الحرص على بعث السياحة الصحراوية لا يتعارض مع توجيهات الدولة في تأمين الحدود دعا المشاركون في أول منتدى دولي حول الترويج للسياحة الصحراوية والثقافية بتمنغراست أتاكور إلى ضرورة خلق إستراتيجية قوية وإرادة سياسية لاستقطاب أكبر عدد من السياح الجزائريين والأجانب وخاصة الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، مشيرين إلى أن حرص المتعاملين السياحيين على بعث السياحة الصحراوية لا يتعارض ولا يتنافى مع توجيهات الدولة في تأمين الحدود. وأكد ممثلو الوكالات السياحية والمتعاملون السياحيون بتمنغراست، أن الأسباب التي أدت إلى ركود السياحة الصحراوية في فترات سابقة لنقص الأمن لم تعد موجودة حاليا، ولكن ذلك لا يعني عدم التحلي باليقظة اللازمة للسهر على سلامة السياح خاصة الأجانب وكسب ثقة الزوار. وحسب المشاركين، فإن استعادة الأمن مجددا إلى المنطقة بعد أن كان غائبا في وقت سابق سيكون حافزا لإعادة فتح بعض المواقع السياحية المغلقة كتاسيلي أهقار الذي يعد من أبرز المواقع في المنطقة التي تلقى رواجا كبيرا من قبل السياح، نظرا للمناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها. وأشار ممثل الوكالات السياحية بتمنراست إلى بعض المشاكل التي في حال تمّ إيجاد حلول نهائية لها ستفتح المجال لاستقطاب السياح الأجانب من مختلف الدول والمتمثلة في الإجراءات المعقدة ل«الفيزا”، داعيا إلى تقديم تسهيلات للسياح الأجانب للحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي الجزائرية. ولم ينف ارتفاع الأسعار الخاصة بتذاكر الرحلات، إلا أن على حدّ قوله الخطوط الجوية الجزائرية بالتنسيق مع وكالات سياحية تقوم بإطلاق تخفيضات في أسعار الرحلات تصل إلى 50٪ والعملية ستتواصل بإلحاح من الوكالات السياحية المتواجدة في تمنراست والتي تقد ب10 وكالة، مشيرا إلى أن تمنراست ليست بحاجة فنادق فاخرة وإنما فيما يخض الإقامة في بعض الفنادق المتواجدة في تمنراست. كشف عضو في جمعية الوكالات السياحية بتمنراست صلاح أن تمنراست خسرت 80٪ من المبيعات والرحلات السياحية بعد إغلاق موقع طاسيلي اهقار التي كانت تمثل حصة الأسد في السياحة في المنطقة، حيث أن فتح المسالك السياحية المغلقة سيساهم بشكل كبير في إنجاح السياحة في المنطقة واستقطاب أكثر للسياح. وفيما يخصّ دور الوكالات السياحية بتمنغراست، قال إن من بين 75 وكالة سياحية بتمنغراست كانت تنشط في السابق لا تزال 10 وكالات فقط في المنطقة موضحا أن أغلبيتهم لا ينشطون في الميدان نظرا للظروف التي فرضت عليهم إيقاف نشاطهم كالظروف الأمنية لدول الساحل، وهو ما أثر على ترويج السياحة الداخلية. رئيس جمعية أتاكور: “لن نتخلى على موروثنا الثقافي وسنعمل على بعث السياحة في تمنغراست” أوضح رئيس جمعية السياحة بتمنراست أتاكور محمد زونقا، أن السنة القادمة ستكون انطلاقة جديدة نحو الأمام فيما يخص استقبال السياح الذي من المرتقب ان يعرف ارتفاعا أكبر من 2018، مشيرا إلى أن مجهودات كبيرة سيتم بذلها بالتنسيق مع مختلف الوكالات السياحية والسلطات المعنية وحتى وسائل الإعلام لإنعاش السياحة الصحراوية والحفاظ على الموروث الثقافي التي تزخر به المنطقة. وأضاف أن المنتدى جرت فعالياته في أحسن الظروف الأمنية بفضل أعوان الأمن وأفراد الجيش، مشيرا إلى أن حرص المتعامليين السياحيين على بعث السياحة الصحراوية لا يتعارض مع توجيهات الدولة في تأمين الحدود، بل يعد عنصر مساعد في ذلك عن طريق إشراك السكان المحليين، خاصة سكان القرى والإرهاق في المناطق السياحية. من جهته، أكد والي ولاية تمنراست أن المنتدى الدولي اتاكور يهدف إلى التعريف بالموروث الثقافي والسياحي واستغلال الخيرات التي تزخر بها المنطقة وبعث النشاط الإقتصادي للأهقار تجعل منه نشاطا أساسيا طبقا لتوجيهات الرئيس، مشيرا الى أن الإعلام له دور كبير للترويج للسياحة الصحراوية.