فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صناعة الموت: مناقشة شرعية لأدلة القاعدة
نشر في النهار الجديد يوم 18 - 05 - 2009

عشاق الحور أحدث الإصدارات المرئية لتنظيم القاعدة، مدته أكثر من ساعة ونصف، ويضم تركيزاً على نقطة واحدة وهي تزكية الانتحاريين والتأصيل الشرعي لقاعدة تفجير النفس من وجهة نظر القاعدة ومشرّعيها، كما يقدم الشريط عرضاً للعديد من العمليات الانتحارية التي قام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي بتنفيذها في هذه الحلقة نحاول أن نحلل مضمون أهم الأفكار التي تضمّنها الخطاب الإعلامي والشرعي للقاعدة كما ظهر في إصدارها الإعلامي الأخير.
وتبقى فكرة الانتحار بتفجير النفس هي أكثر الأفكار جدلية بالنسبة لمنظري تنظيم القاعدة، فهي فكرة تتعارض مع أصل واضح وصريح في صميم الدين الإسلامي الحنيف وهو الحرمة المطلقة لفعل الانتحار، ومع ذلك تركز القاعدة بشكل دائم على محاولة إيجاد أي تبريرات شرعية لهذا الفعل، و فيمايلي أهم التبريرات التي يستندون عليها.
التسجيل: أما الأدلة الشرعية على إثبات جواز العمليات الاستشهادية فهي بحمد الله ظاهرة متضافرة، ومما استدل به العلماء على ذلك حديث الغلام وفيه: فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل بسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت قتلتني. يقول الشيخ يوسف العيري رحمه الله في كتابه القيم: هل انتحرت حواء أم استشهدت؟ وحديث الغلام هو من أقوى الأدلة في المسألة. وهذا الحديث يبين أن الغلام لما رأى أن في قتله على وجهة معينة سيكون سبباً لنشر الدين ودخول الناس فيه أقدم على فعل هذا السبب الذي يؤدي إلى قتله، فأشار على الملك بطريقة قتله التي لا يمكن أن يقتل إلا بها، وهو الذي قد سلمه الله منهم وحماه، إلا أن نشر الدين وإدخال الناس فيه كان أعظم عنده من بقائه على قيد الحياة، وهو بذلك يكون شريكاً في إزهاق نفسه، صحيح أنه لم يزهقها بيده، ولكن رأيه هو السبب الوحيد لقتله، وهذا دليل واضح جلي على جواز ذلك وجواز العمليات الاستشهادية، انتهى كلامه رحمه الله.
مناقشة شرعية لأدلة القاعدة
ريما صالحة: أرحب بضيفي عبر الأقمار الاصطناعية من الرياض الشيخ عبد المحسن العبيكان. فضيلة الشيخ أهلاً بك وشكراً جزيلاً لك على حضورك معنا ومشاركتك في برنامج صناعة الموت. أبدأ في سؤالي حول الأحكام الشرعية أو الدليل الشرعي الذي يبررون فيه العمليات الانتحارية، هل هذا دليل شرعي؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فأشكركم على إتاحة هذه الفرصة لتوضيح الحكم الشرعي لهذه العمليات الانتحارية. وهم يسمونها استشهادية وهذا خطأ شرعي وعقلي. والله عز وجل في كتابه أمر بحفظ النفس وقال: "ولا تقتلوا أنفسكم"، "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، هذه بعض النصوص القرآنية التي تحرم قتل النفس، وقد أوضحت هذا في كتيّب منشور في موقعي في الإنترنت، وبيّنت الشبه التي يستدلون بها، وفندتها شبهة شبهة، ومن ذلك ما يستدلون به على إجازة هذه العمليات بقصة الغلام. الغلام لم يَقتُل..
ريما صالحة: يعني بالفعل نريد أن نفهم - فضيلة الشيخ - ما قصة الغلام؟ وهي التي طبعاً ذكروها ويستندون إليها في موضوع العمليات الانتحارية.
الشيخ عبد المحسن العبيكان: طبعاً في أصحاب الأخدود الغلام الذي أراد الملك أن يقتله فلم يستطع، فالغلام قال: إن كنت تريد أن تقتلني فخذ سهماً من كنانتي وقل: بسم الله، دل الملك على الطريقة التي ممكن أن يقتله بها. لو أن شخصاً دفع سلاحاً إلى شخص آخر وقال ممكن أن تقتلني بهذا السلاح، هل يعتبر هذا الذي دفع السلاح للآخر هل يعتبر قد قتل نفسه؟ لأنه قد لا يقتله هذا الذي أعطاه السلاح. فقال هو للملك: أنك لا تستطيع أن تقتلني إلا إذا أخذت السهم وقلت بسم الله رب هذا الغلام، يريد أن يقنعه بأن الله عز وجل هو الذي دفع عنه القتل وأنه لا يستطيع أن يقتله إلا بقدرة الله عز وجل. فهو يريده أن يعرف الله عز وجل حقيقة، فهذا الذي أراده هذا الغلام ومن العجيب أن يستدلوا بهذا الحديث وهو لا دليل فيه البتة على ما يقولون، فإنه لم يقتل نفسه بيده، ولم ينتحر، وإنما قال له هذه هي الطريقة لأن الذي منعك من أن تقتلني هو الله عز وجل، وأنت لن تقتلني إلا بإرادة الله..
ريما صالحة: سبحانه وتعالى.
الشيخ عبد المحسن العبيكان: فإذا قلت بسم الله رب هذا الغلام.
