ثلاثة عقود من الزمن تمر على الشروع في تطبيق مخططات ترميم حي القصبة العتيق المصنف من طرف اليونسكو كأهم معلم تاريخي في الجزائر يتطلب الحماية من الاندثار ، سنوات وسنوات تمر ومشاريع الترميم التي خضع لها لم تنته، والتي استهلكت اموالا طائلة بالدينار والعملة الصعبة، الا ان الحي العتيق الحافظ لذاكرة البلد لم يستعد مكانته الحضارية والسياحية. وقد توقف عبد الوهاب زكار المدير العام للديوان الوطني لتسيير الممتلكات المحمية واستغلالها في الجزائر من خلال تدخله امس في حصة «ضيف الثامنة» للقناة الاذاعية الثالثة عند المشاكل والعراقيل التي تحول دون استكمال مشاريع الترميم التي استهلكت أموالا طائلة بدون نتائج ملموسة، حيث ان اشغال الترميم التي خضعت لها اغلب دور وقصور قصبة الجزائر لم تحرز تقدما ملحوظا، وبقيت بالتالي تصارع الاعتداءات من قبل الانسان من جهة والعوامل الطبيعية من جهة اخرى، وتصر بالرغم من ذلك على ان تبقى شامخة محافظة على الذاكرة الجماعية، وهي الشاهدة على حضارة ممتدة لاربعة قرون مضت. اكد عبد الوهاب زكار ان قصبة الجزائر تدخل حاليا في مرحلة الترميم الجدي، مبرزا ان الاشغال التي خضعت لها في هذا الاطار لعدة سنوات كانت عبارة عن ترقيعات و«بريكولاج». وارجع المتحدث سبب تدهور قصبة الجزائر الى المسؤولين نتيجة تهاونهم في اتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على هذا المعلم التاريخي من الانهيار، وذكر في هذا الاطار بان ما تبقى من هذا الحي سوى 400 دور معنية بعملية الترميم يقطنها 50 الف ساكن، مشيرا الى انه تم تحديد هوية مالكي هذه الدور وقد تم التوصل الى اتفاق معهم، علما ان اقناع سكانها بضرورة الترميم مع اعطاء تطمينات لهم استغرق وقتا اطول، انعكس على العملية وجعل اشغال الترميم تسير يخطى بطيئة. وفي سياق متصل ذكر انه من ابرز المشاكل التي ادت لانهيار حي القصبة العتيق، ادخال الماء بطرق عشوائية، مشيرا الى ان دورها مبنية من الطوب والرمل، وهذا ما يجعل الماء من اكبر اعدائها، لانه يساهم في تصدع جدرانها ويؤدي ذلك بالتالي انهيارها. وبالنسبة لجامع كتشاوة هذا المعلم التاريخي المتواجد بالقصبة السفلى والمصنف ضمن القطاع المحفوظ، تمت الدراسات الاولية المتعلقة به، ووضعت له كل التدابير الاستعجالية، وتم جلب معدات من الخارج لتثبيت جدرانه وصومعته المهددة بالانهيار من حين لاخر، اما التاخر في اشغال ترميمه، تعود حسبه الى عراقيل ادارية محضة، مشيرا الى انه ستفتح مناقصة لاختيار الشركة التي ستشرف على عملية الترميم قريبا. وذكر المتحدث ان قصور القصبة ومواقع اثرية بالعاصمة وولايات اخرى منها بجاية، ستحضى باستعادة وجهها بعد عمليات الترميم التي انطلقت في معظمها، وهذا في اطار المخطط الدائم للمحافظة واعادة الاعتبار للمواقع الاثرية في الجزائر.