إعتادت جمعيات خيرية و محسنون بولاية ميلة كلما أقبل شهر رمضان على وضع إفطار الصائمين من الفئات المعوزة و عابري السبيل وفتح مطاعم للرحمة و توزيع وجبات ساخنة في صدارة أولوياتها لهذا الشهر الفضيل. وسجلت في هذا السياق المصالح الولائية المعنية باستقبال طلبات فتح المطاعم الرمضانية 27 طلبا بهذا الخصوص عبر مختلف بلديات الولاية، حسب ما أفادت به مسؤولة بمديرية النشاط الاجتماعي. فمدينة ميلة وحدها شرعت العديد من هذه المطاعم في عملها الخيري منذ اليوم الأول من شهر رمضان ومن بينها المطعمين المعروفين باسم « الاندلس « و «جهينة « بوسط المدينة . وكان الجو بهذا الأخير قبيل إفطار اليوم الثاني من رمضان مفعما بمشاعر التضامن و الإحساس الخيري بفضائل الشهر الكريم حيث يتوافد عليه صائمون من فئات مختلفة و ذلك في أجواء تعاضد إجتماعي جلي . و أكد أحد المحسنين المبادرين بفتح هذا المطعم أنه بمعية مجموعة من المحسنين الآخرين بادر لاستئجار المطعم و جمع موارد مالية و مادية لتقديم خدمة الإفطار للصائمين في ظروف تليق بمكانة الشهر الفضيل و « أجر» إفطار الصائم ولاسيما منه المعوز و عابر السبيل وغيرهم من المنتمين للفئات الهشة . ويقدم هذا المطعم يوميا نحو 60 وجبة ساخنة رمضانية كاملة بتقاليدها المحلية. وفيما يتم تقديم عدد من الوجبات على مستوى المطعم ذاته يجري أيضا توزيع أخرى بمحطة المسافرين البرية و كذا بالأماكن التي تشهد تواجدا للمعوزين و أشخاص بدون مأوى فضلا عن أجانب من جنسيات سورية و إفريقية . ويقوم بتحضر الوجبات متطوعون ومنهم نساء، كما لوحظ ، يضحون براحتهم و واجباتهم العائلية من أجل إفطار الصائمين حيث أبدى بعض هؤلاء استعدادا لتقديم هذه الخدمة لمن يطلبها لأسباب دينية و إجتماعية ونفسية أيضا . ويعرف هذا المطعم ، كما أفاد أحد أصحاب هذه المبادرة الذين يفضلون عدم الكشف عن هويتهم، مشاركة مواطنين عاديين في جلب مأكولات و مواد غذائية مطلوبة في مائدة الإفطار مساهمة منهم في تنويع وإثراء المائدة الرمضانية. و لوحظ بعين المكان محسنون وهم يقبلون على المطعم حاملين أكياسا من الخبز التقليدي أو علبا من الألبان وغيرها، وأثناء تناول الإفطار أشاد احمد .ج (50 سنة) بهذه الروح التضامنية التي تجسد قيما سامية يتحلى بها الشعب الجزائري على حد تعبيره. وتراقب لجنة متعددة القطاعات مكونة من مصالح النشاط الاجتماعي و الصحة و التجارة و الحماية المدنية نشاط هذه المطاعم الخيرية للاطمئنان على نوعية المأكولات التي تقدم تفاديا لوقوع حالات تسمم غذائي . و تتواصل حملة قوافل الخير من مساجد ولاية ميلة، و منها ما قامت به أسرة مسجد الاصلاح، ببوغرداين، بلدية اعميرة اراس، بولاية ميلة، بادخال الفرحة علئ الفقراء و المساكين و ذلك بتوزيع (70) قفة رمضان علئ الارامل و الايتام. و بلغ العدد الاجمالي لقفة رمضان حسب مدير الشؤون الدينية و الاوقاف لولاية ميلة 2974 قفة بقيمة مالية قدرت ب 5000 دج للقفة الواحدة و دالك خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان المعظم.