يعاني مرضى القصور الكلوي المزمن من صعوبات كثيرة في مجال العلاج ونقص التكفل الجيد بهم نتيجة قلة مراكز تصفية الكلى وتمركز اغلبها بالعاصمة. هذا ما كشفه أخصائيو المجال الذين أكدواعلى أهمية مخطط العمل للتكفل بمرضى القصور الكلوي المزمن للفترة 2011 / 2014 والذي سيدخل حيز التنفيذ قريبا، من خلال سد الفجوات والخلل الذي مازال يعاني منه مرضى داء الكلى المزمن. وحسب هؤلاء الأخصائيين فان هذا المخطط من شأنه تقديم تقييم دقيق لحالة مرضى القصور الكلوى المزمن وعددهم الحقيقي بحكم أن عددهم يشوبه نوع من الضبابية. بسبب غياب إحصائيات ومعطيات دقيقة، وبذلك يتم التكفل الجيد بالمرضى، حيث يسجل سنويا 2000 حالة جديدة وينبغي إيجاد الحل السريع لهم من طرف الدولة خاصة وان تكلفة العلاج تكلف 50 مليون دج يوميا، وأوضح البروفيسور ريان الطاهر أن مخطط الصحة الجديد سيتضمن سجلا وطنيا لهذا الداء المزمن، مما سيسمح بتنظيم العلاج وتوفيره لأن العلاج حاليا يتم بطريقة فوضوية مما يسبب صعوبات يومية لمرضى القصور الكلوي، لاسيما وان جلهم يتنقلون من مناطق بعيدة لوضع الأنبوب الشرياني بمستشفيات العاصمة، وفي نفس اليوم عليهم العودة إلى منطقتهم لإجراء عملية تصفية الدم. وابرز رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى الكلى وتصفية الدم وزرع الكلى أهمية الوقاية في هذا المخطط الجديد للصحة، ملحا على ضرورة تحسين نوعية العلاج المقدم للمرضى عبر التفكير في وسائل علاج أخرى مثل استحداث جزئيات جديدة لتكون في متناول مرضى القصور الكلوي المزمن، على مستوى مراكز تصفية الدم، مع التفكير في تعويض تكلفة هذه الجزئيات من قبل صناديق الضمان الاجتماعي، وإعداد البطاقة الصحية خاصة بالجزائر، لان مستشفياتها مكتظة. زيادة على نقص مراكز تصفية الدم. علما أن نسبة وفيات مرضى القصور الكلوي تقدر ب 15 بالمائة. وبالمقابل، شدد البروفيسور على أنسنة قطاع الصحة، لا سيما فيم يتعلق بمرضى هذا الداء المزمن خاصة تصفية الدم بالنسبة للأطفال، مطالبا بإنشاء مراكز جديدة لتصفية الدم كي تتمكن من استقبال العدد الكبير للمرضى. وكذا تزويد تلك المراكز بأطباء نفسانيين وأطباء الأطفال لمرافقة مرضى القصور الكلوي من فئة الأطفال ومساعدتهم نفسيا على تجاوز المرحلة الصعبة التي يمرون بها. ويرى البروفيسور انه من الضروري تكوين وتوظيف خمسين طبيبا مختصا في أمراض الكلى وطب النفس في آفاق 2014 قصد إنجاح المخطط الوطني للصحة. من جهته، أشار بوخرس إلى غياب الوقاية والتنسيق بين مختلف المختصين المعنيين وكذا نقص المستخدمين في مراكز تصفية الكلى وصيانة الأجهزة، لا سيما عدم وجود مخطط لزرع الكلى، وحدوث حالات وفاة في صمت دون التصريح بذلك وغياب المراقبة.