ريما صالحة: فعلاً فضيلة الشيخ حتى القصة قصة الغلام لا يوجد بها أي شيء ممكن الاستدلال به على موضوع الانتحار. إذاً لماذا هم أخذوها من ناحية شرعية كدليل شرعي؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: طبعاً يا أختي الكريمة هؤلاء طبعاً عندهم من الجهل الكثير بأحكام الشريعة الإسلامية، وهذه العمليات الانتحارية لم توجد إلا في هذا العصر الحاضر ولم يتكلم العلماء عنها قديماً لأنها ليست موجودة، ولكن علماء العصر الذين يوثق بعلمهم كالشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله ذكرت فتواهما بعدم جواز مثل هذه العمليات. وهؤلاء يستدلون بأدلة وهم لا يفقهون، هم بعيدون عن الفقه، لا يعرفون الفقه الصحيح، ولا يعرفون الحكم الشرعي لهذه العمليات، ولكن ربما يريدون أن يلبّسوا على هؤلاء الشباب وعلى التكفيريين والإرهابيين، ويريدون أن يقنعوا هؤلاء الشباب الذين لا يعرفون حقيقة الدين ولا يعرفون حقيقة الجهاد يريدون أن يلبّسوا على هؤلاء بمثل هذه الشبه وهذه الأدلة التي لا يصح الاستدلال بها البتة.
ريما صالحة: يعني إذا ما تحدثت الآن عن يوسف العيري، هل هو.. هو من أصدر أصلاً هذه الفتوى، هل هو مرجع ديني متبحر في الدين الإسلامي الحنيف بما يكفي لإصدار أحكام شرعية بهذه الأهمية والخطورة؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: من المعروف في الزمن الأخير أن من أشهر العلماء والفقهاء هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله، والعلماء الذين يستخرجون الأحكام الصحيحة هم قلة في هذا الزمن. وهؤلاء لا يوجد معهم عالم فقيه يصح أن ينصّب إماماً وفقيهاً ومفتياً في هذا العصر، فالاستدلال بهذه الأدلة يدل على ضعف على فقه الذي يستدل بها. ونحن إذا نظرنا إلى علماء العصر وجدنا من أبرزهم الشيخين الكريمين ابن باز وابن عثيمين، وهما يحرمان مثل هذه العمليات، ونقل لي أيضاً أن الشيخ الألباني يحرمها أيضاً.
ريما صالحة: إذاً طالما هناك مشايخ أفاضل وكرام رحمهم الله ويعتبرون مرجعاً إسلامياً واضحاً في عملية التحريم، إذاً لماذا الاستمرار في مثل هذه الأمور برأيك؟ وإلى أين ممكن أن نصل فضيلة الشيخ؟ وما الذي يجب أن نفعله؟ هل الحوار يكفي ربما للتعاطي مع مثل هؤلاء الأشخاص؟ أم ماذا؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: لو تجرد هؤلاء من.. لو تجردوا مما في أنفسهم من كراهية الغير ومن الحقد الدفين في أنفسهم ومن الجهل والضلال وجلسوا على مائدة الحوار والنقاش مع علماء وفقهاء العصر لوجدوا أنهم قد أخطؤوا وأنهم قد سلكوا طريقاً فيه ضلال كبير وفيه بعدٌ عن سماحة الإسلام وعن القواعد العامة في الشريعة الإسلامية التي تحافظ على الأنفس وعلى الدماء وعلى الأموال وعلى الأعراض، وأنه لا يجوز ولا يحل دم مسلم إلا كما قال صلى الله عليه وسلم إلا بإحدى ثلاث. كذلك المعاهد وكذلك المستأمن لا يصح الاعتداء على ماله ولا الاعتداء على عرضه ولا الاعتداء على نفسه، هناك تأصيل شرعي كبير جداً للحفاظ على هذه الأنفس..
ريما صالحة: ولكن بالعمليات فضيلة الشيخ - اسمح لي - ولكن ربما يعتبرون بأنه مثلاً فكرة التترس موجودة، وإذا كان هناك أحد في مجمّع أو في مكان ما يريدون يعني يبررن العملية - أقصد الانتحارية - بوجود أشخاص يريدون استهدافهم كفكرة التترّس، هل تصح في الوقت الحالي؟ أم كان لها أصول أيضاً في وقتها؟
شبهة التترس لتبرير العمليات الانتحارية
الشيخ عبد المحسن العبيكان: طبعاً هذه طريقة الخوارج المارقين، وهم ينتهجون نفس هذا المنهج، تكفير المسلمين وقتلهم، وكذلك عدم اعتبار لبعض الآخرين الذين قد حفظت الشريعة دماءهم وأموالهم وأنفسهم، والنبي صلى الله عليه وسلم كان دائماً يوصي قواده بعدم الغدر، قال: ولا تغدروا، وقال: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان، فالغدر محرم حتى في القتال الذي يكون بين فريقين بين العدو وبين المسلمين، حتى في هذه الحالة حرم الشارع الحكيم الغدر، فهؤلاء الذين يأتون إلى الآمنين ويفجر أحدهم نفسه يرتكب محظورين شرعيين: أولاً قتل نفسه، والأمر الثاني قتل مستأمَنين.
ريما صالحة: ولكن في قتل نفسه هو يعتبر نفسه بأنه يقتل نفسه ليس إنه عملية قتل نفس، ولكن بأنه يذهب شهيداً إلى الجنة، هل فعلاً من يقتل نفسه هنا يعتبر شهيداً فضيلة الشيخ؟ أريد التأصيل الشرعي لهذا الأمر، هناك شباب كثر يسمعوننا الآن.
