ليس من يشاهد ويرى بنفسه مثل من يسمع.. وشتان ما بين هذا وذاك، فالصورة عند الأول تكون واضحة ومكتملة أو تكاد وضبابية ومشوشة عند الثاني لتغيب الموضوعية والمصداقية لديه، ويطلق العنان عندئذ للإثارة والتشويه وإطلاق الاتهامات المجانية وإصدار الأحكام المسبقة المفضية إلى إعطاء صورة مشوهة. لكن الصورة التي ننقلها عن أندونيسيا من خلال هذا الربورتاج، تتضمن الكثير من النقاط الايجابية والمحطات المضيئة، دون أن يعني هذا أبد أن كل شيء على ما يرام في هذا البلد الكبير، وأنه لا توجد به نقائص ومشاكل كما هو حال معظم بلدان المعمورة بوجه عام، والعالم الثالث على وجه الخصوص، والمسألة بطبيعة الحال نسبية، وبالنسبة لهذا البلد الأسياوي سريع النمو فقط قطع أشواطا هامة لتحقيق أهدافه. إمكانيات بشرية وثروات طبيعة وعمل دؤوب تتوفر أندونيسيا الواقعة جنوب شرق آسيا وهي عبارة عن أرخبيل (مجموعة من الجزر) مساحتها تقارب المليونين كم 2 على ثروات طبيعية هائلة وقدرات وإمكانات لا يستهان بها، خاصة من الناحية البشرية، فهي جديرة بالاهتمام، اذ تسابق الزمن بوتيرة متسارعة جعلت منها أحد النمور الكبار في قارة آسيا، يرشحها المراقبون الدوليون لتحقيق المزيد من التقدم وتدعيم مكانتها على المستوى الاقليمي بالخصوص لتكون قوة اقتصادية، تعتمد على التصنيع وهو ما يظهر جليا على صعيد تركيب وانتاج الطائرات المدنية وصناعة السفن الحربية والسيارات، فضلا عن رصيدها الهام في الصناعات التحويلية والتجارة والخدمات.. الخ، حيث أصبحت اليوم مركزا للتصدير للأسواق العالمية، وموقعا مغريا للاستمثارات الأجنبية. عمل لا يكل من أجل البحث عن أسواق جديدة والواقع أنه من خلال هذه المجالات وغيرها تعمل أندونيسيا في البحث عن أسواق جديدة في القارة الافريقية والبلدان العربية، بخلاف الأسواق التقليدية لها بأوروبا واستراليا، وبلدان سوق آسيا: كوريا الجنوبية، اليابان هونغ كونغ من أجل تصدير منتوجاتها إليها، وكذا لجلب المستثمرين الأجانب للاستثمار في مختلف المجالات مثل إستغلال الثروات الطبيعية المنجمية، والطاقة، التنقيب عن البترول والغاز، و تروج السلطات الأندونيسية أيضا للاستثمار في الصناعات التحويلية، والمواد الأولية كالمطاط، وزيت النخيل ولب الورق إلى غير ذلك وهي مجالات يمكن أن تثير لعاب المستثمرين الأجانب، حيث المناطق التي لم تصل لها يد الانسان من قبل شاسعة جدا. فرص مغرية للمستثمرين الأجانب وتوفر على سبيل المثال ولاية «سوماطرا» الجنوبية فرصا هائلة للاستثمار فيها، وهوالموضوع الذي كان محور ملتقى لترقية التعاون والتجارة بين أندونيسيا ومنطقة الشرق الأوسط، أقيم يومي 11 و 12 من هذا الشهر بعاصمة الولاية «بالمبنيغ» شارك فيه بعض رجال الأعمال الجزائريين الى جانب نظرائهم العرب الذين يتخذ أغلبهم من دبي مركزا لنشاطهم الى جانب حضور سفراء أندونيسيا لدى بلدان المنطقة تبعه بجاكارتا. خلال الفترة مابين 13 و17 أكتوبر بمركز المعارض الملتقى السنوي للصادرات الأندونيسية في طبعته ال25، إفتتحه نائب رئيس الجمهورية وعرض فيه « 810 عارضا» أندويسيا مختلف