلك، عن المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، يشرف عليه الدكتور محمد عودي بالتنسيق مع عالم الفضاء الجزائري نضال قسوم. وقد كانت العراق حسب المتحدث تعتبر ثالث أكبر مرصد في العالم وتم تحضير له أرضية كلفت ما يزيد عن 10 مليارات دولار، لكن الحرب الأمريكية الأخيرة دمرت المشروع وأجبر العديد من العلماء العراقيين والعرب على الفرار إلى الخارج. واعتبر الأمين العام للإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن الجزائر تعتبر الرائدة في علم الفلك، لكنها تفتقر إلى مرصد لإجراء بحثوها العلمية والتنقيب عن مكونات الفضاء والكواكب والمجرات، فالحركة الفلكية الجزائرية تعاني من ضعف ونقائص أساسية في نشاطاتها، بسبب قلة الدعم الأساسي والمستمر من طرف المؤسسات الرسمية المعنية (التربية، الثقافة ووزارة الشبيبة والرياضة)، بالإضافة إلى غياب التخصصات على مستوى الجامعات. وللإشارة، أنه يوجد في الجزائر سوى مرصد واحد، وهو مرصد بوزريعة، بني من طرف الإدارة الفرنسية المستعمرة منذ أكثر من قرن، بالضبط سنة 1882، لكنه توقف إلى أن أصبح تابعا لوزارة الداخلية في مطلع الثمانينيات بعدما قررت هذه الأخيرة إنشاء مركز أبحاث وقياسات للزلازل والهزات الأرضية، وكان يضم حوالي 08 فلكيين مختصين معظمهم حاملين لشهادة الدكتوراه من خارج الوطن. وقارن الدكتور خليل فيصل بين ما هو متوفر عليه بمصر من مراصد وضعفها من حيث القدرات الإستكشفاية التي تتوفر عليها الجزائر، مصرحا بالأخطاء التي يقع فيها العلماء المسلمون في ترقبهم للأهلة لحلول رمضان وانقضائه، وهذا بسبب الاختلاف في الرؤى والقياسات، خاصة فيما تعلق بحدوث الاقتران وبداية الشهر الهلالي، بحيث كشفت الإحصاءات في هذا المجال أن 70 بالمائة من الأعياد الإسلامية خاطئة. في سياق ذي صلة، كشف ذات المتحدث عن المؤتمر الجيولوجي الذي سينعقد في الأردن والذي سينطلق بداية من شهر نوفمبر المقبل من السنة الجارية، وهو يأتي حسبه بعد اكتشاف عدة فواهات في الأردن، يحضره مختصون في العلوم الجيولوجية من مختلف دول العالم، موضحا افتقار العالم العربي إلى الدعم المادي والمعنوي لتطوير البحث العلمي في هذا المجال، كذلك غياب التخصصات في العلوم الفضائية، بحيث نجد حسبه 10 بالمائة من عمال "النازا" هم عرب، الأمر الذي استوجب نقل العلوم الفضائية من الهواة إلى المؤسسات وفتح باب المنافسة مثلما هو الشأن بالنسبة لدول الخليج، وعلى رأسها قطر السعودية والإمارات. ما دعا إليه رئيس الإتحاد هو التشجيع على البحث بالتأليف والنشر والترجمة في هذه المجالات، والاهتمام بموضوع التطبيقات الفلكية في الشريعة الإسلامية، وعلى الأخص في تحديد بدايات الأشهر القمرية بالطرق العلمية وتعزيزها بالوسائل الرصدية.