أطلقت السلطات المحلية لولاية تلمسان نشاطات كبيرة تزامنا مع عطلة الربيع وذلك ضمن برنامج سياحي هام الهدف منه النهوض بالقطاع وجعله موردا لاستحداث الثروة، وذلك من خلال بعث سبل الاستثمار السياحي بالولاية التي تعرف توافدا كبيرا للمصطافين من مختلف أنحاء الوطن وحتى المغتربين من أجل التمتع بالجمال الخلاب لولاية تلمسان التي تجتمع فيها مختلف أنواع السياحة من السياحة الشاطئية، الحموية، التاريخية الحضارية والدينية، الجبلية والطبيعية. ومن أجل التعريف بالمواقع السياحية خصصت مديرية السياحة حافلتين من أجل نقل السوّاح من وسط تلمسان إلى المواقع السياحية على غرار هضبة لالا ستي، قصر المشور، منصورة وسيدي بومدين وشلالات الوريط ومغارات بني عاد وتخصيص مرشدين سياحيين للتكفل بالسوّاح وتعريفهم بالمواقع السياحية، كما قامت بالتكفل بالمنشآت وترميمها، ففي مجال السياحة الشاطئية تسعى ولاية تلمسان إلى تحسين ظروف الاستقبال بشواطئ الولاية الإثنا عشرة بعد أن تقرر فتح شاطئي المخلد والمالحة. تسعى مديرية السياحة وتحت وصاية السلطات الولائية وبالشراكة مع البلديات الساحلية التي تحوي هذه الشواطئ «بني خلاد، هنين، دار يغمراسن، الغزوات، سوق الثلاثة، مسيردة ومرسى بن مهيدي « والعمل على توفير مختلف أنحاء الاستثمار أمام المتعاملين الاقتصاديين لإقامة فضاءات راقية للإطعام والراحة بالشواطئ خلال الصيف المقبل، مع ضمان توصيل هذه الأخيرة بالماء الشروب وقنوات الصرف الصحي، والإنارة العمومية والكهرباء لضمان موسم اصطياف بلا مشاكل. تتوقع السلطات القائمة على قطاع السياحة استقبال أكثر من مليون سائح بشواطئ الولاية خلال صيف 2018، من جانب آخر وفي إطار ربط الشواطئ بالطرق الوطنية، فبعد إتمام ازدواجية الطريق الوطني رقم 07أ المؤدي إلى مرسى بن مهيدي السنة الماضية والذي ساهم في تقليص حركية المرور بالمنطقة تجري الأشغال على قدم وساق من أجل تهيئة كل الطرق المؤدية إلى الشواطئ وربطها بالطرق الوطنية لضمان تسريع الحركة نحو الشواطئ. وفي مجال السياحة الحموية ورغم تأخر أشغال توسعة المحطة المعدنية لحمام بوغرارة والوضعية المزرية التي يعرفها كل من حمام سيدي العبدلي والشيقر إلا إن السلطات المشرفة على قطاع السياحة بالتعاون مع بلديتي حمام بوغرارة وسيدي العبدلي، تسعى إلى تحسين واجهة هذه المحطات التي تستقطب سنويا المئات من السواح الذين يفضلون وجهة الحمامات خاصة من سكان الجنوب في فصل الربيع . تقرر إطلاق حملة لتهيئة وترميم كل من محطة سيدي العبدلي والشيقر مع تحويل الاستغلال والتسيير إلى ديوان السياحة عوض البلدية لضمان تحسين الأداء والمداخيل. من جهة أخرى، تم تهيئة مغارات بني عاد الشهيرة بالتعاون مع سلطات بلدية عين فزة وتدعيمها بمحطة لتوقف المركبات زيادة طريق لتخفيف الاكتظاظ، من خلال خلق منتجع للراحة والنشاطات الرياضية الذي فتح أبوابه السنة الماضية بعد إنجازه على 05 هكتارات مع تدعيم المغارات بمرشدين سياحيين ونفس الشيء شهده منتجع لالا ستي بأعالي تلمسان، أما في المجال الخاص بالسياحة الدينية والحضرية لمدينة تلمسان خاصة مواقع قصر المشور، ومقام سيدي بومدين وقلعة منصورة، والمسجد الكبير ودار الحديث فإن السلطات قد كلفت مختصين من المرشدين من خريجي معاهد التاريخ وعلم الآثار للتعريف بحضارات تلمسان ومحاولة تشجيع السواح على نفض الغبار عن مناطق سياحية ما تزال تعيش النسيان على غرار مناطق بني سنوس، تافسرة، ندرومة وغيرها بغية فتح آفاق السياحة بها والعمل على تشجيع التعريف بها في إطار استغلال السياحة كمورد اقتصادي هام، خاصة وأن تلمسان تستقبل سنويا حوالي 50 وفدا أجنبيا من السياح ما يجعل آفاق استغلال السياحة ضمن برنامج الحكومة للاقتصاد الناشئ أحد أهم الاهتمامات خاصة وأن تلمسان تعتبر توأمة مدينة مراكش التي تعد العاصمة السياحية في المغرب، أكثر من هذا تسعى مديرية السياحة إلى إقامة مطويات تعريفية بالمواقع السياحية توزع على المصطافين بغية التعريف بها كما توزع على الوافدين بالرحلات القادمة ما بين أوربا بكل من ميناء الغزوات ومطار ميصالي الحاج مع عرض خدمات على الوفود الأجنبية.