الشيخ عبد المحسن العبيكان: لا. لا يعتبر شهيداً إلا من قاتل الذين يصح قتالهم في ميدان المعركة، وكان مدافعاً عن الدين وعن الوطن وعن الحرمات وعن الأموال، فهذا شهيد إن قتل بيد غيره. أما إذا قتل نفسه فهو في نار جهنم كما قال صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بشيء عُذب به يوم القيامة، عامر بن الأكوع رضي الله عنه لما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر، وقع سيفه وذباب السيف على ركبته خطأ فمات، فالصحابة رضي الله عنهم قالوا هو في النار، مع أنه ما قصد قتل نفسه ولكن وقع السيف خطأ، فالنبي صلى الله عليه وسلم بيّن لهم لأنهم كانوا يعرفون أن قتل الإنسان نفسه حتى في الجهاد لا يجوز، فالنبي صلى الله عليه وسلم بيّن لهم أنه لم يقصد قتل نفسه وإنما وقع السيف خطأ فمات بسبب ذلك، فهذا من الأدلة الواضحة على أنه لا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه، الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعظم البشر وأعظم هذه الأمة وأقربهم إلى الله وأتقاهم لله عز وجل وهو أشجعهم كان يظاهر بين درعين، لو كان قتل النفس لأجل الجهاد مشروعاً لما حفظ نفسه بهذه الطريقة التي فيها نوع من التحصن الكبير، فيكفي درع لكنه وضع درعين، ليبين أن النفس ليست ملكاً للإنسان، فمن انغمس في العدو ويظن أنه ربما قتل فلا بأس أن ينغمس، لكنه لا يقصد قتل نفسه، لكن لو قتل بأيدي الآخرين فهو شهيد إن شاء الله. أما أن يقتل نفسه ليقتل الآخرين، فهذا لم ترد به شريعة ولم يرد به نص صحيح ولم يفتِ به عالم يعتدّ بقوله في هذا العصر.
ريما صالحة: هل توجد أسانيد أخرى تحاول الجماعات المتطرفة أن تبرر بها العمليات الانتحارية؟
ردود العبيكان على فتاوى القاعدة
تسجيل: والحمد لله أنا على يقين أن هذا العمل صواب وأدلته في الكتاب والسنة كثيرة، ومنها قول الإمام الشافعي عليه رحمة الله: يودر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمل رجل من الأنصار حاسراً على المشركين يوم بدر بعدما أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في ذلك من الخير، وقوله تعالى: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد"، وليعلم إخواننا المسلمون أننا ما أقدمنا على هذا العمل إلا ابتغاء مرضاة الله.
ريما صالحة: إذاً أعود معكم مشاهدينا ومع ضيفي من الرياض فضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان، طبعاً استمعت معنا لهذا الانتحاري وهو يستشهد - فضيلة الشيخ - برجل من الأنصار حمل حاسراً على المشركين يوم غزوة بدر، الانتحاري أيضاً استشهد بقوله تعالى: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد" صدق الله العظيم، ما رأيك فضيلة الشيخ كتأصيل شرعي؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: من العجيب أن هؤلاء يستدلون بأدلة بعيدة جداً كل البعد عما يريدونه من هذا الحكم المبتدع في هذا الزمن. فقوله عز وجل: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" أي من يبيع نفسه وذلك بالجهاد في سبيل الله وليس في قتل نفسه. فسبحان الله. ما قال الله عز وجل أن هذا يقتل نفسه، قال يبيع نفسه أي يشري، "ومن الناس من يشري نفسه" أي يبيع نفسه في سبيل إعلاء كلمة الله بالجهاد أي بقتال المشركين والأعداء دفاعاً عن الدين ودفاعاً عن الوطن، وليس المقصود أن يقتل نفسه، أما بالنسبة لمن حمل..
ريما صالحة: دعني والآية في ختامها تعلم فضيلة الشيخ "والله رؤوف بالعباد" صدق الله العظيم.
الشيخ عبد المحسن العبيكان: نعم. والله رؤوف بالعباد.
ريما صالحة: وأيضاً هذا يتنافى طبعاً مع ما يستدل هذا المستدل، أيضاً الصحابي الذي يعني حمل على المشركين هذا من شجاعته لأنه يعني هاجم العدو ببسالة وشجاعة، لكن ليس فيها أنه قتل نفسه أبداً، وأيضاً ليس هناك في ذلك الزمن عمليات انتحارية.
ريما صالحة: طيب ولكن فضيلة الشيخ أريد أن أسأل للتوضيح أيضاً، هل هناك يعني في أي من الغزوات أي مسلم ممكن أن يكون قد قتل نفسه ربما شعر بأنهم يريدون أن.. تفادياً للأسر ربما أو للقتل أو ربما ذهب هو ونفّذ عمليات قتل بأحدهم، نريد الاستفسار هنا من ناحية شرعية، هل جرت في أي من الغزوات؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: جرى أن شخصاً قاتل ورأى الصحابة رضي الله تعالى عنهم أنه يقاتل ببسالة، فقالوا هذا هنيئاً له الجنة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبرهم أنه من أهل النار، فتعجبوا فنظروا فيه فلما أثخنته الجراح أخذ السيف فوضعه في صدره وقتل نفسه لدفع الألم الذي أحس به من الجراح، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: هو من أهل النار، مع أنه قاتل في سبيل الله وقاتل الكفار وأبدى البسالة والشجاعة المتناهية حتى الصحابة غبطوه على هذه البسالة والشجاعة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: هو من أهل النار، لأن الخاتمة أنه قتل نفسه.
