تعتبر التحديات الوطنية، عامل محفز لرسم مسارات الفعل الجماهيري، وتعزيز قوة الحراك السياسي، والقراءة الواقعية لمستجدات الحاضر، وبالتالي فإن إدارة الأزمات تبدأ أولا من قراءة التحديات بمستوياتها وتقدير مستوى القدرة والارادة لتحصين مشروعنا الوطني. ان الاختلاف او التنوع او الاستقطاب بين مكونات المجتمع، لا يعني بأي حال من الأحول التباين في ثقافة فهم التحديات و أساليب مواجهتها، بل المطلوب هو استكشاف عوامل الالتقاء والاستفادة منها نحو تعزيز منهجية مشتركة، والوقوف على المؤثرات الداخلية والخارجية. وأمام التهديدات التي يواجهها شعبنا، والضغوطات التي تفرض علينا كشعب فلسطيني تحت الاحتلال، علينا أن نتوحد، وأن نبتعد عن توسيع الهوة وألا نستنزف قوانا في الاختلاف او الأزمات الداخلية. ان الهوية الوطنية هي مرتكز أساس لمسيرة شعبنا لانهاء الاحتلال، وفيها الكثير من العوامل الثابتة للجميع، بل فيها ركائز متينة، تمنح الباحثين عن الحرية والاستقلال والبناء الوطني الآفاق لصناعة مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة. لتكن التحديات الوطنية جسرا للتواصل والعمل المشترك بين مختلف القوى الفلسطينية، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، للوصول الى حقنا في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين وانهاء الاحتلال الاسرائيلي، ومواجهة الانحياز الأمريكي السافر والمتصاعد ضد وجودنا وقضيتنا وشعبنا الصامد .