تتوفر عاصمة الأوراس باتنة، على عدة مناطق عتيقة وتراثية تحكي تاريخ الزمان والمكان، تعتبر ملاذ العائلات الاوراسية في سهرات رمضان الدافئة، على غرار «حديقة التياتر»، المتواجد بجانب «سوق الرحبة» بقلب مدينة باتنة، والتي تعتبر متنفس حقيقي للعائلات ومكان لابد لكل زائر يدخل باتنة، أن يمكث بها بعض الوقت يتأمل مسرح باتنة المقابل لها حيث يعد منارة ثقافية هامة تشع بروائع أب الفنون. وتشهد «حديقة التياتر» يوميا تواجد الآلاف من المواطنين بها بعضهم رفقة الأصدقاء والبعض الآخر من زوار المدينة فيما تجد العائلات الباتنية متنفسها بها خلال الفترات المسائية رفقة أبنائها الذين يلعبون بها، خاصة بعد أن بادرت بلدية باتنة في العهدة الماضية بتهيئتها من خلال انجاز نافورة مائية بها وتزينها بشبكة إنارة عصرية ومميزة. وكانت الحديقة فيما مضى مكانا أيضا للأجانب الذين يزورن باتنة، حيث يبقون بها وقتا طويلا يقتنون بعض الأشياء والرموز التذكارية من بعض المحلات المحاذية لها، كما يتحوّل أطرافها إلى مكان لبيع الأدوات التراثية والعصافير وغيرها من الأشياء النادرة خلال أيام الأسبوع على غرار تحويل العملة الصعبة مثلا، حيث يكفي أن ترغب في اقتناء شيء عتيق أو نادر ما عليك سوى التوجه لهذه الحديقة الرمزية بالنسبة لسكان باتنة. وخلال شهر رمضان تتحول إلى فضاء ترفيهي بسبب الإقبال القياسي للعائلات عليها رفقة ضيوفها وأبنائها، حيث يقومون باحتساء الشاي وتناول المثلجات وقضاء أوقات عائلية مميزة زادتها جمالا دفئ ليالي سهرات رمضان. وتعتبر حديقة التياتر بباتنة من الرموز التاريخية والثقافية الشاهدة على كل الحضارات التي تعاقبت على باتنة، حيث تتواجد بوسط مدينة الاوراس وفي قلب أقدم أحيائها، كانت وما تزال محجا لسكان الاوراس وضيوفها ليلا ونهارا.