المنتوجات فيما وصل عدد المشتركين من رجال الأعمال وكبار التجار القادمين من مختلف القارات خصوصا من استراليا، وأمريكا، ومنطقة الشرق الأوسط 8092 مشترك بعد أن كان عددهم العام الماضي 7914 مشترك. ويهدف هذا الملتقى إلى عقد صفقات تجارية مربحة في مجالات متعددة والتعريف أكثر بإمكانات اندونيسيا الهائلة في التصدير والتي تشمل حتى الصناعات الثقيلة الحديثة النشأة كالسيارات، والشاحنات وعتاد الأشغال العمومية، ناهيك عن المشغولات والصناعات اليدوية التي تبدع أنامل الأندونيسيين والأندونيسيات في جعلها في أبهى صورة. وتكون مصدرا هاما لجذب السواح، الذين يقبلون على شرائها بكثرة نظرا لجودتها وسعرها المعقول جدا. والواقع أن قطاع التصدير يحظى في أندونسيا بقدر كبير من الاهتمام ضمن استرايجية طويلة المدى، بدأ العمل في تنفيذها قبل نحو أكثر من ثلاثة عقود للتقليل من الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيسي للبلاد من العملة الصعبة. ففي السبعينيات كان انتاج أندونيسيا من النفط يناهز ثلاثة ملايين برميل في اليوم، كميات منه تصدر إلى الخارج، غير أن الإفراط في الاستهلاك جعل الانتاج يتقلص حاليا الى مليون برميل في اليوم لتتحول أندونيسيا بذلك الى بلد مستورد للبترول بما فيه البترول الجزائري بحصة له قدرها 900 ألف برميل كل ثلاثة أشهر. ضمان المستقبل بالاعتماد على مصادر بديلة للنفط وعليه كان لزاما على مراكز القرار بأندونيسيا التفكير في حل بديل يخفف من الاعتماد على النفظ، كمصدر أساسي للدخل لضمان تأمين موارد مالية بالعملة الصعبة، خارج قطاع المحروقات من جهة وهو شكل من أشكال التأمين الطاقوي وتنويع مصادر الدخل من جهة أخرى، وذلك ضمن نظرة استشرافية، وبعد نظر لضمان مستقبل الأجيال القادمة. 140 مليار دولار حجم الصادرات بلغت الصادرات الأندونيسية العام الماضي حسب نائب رئيس الجمهورية في كلمته الإفتتاحية للمعرض 140 مليار دولار يستثنى من هذا المبلغ الكبير 20 ٪ لقطاع الطاقة (الغاز) الذي تملك منه البلاد احتياطي يقدر ب18 . 24 مليار م3. وبحسب المديرية العامة لتنمية الصادرات الوطنية بوزارة التجارة، فقد فاقت نتائج المعرض ما كان متوقعا، بحيث وصلت تداولات المعاملات التجارية فيه الى 3 . 369 مليورن دولار أمريكي مسجلا ارتفاعا نسبته 29,4 ٪ من القيمة المكتسبة في معرض العام الماضي، الذي كان يقدر ب4 . 285 مليون دولار، كما أن اكتساب تداولات المعاملات التجارية لمعرض هذا العام أعلى ب23,1 ٪ من الهدف المقرر أي 300 مليون دولار. أما المعاملات في مجال الخدمة فكانت بقيمة144,1 مليون دولار أمريكي. وكانت السيدة ماري أيلكا بانغيستو وزيرة التجارة قد أعلنت في يوم افتتاح المعرض عن توقع ابرام صفقات تجارية بمبلغ 300 مليون دولار، خلال هذه التظاهرة التجارية الترويجية التي تجندت له كل البعثات الديبلوماسية الأندونيسية في الخارج من أجل ضمان نجاحها ومشاركة مكثفة فيها وهو مالمسناه وسجلناه بعين المكان. نسبة النمو خارج المحروقات بلغت 36,2 ٪ تظهر المؤشرات والأرقام ان الاقتصاد الأندونيسي تجاوز مرحلة المخاطر