باشر عدد من الشركات والمؤسسات التونسية، مشاريع استثمارية بالجزائر في قطاعات الكيمياء والخدمات والنسيج. وقد استفاد بعض من هذه المشاريع من موافقة مجلس مساهمات الدولة في ديسمبر الماضي، على غرار مشروع الشركة المغاربية للمنتجات الكيميائية لإنتاج مادة الألومين أو أوكسيد الألومنيوم الذي يستخدم لصناعة المادة النهائية لألومنيوم الخزف. وقد تم تأسيس شركة مختلطة جزائرية تونسية بنسبة 40 بالمائة للجانب التونسي واختيرت وهران لإقامة المركب برأسمال قيمته 400 مليون دينار وقدرة إنتاج تصل إلى 20 ألف طن سنويا ورأسمال اجتماعي مقسم بين المؤسسة العمومية الجزائرية ''ديبروشيم'' 30 بالمائة والشركة المالية ''سوفينونس'' 18 بالمائة، إضافة إلى المؤسسة الخاصة الجزائرية ''كوسمي'' 12 بالمائة، فيما تمتلك المؤسسة التونسية لمنتجات الألومنيوم كامل الحصة التونسية 40 بالمائة، ويتواجد مقرها الرئيسي بالمنطقة الصناعية برادس. وقد كانت هذه الشركة تتعامل تجاريا مع الجزائر، حيث تعد من أهم المناطق المستقبلة للمادة الخام ونصف المصنعة التي تنتجها لضمان حاجيات محطات معالجة المياه، خاصة المياه القذرة منها مادة ''سولفات الألومين''، هذه المادة التي سيتم إنتاجها بواسطة الشركة الجديدة في الجزائر. في السياق نفسه، قررت الشركة التونسية ''نادي ماي'' المتخصصة في مجال النسيج والألبسة، التواجد بالجزائر عبر نظام التوكيل. الشركة التابعة لرجل الأعمال التونسي منصف عبد المولى أعلنت عبر موقعها الإلكتروني إطلاق علاماتها المتخصصة في مجال التوزيع بالجزائر وفتح نقاط بيع خاصة بعلاماتها منها علامة ''مبروك''، في إطار سياسة التوسع على المستوى الدولي. من جانب آخر، باشرت المجموعة التونسية ''محلات عامة''، المتخصصة في المساحات الكبرى مساعٍ واتصالات، لإقامة شبكة خاصة بها في الجزائر. الشركة التي تساهم فيها إحدى أهم المجموعات التونسية ''بولينا هولدينغ'' ترغب في إقامة شبكة توزيع بالجزائر والمغرب، خاصة في ظل النقص المسجل في هذا الميدان في الجزائر وغياب العلامات المتخصصة، بعد انسحاب كارفور وأوشون وليموسكوتير من المشاريع التي كانت ترغب العلامات الفرنسية في إقامتها، فضلا عن العلامة الألمانية ''ميترو'' التي أبدت اهتماما بالسوق الجزائري، إلا أن صعوبة تجسيد المشاريع والتعقيدات البيروقراطية وسيادة السوق الموازية حالت دون تواجد أي علامة دولية في مجال التوسيع التجاري الواسع والمساحات الكبرى، على غرار البلدان المغاربية الأخرى.