القاعدة وغسيل الدماغ
ريما صالحة: طيب إذاً.. فضيلة الشيخ إذا كان الأمر كذلك والأصول الشرعية واضحة وعلماؤنا الأجالل والأفاضل يتفضلون بما تقوله الآن، إذاً على ماذا يستندون؟ لماذا عمليات غسل الدماغ هذه؟ على ماذا يرتكزون؟ وكيف ممكن أن نصحح هذا الأمر الآن؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: طبعاً هذا نوع من الضلال، وقد حصل الضلال في عهد الصحابة رضي الله عنهم وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يزال في كل عصر يوجد من يضلون ويسلكون الطريق المخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم والمخالف للشريعة الإسلامية ظناً منهم أنهم على الحق، ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج لما ذكر أنهم.. قال: تحقرون صلاتكم عند صلاتهم، وصيامكم عند صيامهم وقراءتكم عند قراءتهم، قال: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وقال: اقتلوهم فإن في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة، لأن هؤلاء ضُلال يظنون أنهم على الحق، ويظنون أنهم يجاهدون في سبيل الله، وهم ليسوا كذلك، هم على ضلال لأنهم خالفوا النصوص الشرعية، هؤلاء مثل أولئك، هؤلاء ضُلال خرجوا عن الطريق الصحيح وسلكوا طريقاً مخالفاً للشرع الحنيف ولم يستندوا في ذلك لا على دليل صحيح ولا على فتوى من عالم فقيه..
ريما صالحة: ولكن دعني أسأل ما يسألونه أو ما يقولونه هم، يعني عندما يقولون أن هناك بلاداً محتلة مثلاً، وعمليات الانتحار فيها واجبة لتحرير هذا البلد، أو عندما يرون بأن وضع المسلمين في بلد ما أيضاً يعني لا يسرهم أو لا يسر أحداً وهم يستندون إلى هذه الأمور، يعني مآسي الأمة ونكبات الأمة غير إذا ما ذكرنا الفقهر والجهل والأمية للاستفادة من هؤلاء الشباب، هل يحق لهؤلاء الشباب أن يفكروا بمثل هذا الأمر؟ أي أن ينفذوا عملية في بلد محتل؟ مثلاً أن يقوموا بقتل نفس أو بقتل مستأمَنين أو بقتل مسلمين؟ أم الدولة نفسها هي التي تتصرف؟ يعني هناك دولة بإمكانها أن تتصرف في هذا الأمر؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: طبعاً ليس من حقهم ذلك، وهل هم أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم؟ لما كان بمكة وأُخرج منها وأوذي هو وأصحابه لم يأذن.. ولم يأذن له الله عز وجل ولم يأذن للصحابة أن يدفعوا حتى عن أنفسهم، أوذوا وقُتّلوا ثم خرجوا، فلما حصلت لهم القوة والتمكين أُذن لهم بعد ذلك أن يدافعوا عن أنفسهم، ف"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، (إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم)، القدرة شرط بإجماع العلماء في الجهاد وفي دفع المحتل، إذا وجدت القدرة وهذه القدرة من الذي يحددها؟ يحددها ولاة الأمر، وقادة المسلمين هم الذين يحددون إمكانية دفع المحتل أو إمكانية الصلح كما فعل صلى الله عليه وسلم..
ريما صالحة: ولكن هم أيضاً لا يعترفون بولاة الأمر، يكفّرون الجميع، أيضاً ماذا ممكن أن تقول لهؤلاء؟ يعني لا يمكن أن نكفّر مثلما شئنا وأي أحد، ولا يمكن أيضاً الانقلاب على ولاة الأمر، ما الذي ممكن أن نقول لهم فضيلة الشيخ؟
البيعة الشرعية لا تنعقد لإمام في ظل إمام
الشيخ عبد المحسن العبيكان: نقول لهم كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)، والله عز وجل يقول: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، أولوا الأمر هم الذين لهم السلطة ولهم القيادة مهما كان الأمر..
ريما صالحة: ولكن هذا الحديث الشريف تحديداً فضيلة الشيخ هم يستخدمونه لمبايعة زعمائهم.
الشيخ عبد المحسن العبيكان: طبعاً هذا لا يصح أن يبايع لإمام في ظل إمام آخر، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا بويع لرجل فجاء من ينازعه فاقتلوا الآخر منهما)، فلا يجوز أن يخرج أحد عن إمام تمت له البيعة، وكما قال الإمام أحمد: من غلب على الناس بالسيف وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد أن يبيت ليلة أو ليلتين وهو لا يراه إماماً براً كان أو فاجراً، حتى ولو كان فاجراً قال: وإن ضُرب ظهرك وأُخذ مالك اسمع وأطع، وإن عبداً حبشياً. فكل هذه الأدلة أنه يجب الطاعة والامتثال لمن ولي أمور المسلمين حتى بالقوة والغلبة، فلا يجوز الخروج عليه لما يترتب عليه من المفاسد العظيمة. حتى ذكر أبو المعالي الجويني في كتابه غياث الأمم أنه لا يجوز الخروج على الإمام حتى ولو ظهر منه الكفر إلا لأهل الحل والعقد بشرط أن يعزلوه بدون سفك دماء..
ريما صالحة: طيب كيف يمكن الآن أن نصحح هذه الأفكار للشباب فضيلة الشيخ؟ ما الذي ممكن أن نفعله؟ هل الحوار مستمر؟ بماذا تنصح أيضاً من ناحية التفسيرات التي يستخدمونها والدلالات الشرعية؟ هل حوار مباشر مع هؤلاء عبر الإنترنت ربما هناك لجنة المناصحة ولديها الكثير في هذا المجال وقد نجحت وحتى الغرب يستفيد من تجربتها، أم برامج إعلامية متكررة ربما لمثل هذه الأمور؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: كل هذا نحتاج إليه، وقد نجحت ولله الحمد تلك البرامج يعني كانت من البرامج الحوار الغائب، كنت يعني أتكلم في هذا البرنامج بأدلة هؤلاء وتفنيد تلك الأدلة واستفاد منها كثيرون، وأيضاً لجان المناصحة، وأيضاً الكتاب الذي ألفته في بعض المسائل التي يستدلون بها مثل: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب"، و"لا تقتلوا أنفسكم" ومظاهرة المشركين، هذه لي كتيبات ومنشورة أيضاً في موقعي في الإنترنت وفيها الأدلة وفيها تفنيد أدلة هؤلاء، وإيضاح بطلان الأدلة التي يستدلون بها، وندعوعم للحوار..