ودخل في مرحلة انتعاش بدليل أن النمو الكبير المسجل في صادراته خلال الفترة مابين جانفي وأوت من هذه السنة، قدرتها وزارة التجارة ب40,04 ٪ مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي، كما كانت هناك الزيادة في النمو خارج المحروقات بنسبة 36,2٪ وهو النمو الذي بدأ في منتصف الثمانينيات عندما انطلقت الحكومة في خطة تهدف الى التخلي تدريجيا عن التبعية لقطاع النفط والغاز، حيث الاعتماد عليه وتنويع مصادر الدخل مع التركيز على النوعية لربح الأسواق الدولية بفرض علامة «صنع» في أندونيسيا في الأسواق الدولية وهي السياسة التي أتت أكلها. فبعد أن كانت مداخيل أندونيسيا من التصدير قبل ربع قرن لا يتجاوز 20 مليار دولار امريكي في العام تضاعف اليوم هذا الرقم الى 6 أضعاف وهي أعلى قيمة مالية تجنيها أندونيسيا من الصادرات في تاريخها والتي وصلت وخلال شهر أوت المنصرم فقط الى 11,8 مليار دولار أمريكي، وبلغ نسبة مجموع الصادرات الوطنية 82,8 ٪ وهي الأعلى في تاريخ البلاد كذلك ، والفضل فيها يعود لمساندة برنامج الحكموة والاستقلال عن المحروقات وإزالة البروقراطية والتحفيزات الممنوحة لتنويع الصادرات فضلا عن نوعية المنتوجات. قوة الاقتصاد الأندونيسي مكنته من الصمود تجاه الأزمة العالمية وفي الواقع فإن الاقتصاد الأندونيسي كغيره من الاقتصاديات في العالم تأثر بالأزمة المالية العالمية التي كانت لها إنعكاساتها السلبية بالخصوص على الفئات الدنيا من الشعب، وقد وصل الأمر الى تحرك الشارع في مظاهرات عديدة ضد الحكومة بشوارع «جاكارتا» على غرار ما وقع الأسبوع الماضي. ومع ذلك يعترف الملاحظون والأخصائيون الدوليون خصوصا المتتبعين للشأن الأندونيسي أن اقتصاد هذا البلد أصبح اليوم احسن بكثير عما كان عليه قبل سنتين في عزّ الأزمة المالية العالمية، فقد ظل قويا في مواجهة تبعاتها، حيث تسبّبت في تأثر صرف العملة الوطنية «الرويبة» بالنسبة للدولار بحوالي مابين 2 ٪ الى 3 ٪، وهي نسبة حسب هؤلاء المحللين ضعيفة اذا ما قورنت بما حدث في دول أخرى. وكان رئيس الجمهورية السيد سوسيلو بانباج يودويوتو قد طمئن الشعب الأندونيسيآنذاك بأنه لاداعي للقلق نتيجة تراجع نمو الاقتصاد العالمي باعتبار أن الإقتصاد الأندونيسي يسير في طريق صحيح مما يجعل أصوله تزيد في الرسوخ ويبقيه قادرا على مواجهة الوضع الإقتصادي العالمي المنقلب، ولا يمكن بطبيعة الحال تجاهل التأثير السلبي لهذه الأزمة العالمية على معظم القطاعات الاقتصادية والانتاجية والخدماتية، وكذا على صعيد البورصات والأسهم والتجارة والسياحة في العالم والتي كانت لها تأثيراتها السلبية في أندونسيا، لاسيما بالنسبة لتقليص المبالغ المالية التي تحولها اليد العاملة بالخارج خصوصا في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وعندما نعرف حجم العمالة الأندونيسية المهاجرة ودورها الهام الذي تلعبه في زيادة مداخيل الدولة من العملة الصعبة ندرك مدى حاجة هذا البلد لمثل هذه المداخيل . الديمقراطية أصبحت راسخة بعد 32 سنة من حكم سوهارتو يعيش الشعب الأندونيسي حاليا في ظل الديمقراطية