قال عبد المؤمن ولد قدور الرئيس المدير العام لسوناطراك، خلال إشرافه على الندوة التي نظمت بقاعة مركب تمييع الغاز بالمنطقة الصناعية بسكيكدة مساء ، أول أمس، أن شركة سوناطراك تسعى من خلال الإستراتيجية «س ش2030»، الى التموقع ضمن 05 شركات النفطية العالمية الأولى على المستوى الدولي، بتطوير العامل البشري»، الذي أكد بشأنه أنه من بين «أولويات هذه الاستراتيجية ومركز اهتمام الشركة»، وذلك بتوفير ظروف عمل ملائمة. وأضاف ولد قدور «أنه بتوفر عامل الثقة بين العمال ومسؤوليهم ومختلف شركاء المؤسسة ستحقق الشركة أهدافها، بالمقابل أشار الرئيس المدير العام الى ان هناك عملا جبارا قد تمّ تحقيقه منذ سنة على مستوى مجمع سونطراك»، وأوضح في نفس السياق، أنه حاليا في المرحلة الثانية لتجسيد الاستراتيجية، والتي ستخصص لإصلاح شامل من بينها الاهتمام بالموارد البشرية دون إغفال الجوانب الأخرى». أكد منشطو الندوة إستراتيجية «س ش 2030»، على العمل الجماعي والاتصال لبلوغ الأهداف المحددة من قبل مجمع سونطراك، مؤكدين على أهمية الاتصال والعمل الجماعي لتحقيق الأهداف المسطرة ضمن استراتيجية المؤسسة، التي قدمها فريق من الاطارات تهدف إلى إبراز الجهود التي بذلت لإطلاق استراتيجية على المدى البعيد، وتحديد ما يتوجب القيام به، والأهداف التي ينبغي تحقيقها، والوسائل المستعملة، وكذا الأطراف التي سترافق في المشروع. القطيعة مع التسيير البيروقراطي للموارد البشرية وأبرز المتدخلون من أن شركة سوناطراك ترغب في احداث تغيير في اسلوب عملها بصورة جذرية معتمدة على شعار قيادة التغيير leading the change، وذلك بتسيير نوعية الموارد البشرية والقطيعة مع التسيير البيروقراطي، وتسعى سوناطراك إلى إعادة توقعها على المستوى الجهوي والعالمي، لاسيما أن هناك طلبات من عدة دول لتواجد سوناطراك بها، على غرار ليبيا، العراق وأثيوبيا، إضافة الى سوق أمريكا الجنوبية التي تمتلك سوناطراك فيها تجربة وخبرة من خلال الاستثمارات التي انجزتها على مستوى هذه الأخيرة، ومن المنتظر تحصيل أكثر من 60 مليار دولار من العائدات ألإضافية، بتطبيق هذه الاستراتيجية، 50٪ منها ستخصص لاستغلالها الداخلي، و50٪ يُرتقب استثمارها في الاحتياطات وقدرات الإنتاج والتكوين. ولأن مبيعات البترول محدّدة على مستوى سوق غير مستقرة، فإن الاستراتيجية حسب منشطي الندوة تهدف إلى تطوير القطاع الغازي وفرع البتروكيمياء أكثر برفع صادرات المجمع الخاصة بالغاز الطبيعي لا سيما نحو آسيا قصد تأمين حصته في سوق تتميز بالمنافسة، كما ان نسبة 63٪ من طالبي الغاز الطبيعي من أسواق آسيا، حيث ان الصين لوحدها نسبتها تصل إلى 52٪، وتعزيز قدرات التكرير، حيث تمّ اقتناء مصنع تكرير بإيطاليا مؤخرا، ووضع صناعة بتروكيمياوية حقيقية، وفي هذا الإطار تم إنشاء شركة مختلطة بين سوناطراك وتوتال لإنجاز مركب لإزالة الهيدروجين من البروبان، وإنتاج بوليبروبيلين بقيمة 1.5 مليار دولار. وأوضح فتحي عرابي مستشار الرئيس المدير العام لسوناطراك على هامش الندوة، ان الاستراتيجية «أس آش 2030» تسمح بالتكيف مع السياقات التشريعية والاقتصادية والاجتماعية، وتتطلع إلى ترقية المجمع إلى مصاف 05 شركات بترولية الأولى في العالم، وذلك بمضاعفة الحجم السنوي للاكتشاف لبلوغ 6 آبار/ سنويا في إطار التطوير، و4 آبار في وضع الاستكشاف، وتعزيز الرقابة على مخططات وتكاليف المشاريع الكبرى لتدارك العجز المقدر ب 3 ملايير دولار، ورفع حجم الأداء إلى مليوني طن معادل بترول سنويا في الحقول الموجودة». فشركة سوناطراك تسعى إلى تطوير فروع إنتاجية في مجال الصناعة البتر وكيماوية بمختلف أشكالها وكذلك نشاط تكرير البترول وتمييع الغاز، وتهدف أيضا شركة سوناطراك إلى استغلال الغاز الصخري، كما ستقوم شركة سوناطراك بالتنقيب عن الغاز والبترول في المنطقة البحرية الحدودية offshore من أجل رفع الإنتاج الوطني للمحروقات. وستستثمر كذلك شركة سوناطراك في مجال الطاقة الشمسية، وبالتالي اقتصاد 1،3 جيغاواط، وتغطية احتياجات المؤسسة بنسبة 80 بالمائة، هذه الأهداف الرئيسية التي تسعى لتحقيقها شركة سوناطراك في إطار مشروعها «سوناطراك 2030». وخلال زيارته للمركب البترولي بسكيكدة، وبعد ان تمّ تقديم عرض عن المنطقة البترولية بسكيكدة، وتنظيم ندوة لإبراز مقومات، والأسس التي ترتكز عليها استراتيجية الشركة «س ش2030»، قام ولد قدور بجولة ميدانية لتفقد على وجه الخصوص مركب تمييع الغاز»méga train « ومركب تكرير البترول. ووقف مطولا أمام الشروحات التي قدمت له من قبل التقنيين بمختلف وحدات التحكم، اين كانت للمدير العام ان استمع لانشغالات عمل مختلف الوحدات، وأبدى تفهما لهذه الأخيرة واستعداده لإيجاد الحلول المناسبة لكل الانشغالات وتأسف لكثرة التظلمات التي تصله على بريده الالكتروني، مشددا على انه لا يحب الحقرة»، ويريد ان تكون بالمؤسسة أجواء محفزة لتطويرها وتجسيد المشاريع الكبرى».