ريما صالحة: ولكن رغم ذلك فضيلة الشيخ لا زالوا يستندون إلى أدلة شرعية ويعتبرون تفسيرها لصالحهم.
الشيخ عبد المحسن العبيكان: طبعاً إذا كان الشخص لا يفقه الشريعة لا يمكن أن تصل معه إلى نتيجة، كما قال الشافعي: ما جادلت جاهلاً إلا غلبني ولا جادلت عالماً إلا غلبته. الجاهل يستدل بما لا يصح الاستدلال به، لكن العالم هو الذي يعرف الدليل الصحيح من الدليل الخطأ والدليل السقيم، فهذه مشكلة، المشكلة أنهم يعني يجهلون الدين ويجهلون الأدلة ويستدلون بأدلة بعيدة كل البعد عن المسألة التي يستدلون على مشروعيتها فهذه مشكلة.
نصيحة الشيخ العبيكان لشباب القاعدة
ريما صالحة: طيب سؤال أخير لك فضيلة الشيخ يعني ماذا تقول لهؤلاء الشباب؟
الشيخ عبد المحسن العبيكان: أقول لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل، وأن يحترموا العهود والمواثيق وأن يحترموا العلماء الأجلاء والفقهاء، وأنه من التقى الذي يزعمونه هو أن يبعدوا عن تكفير المسلمين وعن سفك الدماء فهذا أعظم من التقوى المزعومة في أكل طعام أو في أخذ مال، لأن تكفير المسلم وإخراج المسلم عن دائرة الإسلام هو خطر كبير جداً قد يوقع صاحبه هو في الكفر إذا أخرج مسلم عن الدين، وكذلك قتل مسلم وإزهاق مسلم "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها"، فالأمر عظيم وكبير وفظيع، والذي يتقي الله عز وجل على الأقل يتقي الشبهات، من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، على الأقل إذا وجدت شبهة يبتعدون عنها، فلو كانوا مخلصين صادقين متقين لله عز وجل فيجتنبون حتى الأمور المشتبهة، ويجلسون مع العلماء الأجلاء وكلنا نفتح قلوبنا وأبوابنا لهم للنقاش لنصل إلى الحكم الشرعي الصحيح.
ريما صالحة: صحيح صحيح. فضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان كنت ضيفنا من الرياض شكراً جزيلاً لك على وجودك معنا في البرنامج شكراً لاستفادتنا واستفادة طبعاً المشاهدين من علمك جزاك الله كل خير شكراً فضيلة الشيخ.
الشيخ عبد المحسن العبيكان: شكراً.
ريما صالحة: فيمَ يفكر الانتحاريون في لحظاتهم الأخيرة؟ وهل تلعب العقاقير دوراً في التخفيف من روعهم وهم مقبلون على الموت؟ نتابع بعد الفاصل.
شباب القاعدة ومجهر التحليل الحركي
ريما صالحة: وأرحب في هذا الجزء الأخير من البرنامج بضيفي هنا في الأستوديو الدكتور مبارك الأشقر الطبيب والمتخصص في علم التحليل الحركي، أرحب بك دكتور مبارك أنت الآن تحاضر في الجامعة الأميركية في بيروت بعلم الفراسة أصلاً.
د. مبارك الأشقر: شكراً.
ريما صالحة: أريد أن أقول قبل أن أبدأ بمشاهدة هذه الصور بأنه كنت معي ضيفاً في إحدى الحلقات وأشرت إلى موضوع العقاقير والأدوية المخدرة التي ممكن أن تعطى إلى الأشخاص الذين يقومون بعمليات انتحارية قبل العملية. ما قلته أثار جدلاً واسعاً ولغطاً وما بدّي خبّرك أدّيش. لا أدري إن كنا سنشاهد نفس الحالات الآن، ولكن قبل أن نشاهد، هل يعني للتأكيد.. هل فعلاً ممكن إعطاء مثل هذه الأدوية؟
د. مبارك الأشقر: آه موجودة أدوية تعطى خاصة للعمليات هذه يسمونها بعض الأدوية اسمها الأدميرول نوفرتين يعني تعطى لأنه على أساس بيصير عنده تردد، خوف، روفليكس، فهذه خاصة تعطى لبعض أمراض الاكتئاب، وخاصة الناس اللي بيقوموا بعمليات أثناء التدريب عمليات عسكرية، وتصرفها بعض الجيوش في بعض التدريبات العسكرية لعدم الخوف، فيها طبعاً ديوغريه معين بتصرف بديوغريه معين اللي هي درجات معينة باللغة العربية.
ريما صالحة: طيب ولكن من ضمن التعليقات التي كانت بأنه لا يمكن لشخص لديه أيديولوجيا معينة وقناعة معينة بالعمل الذي ينوي القيام به وأن نأتي ونقول بأنه أخذ دواء..
د. مبارك الأشقر: ما يعرفش إنه هو أخذ دواء..