التي بدأ يتذوق طعمها سنة 1998 عندما تمت الإطاحة بنظام الجنرال «سوهارتو» الذي قاد البلاد بيد من حديد طيلة 32 سنة، وكان التلخص منه إيذانا ببداية عهد التغيير والتحول الشامل في مختلف المجالات، وطال النشاط السياسي والحريات الفردية وحرية التعبير والصحافة، وإقرار الاصلاحات الاقتصادية لإخراج البلاد من الركود الاقتصادي والانتقال بها الى مرحلة الانتعاش على درب الإقلاع المنشود، والتكفل بالانشغالات الأساسية للمواطن وللمجتمع والوطن في ذات الوقت وفقا للإمكانيات المادية والمالية المتاحة. وقد تغيرت نظرة المؤسسات المالية الدولية (صندوق النقد الدولي، والبنك العالمي) إلى أندونيسيا ايجابا الى درجة أنها باتت تحظى بثقة هذه المؤسسات بصورة تؤهل هذاالبلد الكبير لأن يكون ضمن مجموعة ال 20 التي تمثل أكبر اقتصاديات العالم، وذلك انطلاقا من جملة من الحقائق والنتائج التي لا يمكن حجبها أبدا، و الفضل في ذلك يعود إلى نجاعة السياسة الإجتماعية والاقتصادية المتبعة منذ بداية الألفية، خصوصا في العهدة الأولى للرئيس الحالي، مما مكنه من الفوز بثقة الشعب الأندونيسي الذي ينتظر منه الأفضل خلال هذه العهدة، انطلاقا من برنامجه الطموح الذي أعلن عنه خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 2009، والمرتكز على أربعة محاور يتقدمها : تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة ومحاربة البطالة، والبيئة وهي محاور تصب إلى جانب أخرى جميعها في تحقيق التقدم والازدهار للشعب الأندونيسي الذي يحق له أن يعتز ببلاده وبسمعتها الطيبة ومكانتها المتعاظمة في قارة آسيا بالخصوص، والساحة الدولية عموما، وقد اقتربت من قائمة الدول الصناعية الكبرى. من مبعوثنا الخاص إلى جاكارتا: محمد نجيب بوكردوس انطباعات عائد من أندونيسيا تعد جاكارتا أجمل وأكبر مدينة في أندونيسيا على الإطلاق، يقطنها 10 ملايين نسمة، كما أنها أيضا واحدة من كبريات وأجمل المدن في قارة آسيا.. شوارعها عريضة ونظيفة جدا تحفوها الأشجار الباسقة من الجانبين، تنتشر بها الحدائق والأبراج الزجاجية العالية المتعددة الألوان، يغلب فيها الجديد على القديم، وبها أكبر وأجمل «أكواريوم» على مستوى القارة، وأضخم مسجد (الاستقلال) أنجز في عهد الرئيس الأسبق أحمد سوكارنو. -------------- يعدُّ الهدوء من سمات الشعب الأندونيسي المكافح الذي يستقبل الضيوف أينما حلّوا وارتحلوا بابتسامة عريضة، تجعلهم حتما يشعرون بالرضا، وهي تنمُّ عن تفاؤل هذا الشعب وثقته بمستقبل بلاده، مما يجعل الزائر لأندونيسيا يحس بالراحة والهدوء وحسن الاستقبال. ------------ تفرض السلطات الأندونيسية ضريبة دخول البلاد مقدارها 1500 روبيه، أي ما يعادل مثيل هذا المبلغ بالدينار الجزائري يدفعها الزائر عند الخروج، فيما تكلف هذه الضريبة المواطن الأندونيسي مليون روبيه. لكن الغريب في الأمر أن الضريبة تشمل أيضا حتى المسافرين في الرحلات الداخلية بالطائرة ولكن بقيمة أقل. ---------------- يختلف التوقيت في أندونيسيا من جهة إلى أخرى نظرا لشساعة البلاد (حوالي 2 مليون كلم 2)، فهناك توقيت خاص بشرق البلاد وآخر للوسط وثالث للجهة الغربية، وذلك حسب خطوط العرض المقسمة للكرة الأرضية. ---------------- يضمن النقل الجوي داخل أندونيسيا عدة شركات طيران وطنية ومحلية، أهمها «غارودا» المملوكة للدولة و«أباتابيا»، «أرليون»، «سيربويجاية» ..