تعزز القطاع الاقتصادي في الجزائر بميلاد شركة مغاربية جديدة تعد ثمرة شراكة بين الجزائروتونس، في مجال الصناعات الكيماوية، وهي الشركة التي ستوفر للخزينة العمومية مبلغ 4 مليون دولار سنويا من خلال إنتاج مادة سولفات الألومين المستعملة في تطهير المياه الصالحة للشرب والتي كانت تستورد سابقا من تونس ودول أوربية أخرى، إلى جانب مساهمتها في خلق مناصب شغل قارة للجزائريين. دخلت الشركة المغاربية للمواد الكيماوية اللومينية حيز الإنتاج بشكل نهائي ابتداء من يوم الأربعاء الماضي، وحضر حفل تدشين الشركة الذي نظم بمقرها الاجتماعي بالسانية بوهران المساهمين فيها إلى جانب إطارات من وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار وممثلين عن وزارة الموارد المائية. وفي كلمة له بالمناسبة، اعتبر الرئيس المدير العام للشركة المغاربية للمواد الكيماوية اللومينية السيد المنصف بلعيد مصنع سولفات الألومين تجسيدا فعليا للتعاون الجزائري - التونسي الذي ما فتئا رئيسا البلدين يشجعان عليه رجال الأعمال ويحثونهم للوقوف جنبا إلى جنب قصد انجاز رغبتهم خاصة في المجال الاقتصادي الرامي إلى التكامل بين البلدين وخلق مناصب الشغل القارة، مضيفا أن الشركة أنشئت بعد تفكير عميق، وقد راعا الطرفان الجزائريوالتونسي النجاعة الاقتصادية لإنتاج مادة سولفات الألومين المستعملة في تصفية المياه الصالحة للشرب، حسب المعايير الدولية. وذكر ذات المسؤول بخطوات إنشاء هذه الشركة، حيث بعد أن وافقت شركة مساهمات الدولة على المشروع سنة 2002 تم الاتفاق على أن يكون المشروع جزائري تونسي ثلاثة مؤسسات جزائرية عمومية وخاصة (60 بالمائة) وشركة تونسية خاصة (40 بالمائة)، لتشرع في عملية الإنتاج عبر مرحلتين، المرحلة الأولى من 2006 إلى 2008 ثم مرحلة مضاعفة الإنتاج من سنة 2008 إلى 2010. وعملت الشركة التونسية التي تزيد خبرتها عن 30 عاما في تصنيع وتسويق مادة سولفات الألومين حسب السيد بلعيد على تكوين بعض عمال المصنع الذين أشرفوا بأنفسهم على عملية إنجازه، فيما اضطلعت هي بمهمة تزويد المصنع بالمعدات والتجهيزات المستعملة في إنتاج مادة سولفات الألومين أو ما يعرف بالشب. وأوضح السيد بلعيد أن المساهمين في المشروع حاولوا العمل على أن يكون الإنتاج جزائري واليد العاملة جزائرية وهذا تلبية لرغبة الشريك الجزائري، مشيرا إلى أن المصنع حاليا يشغل 45 عاملا كلهم جزائريين. من جهته، كشف مدير الشركة المغاربية للمواد الكيماوية اللومينية السيد عبد المجيد عزون، خلال ذات المناسبة أن هذه الوحدة الصناعية ستسمح بتغطية احتياجات السوق الجزائرية من مادة سولفات الألومين المقدرة ب 14 ألف طن سنويا، حيث ستنتج سنويا ما مقداره 20 ألف طن من مادة سولفات الألومين الصلب و8 آلاف طن من سولفات الألومين السائل و1500 طن من هيدرات الألومين المجفف، وهي مواد تستعمل في تطهير المياه الصالحة للشرب، وفي إنتاج الورق والزجاج. وأشار السيد عزون إلى أن مضاعفة الإنتاج سنة 2009 سمح بتصدير الفائض إلى دول إفريقية منها السينغال حيث صدر لها نحو 150 طن. أما الرئيس المدير العام المؤسسة العمومية ''ديبروشيم'' المساهمة بنسبة 30 بالمائة في الشركة، فقد أكد أن إنتاج مصنع سولفات الألومين سيسمح بتوفير 4 مليون دولار للخزينة العمومية، وهو المبلغ الذي كانت تخصصه الجزائر سنويا لاستيراد مادة سولفات الألومين من تونس وبعض الدول الأوروبية. وأضاف السيد عمر كشوان هذه الوحدة الصناعية المتربعة على مساحة 13 ألف متر مربع تعتزم تصدير منتوجها إلى ثمانية بلدان افريقية منها السينغال ومالي خلال سنة 2011. بدوره، المدير العام للاستثمار بوزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد بن حمدين حمو، أكد في تصريح مقتضب لوسائل الإعلام على هامش حفل تدشين الشركة، أن هذه الوحدة الإنتاجية من شأنها المساهمة في تقليص فاتورة الاستيراد قبل أن يعتبر هذه الشركة كعينة مثالية لنوع من الشراكات التي ترحب بها الجزائر خاصة إذا كانت عناصرها من المنطقة. جدير بالذكر، أن الشركة المغاربية للمواد الكيماوية اللومينية تطلبت استثمارا قدره 400 مليون دينار جزائري وتستعمل المواد الأولية المحلية بنسبة 75 بالمائة والتي تجلب من منطقة الغزوات بولاية تلمسان، أما رأس مالها والمقدر ب150 مليون دينار جزائري فهو موزع على المؤسستين العموميتين «ديبروشيم» بنسبة 30 بالمائة و«سوفيناس» 18 بالمائة والشركة الخاصة «كوسمي كوبماني» 12 بالمائة أي بمجوع 60 بالمائة في حين تملك الشركة التونسية للمواد الألومينية الخاصة نسبة 40 بالمائة.'' ̄ مبعوثة الشعب إلى وهران : زهراء/ ب