ريما صالحة: كيف ما بيعرف؟
د. مبارك الأشقر: هو ما بيقولوش له إنك أنت رح يعطوك دواء على أساس إنك أنت ما بتخاف وكذا، فهذا طبعاً الشخص المنظم لهذه العملية أو الأشخاص المنظمين لهذه العملية هم يحطّوها إلهم في أشياء معينة سواء كان في الغذاء أو في الأكل أو في كذا، تصرف لبعض حتى العسكريين وهذا الدواء غير ممنوع، مسموح في بعض حالات معينة، يصرف من خلال طبعاً المستشفيات أو الأطباء في حالات معينة، طبعاً هذه الأدوية ليست متوفرة في كل الصيدليات، ولكن ممكن الأشخاص اللي هم قائمين بهذه العملية ممكن بطريقة ما أن يهرّب هذه الأدوية، الدليل على ذلك..
ريما صالحة: سنشاهد، سنشاهد الآن مقاطع للانتحاري أبو ساجدة الذي فجر نفسه في قاعدة حرس السواحل بمنطقة بومرداس، دعنا نشاهد الآن أبو ساجدة ونتابع معك من خلال التحليل ما الذي ممكن أن تستنجه لنا.
أبو ساجدة في مقطع فيديو: هذا حوض فيه المادة التي سنفجر فيها أعداء الله إن شاء الله، بإذن الله بيوفقنا. مركب للجنة إن شاء الله نروح عند ربي سبحانه وتعالى وهو راض عني إن شاء الله، وربي يلحّق كل أخ لنا إن شاء الله. ربي يوفقنا.
ريما صالحة: طيب. أولاً دكتور مبارك شاهدت معنا الشاب وهو يقوم أصلاً بنفسه بإعداد المتفجرة الذي ينوي تفجير نفسه بها، ما الذي لفت انتباهك؟
د. مبارك الأشقر: لفت انتباهي بالنسبة إلى هذا الشاب عنده طبعاً لو إجيت أنا حللت لأنه طبعاً في علم الفراسة في جانب تخصصي بيسمّوه اللي هو الوجه؟، ثم الحركة، فبالنسبة لوجهه هو طبعاً عنده الجبين عريض جداً، شوفي هون جبينه عريض جداً، الناس اللي عندهم الجبين عريض دائماً يكونوا مهنيين أغلبيتهم، ثم نسبة الذكاء جداً ضعيفة جداً، شوفي مساحة الجبين عريض جداً، ثم شوفي الأنف شوفي الفم صغير، طبعاً الفك طويل جداً، فهؤلاء الأشخاص مسيّرين..
ريما صالحة: يعني هل كل من يكون جبينه عريض..؟
د. مبارك الأشقر: مهنيين، مو شرط يكونوا انتحاريين، مهنيين، أنا من ناحية الفراسة، ولكن تصرفاته هذا الشخص من خلال نظرتي له من خلال الحركة وكذا فهو طبعاً يسير بطريقة يعني ما أقدرش أنا أقول هذا شخص انتحاري أو مش انتحاري، أنا من ناحية الأشياء اللي على وجهه، ولكن هدول الناس بصفة عامة..
ريما صالحة: ولكن هو واضح أنه مقتنع بما يفعله، يعني كان حتى هو عم يجهّز العبوة.
د. مبارك الأشقر: لأ وبعدين ممكن رح نشوف اللي رح يقوموا بالعملية، رح تشوفوا الاختلاف إنه فعلاً ماخد أدوية أو مش ماخد أدوية.
ريما صالحة:لأ بس هون واضح إنه يمكن مش آخد..
د. مبارك الأشقر: هذا طبيعي مش آخد، لكن لو في حلقات أخرى شفتها ماخذ بعض.. أثناء التنفيذ يستعمل هذا الدواء لأنه يدوم خلال من 3 - 4 ساعات بس مش أكثر.
ريما صالحة: دعنا نشاهد أيضاً مقطعاً آخر لأكبر انتحاري من ناحية العمر هو أبو عثمان الذي كان يبلغ عمره 64 سنة وفجر نفسه في مقر الأمم المتحدة بالجزائر.
أبو عثمان: هذه نصيحة وجهتها لبناتي وادعوا لي، ادعوا لباباكم بالرحمة، ما تقولوا مثلاً بابانا قتل وورانا أيتام، والحمد لله على كل حال، وإن شاء الله إذا كنتوا صالحين غير ربي يلاقيني بكم في الجنة إن شاء الله وتعيشون مع باباكم وتكونوا مع باباكم، هذا هو الشي اللي ننصحكم به وإذا كنتم صالحين فإن شاء الله.
ريما صالحة: دكتور شاهدنا الآن طبعاً الشخص الذي كان أو فجر نفسه هو من ناحية العمر كبير جداً، يعني شخص كبير كان المفترض إنه يكون جالس مع أولاده وبناته، شاهدنا بأنه كان متوتراً ربما؟
د. مبارك الأشقر: متوتر وصوته متغير، ثم بعدين عنده الدمعة نزلت زي ما تفضلتِ من خلال حركة يده يخفي الدمعة بطريقة ما، هذا الشخص إنسان يعيش مرض نفسي داخلي، طبعاً هذا الشخص عنده مشاكل أسرية، عنده مشاكل اجتماعية، ضحية من الضحايا الموجودة، فأنا لا أستطيع أن أحكم على هذا الشخص إنه هو هذا الشخص قام بالعملية من خلال الجهاد..
ريما صالحة: ولكن قليل من الأشخاص الذين يبكون أمام الكاميرا خاصة إذا كانوا ذاهبين لتنفيذ عملية، ما السبب؟
د. مبارك الأشقر: ما السبب؟ هو لأنه إنسان صاحب أسرة، وفي نفس الوقت رجّال كبير، وفي نفسه ظروف خاصة داخلية، ولكن هو ما استعملش الأدوية هذا الشخص، ممكن بعد وقت ما نعرفش كم ساعة على أساس ينفذ العملية.