إلخ ومعظمها تابع للقطاع الخاص. ------------ رغم أنه عسكري برتبة «لواء» إلا أن رئيس الجمهورية السيد سوسيلو بامبايج بودويونو يحوز على الدكتوراه في الإدارة والإقتصاد الزراعي من أمريكا، أمّا نجله إيدي باسكوري بودويونو فهو خريج أحد الجامعات بأستراليا بشهادة الماجستير في العلوم السياسية، يرأس حاليا أحد اللجان الهامة في البرلمان. -------------- تعد ولاية «سوماطرا الجنوبية» وعاصمتها «بالمينغ» الوحيدة من مجموع 33 ولاية يتكون منها الأرخبيل (أندونيسيا) التي توفر التعليم مجانا بالكامل في كل مراحله وكذا العلاج في المستشفيات، علما بأن كل ولاية تتمتع بنوع من الاستقلالية، ولا تراجع السلطات المركزية الا في بعض المسائل والقطاعات الحساسة. ------------- التربية السياسية مادة إلزامية في كل المراحل التعليمية بأندونيسيا، وذلك بهدف تعريف أفراد المجتمع لحقوقهم السياسية وواجبات المواطنة، وبعث الوعي المدني والسياسي لدى الجيل الصاعد حتى يكون قادرا على مواجهة التحديات ورفع الرهانات. ------------- يُحظر على كل من ينتسب إلى الجيش والشرطة في أندونيسيا الإنخراط في النشاط الحزبي والسياسي، وذلك على غرار معظم البلدان المتقدمة في العالم، مع الفارق أنه لا يجوز لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات مهما كانت، وذلك خلافًا لما كان معمولا به في عهد الرئيس الأسبق الجنرال سوهارتو. -------------- تغلب النحافة إلى حد الرشاقة على شريحة واسعة من الأندونيسيين وخصوصا الشباب منهم، لسبب بسيط وهو عدم تناولهم للخبز، إذ يعتمدون على الأرز كوجبة أساسية (ثلاث مرات في اليوم) يتناولونه باليد مهما كانت صفة المواطن. --------------- يرأس الأمانة العامة للحزب الحاكم في أندونيسيا نجل رئيس الجمهورية إيدي باسكوري يودويونو، مما سيفتح له الباب للترشح لرئاسيات 2014، فهل هو التوريث الجديد في العالم، أم أن طابع الديمقراطية سيفرض ذاته في النهاية؟ علما أن الدستور الأندونيسي لا يجيز للرئيس الحالي الترشح لفترة رئاسية ثالثة، اللّهم إلا في حال تغيير الدستور، وهذا أمر مستبعد. -------------- يكفل الدستور الأندونيسي حرية المعتقد وممارسة الديانة لكل أفراد الشعب بدون تقييد، كما أن التحول من دين لاعتناق آخر لدى أفراد الأسرة الواحدة مثلا لا يكون سببا في انفصال أفرادها، اللّهم إلا في حالات نادرة، ولا غرابة في أن نجد في ذات الأسرة من يعتنق أفرادها ديانات مختلفة ! --------------- تتمتَّع الصحافة في أندونيسيا المكتوبة وكذا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بقدر كبير من الحرية، بحيث لا يتعرَّض الصحافيون إلى مضايقات حتى عندما ينتقدون أداء الحكومة، وهذا خلافًا لما كان عليه الوضع في عهد سوهارتو. --------------- يخول الدستور لكل