هل تكون السّادسة للشّبيبة أم الثّانية للاتحاد؟ تجري المباراة النهائية لكأس الجمهورية يوم الثلاثاء القادم بين شبيبة القبائل واتحاد بلعباس بملعب 5 جويلية بداية من الساعة 00 : 16، حيث ستكون الإثارة في الموعد من أجل الفوز باللقب بين فريقين سبق لهما وأن تقابلا في الماضي القريب عام 1991 في نهائي الكأس، والذي عادت فيه الكلمة الأخيرة للاتحاد بنتيجة 2 – 0. سيقوم كل مدرب بتحضير تشكيلته لهذا “العرس” بين فريقين بالرغم من وضعيتهما الصعبة في البطولة الوطنية، إلاّ أنّهما تمكنا من حجز مكان في النهائي بفضل التعداد الثري الذي يزخر به كل فريق، والعزيمة الكبيرة التي لعب كل واحد منهما في منافسة الكأس. وتلعب شبيبة القبائل نهائي الكأس رقم 11 في تاريخها، حيث توّجت في 5 مناسبات وانهزمت في 5 أخرى، بينما يلعب اتحاد بلعباس النهائي الثاني له في تاريخ المنافسة وفاز مرة واحدة باللقب عندما واجه الشبيبة. ذكريات وأسماء... فالذكريات ستكون حاضرة بالنسبة للعديد من أنصار الفريقين، الذين سيتوافدون بأعداد غفيرة على ملعب 5 جويلية لمتابعة أطوار المباراة التي تعِد بالكثير من كل النواحي، ولو أن منطق الحسابات سيكون في مقدمة اهتمام المدربين بوزيدي وشريف الوزاني حسب مقولة أن “النهائي لا يهم فيه اللعب الجميل بقدر ما يكون التركيز على النتيجة”. شبيبة القبائل التي عانت الكثير هذا الموسم في الرابطة المحترفة الأولى، واقتربت من تحقيق البقاء ضمن قسم النخبة، عادت بقوة في المدة الأخيرة منذ مجيء المدرب بوزيدي وحققت نتائج كبيرة، لا سيما وأنها استطاعت أن تتأهل إلى النهائي بعدما أزاحت المولودية العاصمية في الدور نصف النهائي. وقد عاد جمهور الشبيبة إلى المدرّجات لتشجيع زملاء بن علجية في مشوارهم، خاصة في ظل المردود المميّز الذي يقدمونه، الأمر الذي يشجع الفريق للدخول بمعنويات مرتفعة مساء يوم الثلاثاء لمحاولة خطف الكأس. عودة قويّة للشّبيبة..ومعنويات مرتفعة وسيعتمد بوزيدي تقريبا على نفس التشكيلة التي حققت نتائج كبيرة في الأسابيع الأخيرة، بالنظر لخبرة العديد من اللاعبين على غرار عسلة، بلكالام، بن علجية، يطو وراياح الذين سيقدّمون الاضافة في هذا الموعد، إلى جانب الشبان الواعدين الذين أبانوا على امكانياتهم الكبيرة بعد العمل البسيكولوجي الكبير الذي قام به المدرب بوزيدي، حيث أن كل من شتي، جعبوط، رضواني...وجدوا ضالتهم وأصبحوا يلعبون بارتياح مقارنة ببداية الموسم. فتشكيلة “الكناري” أصبحت متوازنة بشكل كبير، والانتصارات التي حققتها مؤخّرا جعلتها تدخل المقابلات بكل عزيمة، الأمر الذي قد يعطيها الشحنة الاضافية التي تمكنها من كسب الكأس رقم 6 في تاريخ النادي، خاصة وأنّ المباراة ثأرية بالنسبة لأنصار الشبيبة بعد أن كان فريق الشبيبة في عام 1991 الذي كان يضم لاعبين مميّزين أمثال عمارة، رحموني، صادمي، صايب...قد خسر النهائي أمام اتحاد بلعباس الذي كان يضم أيضا تشكيلة تلعب كرة جميلة تضم كل من لواحلة، تلمساني، بن عبد الله، بوكلال، عدة ابراهيم... اللّعب الهجومي..نقطة إضافية للاتحاد ويمكن القول أنّ اتحاد بلعباس سوف يعمل على كسب اللقب الثاني في هذه المنافسة بعد مسيرة حقّق فيها نتائج باهرة في التصفيات بفضل لعب جميل يعتمد على الحملات الهجومية والسرعة في التنفيذ، فبالرغم من الفترات الصعبة التي مر بها الفريق هذا الموسم في البطولة بعد خصم 6 نقاط من رصيده، إلا أن فريق “المكرة” استطاع أن يعيد التوازن لمشواره ويتخطى الحواجز الى غاية الوصول الى النهائي بعدما أخفق في تحقيق ذلك مرتين على التوالي في الموسمين الماضيين. وسوف تكون المناسبة بالنسبة للاتحاد تقديم مستوى جميل الذي كثيرا ما «أمتع” الجمهور الذي يعشق اللعب الهجومي بوجود لاعبين لهم مهارات كبيرة على غرار زواري، بوقلمونة، بونوة..إلى جانب الخبرة التي يتمتع بها كل من بن عبد الرحمان، سيقار، غول، طوال...لذلك، فإنّ المدرب شريف الوزاني لديه عناصر قادرة على تحقيق الفارق والوصول الى الهدف الثلاثاء القادم بملعب 5 جويلية. بوزيدي – شريف الوزاني..وجها لوجه وسيكون “الحوار” بين المدربين بوزيدي وشريف الوزاني في الموعد، حيث أن طريقة تسيير الفريق كل واحد منهما متشابهة نوعا ما من خلال التحفيز المتواصل للاعبين والاعتماد على “شحن” العناصر لتقديم الأفضل..وسبق لشريف الوزاني الفوز بالعديد من الألقاب كلاعب ويعرف الكثير عن الضغط الذي يعيشه اللاعب، ممّا يسمح له وضع كل “التوابل” في صالح الاتحاد حيث أن ترتيب فريق “المكرة” في البطولة لا يعكس مردود الفريق الذي عانى من الناحية التنظيمية أكثر، الأمر الذي أثّر على مستوى أداء اللاعبين. في حين أن بوزيدي قام بعمل كبير في فترة وجيزة، وأعاد الشبيبة الى السكة وتمكّن من الوصول الى النهائي في الوقت الذي كان الكثير من المتتبعين لا يرشّحون أصحاب الزي الأصفر والأخضر لتحقيق هذا الهدف، بالنظر للصعوبات الكبيرة لهذا الفريق في البطولة، ويعد نهائي الثلاثاء القادم الثاني لبوزيدي، حيث كان قد خسر مع نصر حسين داي الموسم قبل الماضي أمام المولودية العاصمية.