ريما صالحة: هذه الصورة التي شاهدناها له هي قبل العملية، دعنا نشاهد الصور وهو يذهب لتنفيذ العملية.
د. مبارك الأشقر: رح نشوف الاختلاف.
أبو عثمان: نقول لكل هؤلاء والله سنهزمكم بإذن الله عز وجل، ووالله لن تنفعكم لا أجهزتكم ولا عدتكم ولا عتادكم ولا عددكم، كما قال الله عز وجل: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله". أقول للشباب الذين ينصرون دين الله عز وجل.
ريما صالحة: دكتور يبدو هنا بأنه أكثر ثباتاً.
د. مبارك الأشقر: أكثر ثباتاً وفي نفس الوقت مستعمل هذه المادة اللي هي مسؤولة عن الشبكة العصبية، ودليلي على ذلك، بتشوفيه في الحلقة الأولى اللي أنا شفتها وهو يتكلم متأثر التأثر موجود، في الحلقة هذه في الصورة هذه ليس ما عندوش أي تأثر، عنده قوة، هذا دليل ماخذ المادة الأدوية اللي أنا تكلمت عليها، الصورة الأولى متأثر حتى الدمعة نزلت منه..
ريما صالحة: هل هذا يعني أنه ذاهب وهو مرتاح؟
د. مبارك الأشقر: مرتاح وما عندوش أي مشكلة لأن هذا الدواء مسؤول عن غدة الخوف اللي هي مسؤولة داخل الغدة النخامية، فهي المسؤولة عن الخوف، فهي ممكن في أي لحظة ممكن يغيّر اتجاهه خاصة بالنسبة لعمره هو، ولذا أنتِ شفتي في بداية الصورة الأولى ثم الصورة الثانية ثم الصورة الثالثة اللي ممكن يكون مستعمل وأنا متأكد إنه استعمل هذه الأدوية.
ريما صالحة: هل هذا يعني بأنه عندما ذهب في البداية لم يكن مقتنعاً هذا الشخص؟
د. مبارك الأشقر: لا هذا ياخذ هذه الأدوية في التدريب أثناء التدريب، مش أي إنسان يعطوه الدواء، أثناء العملية سواء كان تدريب عسكري أو تدريب مثلاً على القتال أو مثلاً مناورات بالذخيرة الحية تعطى لبعض من العسكريين على أساس ما يصير عندهم ارتباك أو خوف أو أشياء، فهي تصرف ما هيش مخدر ما هيش مادة مخدرة ما هيش مادة ممنوعة، فهي تصرف مثل بعض مواد..
ريما صالحة: لإراحة الأعصاب فقط.
د. مبارك الأشقر: لإراحة الأعصاب، وليست دواء مخدراً، أما بالنسبة هو مقتنع بالشي اللي يعمل فيه أو لأ هذا يرجع لعملية إيش؟ اللي هو التخدير النفسي.
ريما صالحة: طيب. سنشاهد أيضاً الآن أبو البراء أيضاً سنشاهد هذه الصور ربما لنعلق أيضاً على الحركات.
أبو البراء يغني: عهنا عند اللقاء بأن ننصر دينا، وعهوداً في الفراق بألا نستكينا، هكذا الدنيا لقاء وفراق يعترينا، حسبنا أنا على الحق وللحق دعينا، هكذا الدنيا لقاء وفراق..
ريما صالحة: دكتور شاهدت حركة العينين هذا ما لفتني.
د. مبارك الأشقر: العيون راكدة جداً وفي اتجاه معين، إملاء معين، يعني هو عم يؤدي عمل معين يقوم به لو تشوفي حتى الشخص الرابع اللي موجود تحت كأنه نائم غير موجود، يعني هذه الأشياء طبعاً هدول الناس هدول زي ما قلت لك هم ضحايا من ضحايا الوضع الاجتماعي والوضع السياسي..
ريما صالحة: ولكن بالنسبة للعينين تحديداً كانت الحركة يميناً وشمالاً..
د. مبارك الأشقر: أو اتجاه واحد.
ريما صالحة: أو نزولاً.
د. مبارك الأشقر: مش طبيعي..
ريما صالحة: أنا أريد أن أتحدث عن أبو البراء الذي يكشف وجهه.
د. مبارك الأشقر: حتى كلامه غير مسترسل من ناحية النبرات، أنتِ شوفي لو يعيد المخرج يشوف يعني يتكلم حتى لسانه حتى اللسان ما ينطقش الحروف صحيحة..
ريما صالحة: هذا يعني بأنه أخذ الدواء؟
د. مبارك الأشقر: آه طبعاً، يا ريت يرد حتى يشوف اللسان ما يطلعش النبرات صحيحة.
ريما صالحة: دعنا نشاهد مرة أخرى.
د. مبارك الأشقر: اللسان ركزوا اللسان، الجمهور والمشاهدين على اللسان..
ريما صالحة: يعني حركة الفم واللسان. يعني نشاهد دكتور أنت الآن تركز على موضوع اللسان هل هذا يعني بأنه مستعمل..؟
د. مبارك الأشقر: أنه مستعمل الأدوية.
ريما صالحة: لماذا؟ لأن الحركة فيها ثقل بالنطق؟
د. مبارك الأشقر: الحركة، وشوفي اللي تحت..
ريما صالحة: وأيضاً يضحك يعني هو مرتاح.
د. مبارك الأشقر: آه مرتاح طبعاً، وهذه تستعمل ليست دواء مخدر أو ممنوع ده يستعمل للناس اللي عندهم أمراض اكتئاب، الناس اللي عندهم مناورات عسكرية بالذخيرة الحية أعتقد..