مواطن أندونيسي يتمتع بحقوقه السياسية والمدنية كاملة الترشح للرئاسيات، باستثناء الأندونيسيين من سلالة صينية أو عربية، علما أن الجالية العربية في أندونيسيا تقدر حاليا بنحو 10 ملايين مواطن استوطن أجدادهم القادمين من حضرموت باليمن منذ عشرات السنين..! -------------- تعد جزيرة« بابوا» ثاني أكبر الجزر في العالم تسكنها أكثر من 200 سلالة، يقام بها سنويا عيد إحلال السلام والوئام الدائمين، يتم خلاله إقامة منافسات للرماية ومباراة الخنازير والحفلات الموسيقية التقليدية الخاصة بسكان هذه الجزيرة. -------------- تشكل «باهاصا أندونيسيا» اللغة الرسمية للبلاد، أطلق عليها هذا الإسم تمييزا لها عن لهجة ماليزيا التي هي لغة «الملايو» السهلة. ------------ لا تقبل الجنسية الأندونيسية الإزدواجية، لكن القانون الجديد الصادر في 2008 يجيز لأبناء الأندونيسيات المتزوجات من الأجانب الإزدواجية حتى سن 18 سنة فقط، وبعدها يلزم على هؤلاء الاختيار بين جنسية الأم أو جنسية أخرى. -------------- تتمتع المرأة الأندونيسية بكامل حقوقها، ولها ذات حظوظ الرجل التي يكفلها الدستور، حيث يتبوّأن مناصب سامية في الدولة (وزيرات، سفيرات، برلمانيات... إلخ)، بل وحتى منصب رئيس جمهورية، حيث سبق للسيدة «ميغاواتي سوكارنو بورتي» وأن كانت على رأس هرم السلطة في البلاد، وهي حاليا رئيسة الحزب الديمقراطي النضالي المعارض. -------------- يخضع المترشحون لمناصب سامية وحسّاسة في أندونيسيا، الى إمتحان كتابي وشفهي من طرف لجنة خاصة تابعة لغرفة ممثلي الشعب (البرلمان) يعود إلى أعضائها قرار تثبيت ترشيح كل منهم من طرف رئيس الجمهورية أو إقصائِه، وذلك ضمانا للشفافية التامة، علي الطريقة الأمريكية في هذا المجال. --------------- استضافت بلدة «المنور» التابعة ل «بالمبينغ» عاصمة «سوماطرا الجنوبية» وسكانها من أصل يمني على موائدها رجال الأعمال العرب المشاركين في ملتقى ترقية علاقات التعاون في التجارة والاستثمار والسياحة مع بلدان منطقة الشرق الأوسط. --------------- تشجع الحكومة الأندونيسية تحديد النسل، من خلال إقرارها لبعض التحفيزات، وذلك من أجل تفادي الزيادة المفرطة في عدد المواليد، علما أنه حسب آخر إحصاء عام للسكان العام الماضي، فإن أندونيسيا تعد حاليا ما يناهز 240 مليون نسمة. ------------- حدد سن التقاعد ب 56 عاما بالنسبة للموظفين والعمال، و60 عاما للإطارات السامية في الدولة. يوقع أعضاء الحكومة ما يسمى ب «ميثاق شرف» قبل استلام مهامهم، يلتزمون بمقتضاه بتنفيذ برنامج الرئيس، على أن يكون تقييم أداء كل منهم سنويا. -------------- تعمل لجنة مكافحة الفساد الإداري والمالي باستقلالية تامة وقراراتها «نافذة»، وكل من تثبت إدانته بالرشوة وتبديد المال العام وسوء التسيير تتم إقالته من منصبه وإحالته على القضاء، والكل أمام ذات اللجنة «سواسية» مهما كانت درجة نفوذهم ومستوى مناصبهم. -------------- لا يوجد تجنيد إلزامي للشباب في الجيش على غرار العديد من دول العالم، لاعتماد أندونيسيا على الاحترافية في مجال الدفاع عن الوطن. م/ ن/ بٌ