التنقيب عن البترول في المنطقة البحرية والغاز الصحري كل الرهان تطوير فروع الصناعة البيتروكيماوية وتكرير البترول تحد يجب رفعه دعا الرئيس المدير العام لسوناطراك، عبد المومن ولد قدور أمس الأربعاء خلال اليوم الدراسي حول الإستراتيجية الجديدة للشركة 2020 / 2030 الى رفع التحدي وإشراك جميع إطارات وعمال الشركة في إنجاح مساعيها الجادة وتحقيق رؤيتها للانتقال إلى مصاف أقوى 5 شركات نفطية في العالم. أكد ولد قدور على ضرورة تجنب الأخطاء السابقة وتغيير الذهنيات في عملية الانتقال من العمل الفردي إلى الأسلوب الجماعي، فضلا عن تحديد الوسائل والتطوير التنظيمي اللازم لتجسيد هذه الرؤية التي بادرت بها الشركة من أجل رفع الإنتاج الوطني للمحروقات ولاسيما القطاع الغازي وفرع البتروكيمياء. كما أشار ولد قدور إلى مساعي الشركة الجادة لتطوير فروع إنتاجية جديدة في مجال الصناعة البتروكيماوية و تكرير البترول وتمييع الغاز بالداخل والخارج، وكل ما يمكن من تنويع المصادر الطاقوية ورفع الإنتاج الوطني وغيرها من الأهداف الواجب تحقيقها قبل سنة 2030، بما فيها مجالات التنقيب عن الغاز والبترول في المنطقة البحرية وكذا مجال الغاز الصخري والطاقات المتجددة مرورا بالأداء التسويقي والبيئي. وشدد الرئيس المدير العام في سياق متصل على أن « سوناطراك كانت وستبقى شركة وطنية ملكا للدولة الجزائرية «، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية الشراكات الأجنبية في نقل التكنولوجيا ومواصلة تعزيز الجهود لتحقيق المزيد من مشاريعها الاستثمارية في الخارج التي تصب أساسا في صالح البلاد. نحو إعادة توجيه الموارد البشرية والمادية كما تطرق المشاركون في هذا الملتقى إلى الخطوط العريضة للإستراتيجية الجديدة لسوناطراك، وعلى رأسها الملف البيئي من خلال التقليص نسبة الغازات التي يتم حرقها حاليا إلى 01 بالمائة وكذا مخلفات نشاط الشركة، مع التركيز على البحث العلمي والتكوين، من خلال تأمين المسار المهني للعمال، و تحديد الأجر حسب الكفاءات والقدرات، معتبرا أن العمال والإطارات الناشطة على مستوى قواعد الحياة هم أساس العصب الأساس والمحرك القوي لشركة سوناطراك وتطور نشاطاتها المتعددة. من جهته عبر المدير التنفيذي للموارد البشرية كمال بروري عن تطلعات الشركة إلى استقطاب الكفاءات تجنيد الكفاءات المتقاعدة والاستفادة من تجربتهم للحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم التي غالبا ما تكون عرضة للضياع، لاسيما بعد مغادرة أكثر من 16 ألف عامل منذ 2001 لعدة أسباب. وأشار بروري إلى تنفيذ برنامج تنمية الكفاءات البشرية وتعزيز مسيرتها المهنية في مختلف فروع وهياكل سوناطراك عبر الوطن، مؤكدا على أهمية التقييم المتواصل لمؤهلات الشركة وتوفير ظروف عمل مناسبة وتثمين العلاقة بين الشركة والجامعات، وذلك في إطار الهدف المسطر لاستقطاب الطلبة في التخصصات المطلوبة. كما تطرق أحمد مازيغي مستشار المدير العام لشركة سوناطراك إلى تحديات تسويق المحروقات السائلة والغازية وتنافسية الغاز الصخري والبترول الصخري وخاصة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وثمن ما زيغي في تصريح ل«الشعب» مساعي الشركة لتقليص قيمة إيراداتها من مختلف منتجات البترول والتي ناهزت 16 مليار دينار في الفترة 2011 إلى غاية 2017، وذلك من خلال رفع قدرات التكرير عبر الوحدات التابعة لها، في إشارة منه إلى مصفاة «أوغيستا» بمدينة نابولي الإيطالية بطاقة إنتاجية تناهز 10ملايين طن سنويا من المحروقات وطاقة استيعاب وتخزين تفوق 925 مليون برميل. واعتبر المتحدث بأن «المصفاة ستقدم إضافة كبيرة للإنتاج والاستثمار الطاقوي للجزائر خاصة، وأن هذه الوحدة تعمل في مجال تكرير بترول صحراء بلاند، البنزين والمازوت لفائدة الإنتاج المحلي وباقي المنتجات المصفاة توجه نحو التصدير». وفي سياق متصل أكد عبد الحميد رايس علي، مسؤول قسم التطوير على مستوى المديرية العامة تواصل جهود الشركة من أجل توسيع نشاطها في الخارج وتطوير التكرير والبيتروكيمياء، قصد تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتوجات الهيدروكاربونية والدخول في مصاف كبريات الشركات العالمية. وأشاد عبد الحميد في هذا الإطار بمشاريع شراء وحدات تكرير بالخارج التي تبنتها سونطراك بهدف تطوير وتثمين الموارد النفطية للبلاد من خلال العمل على تحويل البترول والغاز عوض الاكتفاء ببيعهما كمادة خام، منوها هو الآخر بمصفاة «أوغيستا» التي ستكون ثاني أكبر مصفاة لتكرير منتجات المحروقات بعد مصفاة سكيكدة لتحويل بقايا الفيول إلى بنزين ومازوت، في وقت انتهت فيه الدراسة المتعلقة بإنجاز معمل التكرير بحاسي مسعود بطاقة 5 ملايين طن، وذلك في انتظار اختيار الشركة المكلفة بإنجاز هذا المشروع، وفق نفس المصدر. مع العلم أن اليوم الدراسي الذي جرت فعالياته بمقر مجمع سوناطراك لنشاطات التمييع والتكرير والبتروكيماويات (LRP) أو ما يعرف بنشاطات المصب (أفال) شهد مشاركة الإطارات السابقة ذات التجربة العريقة والعمال المتقاعدين وكذا فدرالية سونطراك.