ريما صالحة: ذكرت لنا هذا الأمر، هل هذا يعني بأنه إذا شخص لم يعطَ هذا الدواء لا يستطيع أن يفجّر نفسه؟
د. مبارك الأشقر: لا ممكن بس يخاف، مهما كان التحضير الديني ولما تخشّي في موضوع الدين وكذا مهما كان فممكن يوصل إلى مرحلة بيصير ردة الفعل ما تنجحش العملية، وهو يروح وهو مطمئن بكل استرخاء.
ريما صالحة: طيب دعني أنتقل الآن لإبراهيم الأدهم الذي فجر نفسه في تجمع للمدنيين أيضاً أمام برج كيفان في الجزائر.
إبراهيم الأدهم: وختاماً أقول: لئن شح العطاء فنحن للدين الأضاحي
وعلى الطريق شدا الرجال بألسن البذل الفصاح، والنصر يجنى بالدماء وبالرماح وبالصفاح، وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك، ولا تنسونا من دعائكم الصالحة، وبالأخص الإخوة.
ريما صالحة: ما تعليقك؟
د. مبارك الأشقر: تعليقي هذا الشخص طبعاً ماخذ جرعة.. هو هادئ جداً الدواء، ولكن أنا طبعاً ما أقدر ش أحكم عالسريع لقطات عالسريع لأن كل وضع في علم الفراسة له وضعه، يعني حالة الانفعال لها مميزات، حالة الإنسان الطبيعي له حركة معينة، الحالة اللي هي أنا كإنسان متخصص في علم الفراسة فهو ماخذ جرعة من الجرعات عشان يكون رايح وهو يعني مطمئن نفسياً.
ريما صالحة: ولكن لفتني هو ذاهب ونفسياً مرتاح، ولكن أحسست إنه ربما كان عنده نوع من الخوف أو التردد..
د. مبارك الأشقر: لأ ما يترددش، هذه المادة تشيل التردد..
ريما صالحة: نهائياً.
د. مبارك الأشقر: نهائياً. يعني تستعمل لجميع العسكريين اللي يكونوا في عمليات وأميركا استعملتها في العراق على أساس في بعض من العسكريين والجنود يكونوا خايفين..
ريما صالحة: لأ بس أنا هون بس بدي ركز دكتور مبارك إنه يعني هناك أشخاص كثيرون يفعلون هذا الأمر وهم مقتنعون بدون دواء.
د. مبارك الأشقر: بدون دواء، أما أثناء التنفيذ يختلف كلياً.
ريما صالحة: يعني أنت تريد أن تعقب على نقطة التنفيذ يعني ليس لك علاقة بقبل التنفيذ.
د. مبارك الأشقر: أثناء التنفيذ لازم يستعمل مش سهل جداً، لازم يشتغلوا على الشبكة العصبية، وهذه المادة تؤثر على الشبكة العصبية والغدة.
ريما صالحة: هون إذا نحن نقول إنه عملية الانفعال هي التي تخلق المشاعر بعمليات التنفيذ حالات في ثواني..
د. مبارك الأشقر: في ثواني، بس هذه مش ثواني هذه في التنظيم، هو عنده فكرة إنه بدو يقوم بالعملية هذه الساعة كذا وفي الوقت الفلاني ويهيئوه نفسياً ويقرأ كذا ويصوروه ويشاهد والأشياء هذه كلها، في هذه الفترة فيها تنظيم مش بالسهل.
ريما صالحة: بين الأشخاص الذين رأيتهم الآن عبر الشاشة هم من خلال هذه المقتطفات العجالة والقصيرة، ما لفتك؟ يعني شو لفتك؟ أنا لفتني بأنه أبو ساجدة قلت بأنه لم يأخذ عقاقير..
د. مبارك الأشقر: لسه لسه ذاك ما أخذش المادة، لسه ما نفذش العملية.
ريما صالحة: لأنه بعده عم يحضر.
د. مبارك الأشقر: عم يحضر ويبتسم وكان حتى تصرفاته جسمانياً يعني قوي جداً، ولكن لما ياخذ المادة..
ريما صالحة: يعني أنت مصر عند التنفيذ لازم.
د. مبارك الأشقر: لازم ياخذ، يمكن إلا قليل جداً ما ياخذوش لكن صعب مش يخافوا من العمل، فيه تردد عملية الخوف، ما تنجحش العملية.. كتنظيم كتنظيم.
ريما صالحة: إي فرّقنا بين الانفعال لثواني في عمليات قتل وبين عمليات منظمة..
د. مبارك الأشقر: الفنان عفواً لما يغني في المسرح يستعمل طبعاً إتيكيت معين، بتشوفوا وقفته غير، وقفتها غير، وطريقة إيديها غير، وتستعمل.. ولكن لما تشوفيها عالطبيعة تختلف كلياً أثناء الأشياء تختلف في الفراسة أثناء.. رئيس الدولة عفواً بيكون طبعاً عنده بروتوكول وعنده انكيت معين وعنده التزامات معينة وعنده كذا، لكن لما يكون هو في بيته أو في جلسة خاصة يختلف، ولذلك الفراسة تختلف اللون الشكل العين كله لكن لحظات معينة..
ريما صالحة: يعني كل شخص عنده التنفيذ بدّو يخاف.
د. مبارك الأشقر: ما هو إنسان مهما كان.
ريما صالحة: الدكتور مبارك الأشقر أنت الطبيب والمتخصص في علم التحليل الحركي والفراسة وتحاضر الآن بهذا العلم في الجامعة الأميركية ببيروت شكراً جزيلاً لك. وأيضاً مشاهدينا الكرام شكراً لكم على المتابعة لكم تحيتي وتحية فريق العمل معي، ودائماً في صناعة الموت من العربية معاً نصنع الحياة. إلى اللقاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.