تدابير من أجل اصطياف دون حوادث تعرف شواطئ عنابة منذ نهاية الأسبوع إقبالا كبيرا للعائلات والشباب على وجه الخصوص، بسبب موجة الحر والتي تعدّت ال40 درجة مئوية. لم تجد العائلات أمام هذه الحرارة غير الشواطئ للترويح عن نفسها والاستمتاع بنسيم البحر، لا سيما بكورنيش عنابة والذي يشهد اكتظاظا كبيرا، على اعتبار أنه يمثل أيضا وجهة العائلات من الولايات المجاورة لبونة، من بينها قالمة، سوق اهراس، قسنطينة والطارف. «الشعب» زرات شواطئ عنابة وترصد أجواء موسم الاصطياف فيها. استقبلت شواطئ «سانكلو»، «شابي» و»عين عشير» بعنابة العشرات من المصطافين، الذين توافدوا على هذه المواقع هروبا من الحرارة المرتفعة، حيث لمست «الشعب» إقبالا منقطع النظير للعائلات المصحوبة أيضا بأطفالهم الذين لم يتوانوا بدورهم عن السباحة، أين نصبوا مظلاتهم في الساعات الأولى، ولم يغادروا المكان سوى في ساعات متأخرة. على طول الشريط الساحلي لكورنيش عنابة اصطفت سيارات تحمل ترقيما لمختلف الولايات المجاورة لها، والذين وجدوا في هذه المدينة ملاذهم لقربهم لها من جهة، ولما تتمتع به من شواطئ ساحرة ومناظر جميلة من جهة ثانية، جعلت من جوهرة الشرق الجزائري قبلة للسياح والمصطافين من مختلف جهات الوطن. الشواطئ غير المحروسة خط أحمر سخّرت السلطات الولائية لمدينة عنابة الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لموسم اصطياف ناجح، ولأن تكون قطبا سياحيا بامتياز، لا سيما وأن هذه المدينة يحجّ إليها آلاف المصطافين كل سنة، لذلك اتخذت مختلف التدابير لتوفير الظروف الملائمة، من خلال تجهيز الشواطئ والتأكيد على نظافتها على مدار موسم الاصطياف، فضلا عن التعزيزات الأمنية، لضمان راحة المصطافين، وإحباط أي محاولات للسرقة أو الاعتداء، من خلال الدوريات المكثفة والمراقبة اليومية للشواطئ. وككل سنة تحذر مديرية الحماية المدنية المصطافين من السباحة في الشواطئ غير المسموحة هروبا من الاكتظاظ، أو في البرك المائية والوديان، لما تشكّله من خطر لا سيما على الأطفال الذين لا يدركون عواقبها، والتي تؤدي غالبا إلى الغرق، وحصد العديد من الأرواح، فقد حدّدت ولاية عنابة الشواطئ المسموحة للسباحة والمقدر عدّدها ب21 شاطئا تم تجهيزها بجهاز أمني لحفظ سلامة المصطافين، في حين أحصت 07 شواطئ غير محروسة، على غرار شاطئ «سيبوس» ببلدية عنابة، وشاطئي «عين بربر» و»واد العقاب» ببلدية سرايدي، إلى جانب شاطئ «سيدي سالم» بالبوني، والجزء الموجود بإقليم عنابة لشاطئ «عكاشة» بشطايبي. التصدي ل«مافيا الشواطئ» وكان والي عنابة محمد سلماني، قد أكد خلال زيارة تفقدية له لبلدية سرايدي، على التطبيق الصارم لتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية، والمتعلقة بمجانية الشواطئ، مشدّدا على أن الدخول للشواطئ المسموحة للسباحة سيكون مجانيا وعدم استغلالها بطرق غير شرعية، ووضع الشمسيات لإيجارها للمصطافين، إلى جانب محاربة مختلف التجاوزات من قبل «مافيا الشواطئ»، التي تحاول فرض منطقها على المصطافين. وتعد عنابة من بين الولايات التي تعمل جاهدة على التصدي لسماسرة الشواطئ، بهدف عدم استغلال المصطافين وإجبارهم على كراء الكراسي والطاولات والشمسيات بأسعار جد مرتفعة قد تعدى 1000 دج، وإلا فإن مكانهم نهاية الشاطئ وترك المقدمة لمن يقوم بكراء مظلاتهم وطاولاتهم. ولموسم اصطياف ناجح بدون حوادث، تشدّد السلطات الولائية للمدينة على منع رسو الزوارق المجهزة بمحركات، و»الجاتسكي» على مسافة 100 متر من الشاطئ، وذلك لما باتت تشكله هذه اللعبة من خطر على المصطافين وحصد الأرواح، بسبب الاستخدام العشوائي لها من قبل أصحابها والتهور والتبختر أثناء قيادتها، لتشكل رعبا للعائلات العنابية، وتخوفها على أبنائها من الخطر القادم من هذه اللعبة التي أضحت مميتة أكثر من كونها لعبة للتسلية والترفيه. كما تمّ منع وضع شباك الصيد على مسافة أقل من 300 متر من أماكن السباحة، والصيد بجوار الشاطئ أو استخدام بنادق الصيد أمام هذه الأماكن، إلى جانب منع اصطحاب الحيوانات والتجوال بها لحظة تجمع المصطافين، وممارسة الرياضات الجماعية التي تسبب إزعاجا لرواد الشواطئ، فضلا عن منع سير الدراجات النارية في الفترة الممتدة من الرابعة مساء إلى السابعة صباحا، وحجز المركبات المخالفة للقرار الولائي الذي تمّ إصداره لما تشكّله من إزعاج وخطر على المارة، على اعتبار أن البعض يستخدمون هذه الدرجات للسرقة والاعتداء وترويج المخدرات في بعض الأحيان. من جهة أخرى، سخّرت الحماية المدنية مختلف الإمكانيات المادية والبشرية، حيث جندت 64 عونا محترفا و160 عون حراسة، إضافة إلى تسخير 06 سيارات إسعاف مجهزة وزوارق مطاطية، و18 جهاز راديولا سلكي محمول وسيارة ربط وتجهيزات شبه صيدلية..