أكد البروفيسور طاهر ريان رئيس الهيئة الجزائرية للكلى أن 1500 مريض - بين 10 و15 بالمائة من اجمالي المرضى- يموتون في مراكز تصفية الكلى سنويا، لكنه اعتبر انه ''معدل عاد'' بالنظر للمقاييس العالمية، وشدد على اهمية اجبار العيادات الخاصة على تسجيل المرضى في قائمة منتظري زراعة الكلى، وهذا للحد من النزيف المالي الذي يتعرض له هؤلاء وتجنب تحويل تصفية الكلى الى ''تجارة مربحة'' أو استثمار يجلب إليه أيا كان. وقال البروفيسور في لقاء بمنتدى المجاهد نظم أمس إن مخططا خاصا بأمراض الكلى يمتد للأربع سنوات المقبلة يرتقب إنشاء 40 مركزا لتصفية الدم سنويا بتكلفة تقدر ب50 مليون دينار يوميا وهو ما اعتبره مبلغا باهظا، لذا شدد على ضرورة بعث عمليات زرع الكلى وتشجيعها، حيث أكد أن السلطات ستعمل على ان يتحقق زرع الكلى لثلث المصابين بالقصور الكلوي على الأقل. وينتظر أن يشرع معهد زرع الكلى في ماي المقبل -حسب ذات المصدر- في انتظار صدور المرسوم الخاص بإنشاء وكالة زرع الاعضاء وهما الهيئتان اللتان يعول عليهما لدفع عمليات الزرع التي من شأنها التخفيف من معاناة مرضى القصور الكلوي البالغ عددهم -حسب الفدرالية الوطنية لمرضى القصور الكلوي- 16 الف عبر كامل التراب الوطني يعالجون حاليا في 250 مركزا لتصفية الدم عموميا وخاصا. ورغم المكاسب العديدة التي سجلها رئيس الفدرالية بالنسبة لمرضى القصور الكلوي في التكفل بهم، لاسيما بعد أن انضموا إلى قائمة المرضى المزمنين وبالتالي استفادتهم من الادوية والعلاج المجاني، فإن عدة مشاكل مازالت تطرح، لاسيما غياب ملفات صحية شاملة تضم كل المعلومات عن المريض وهو ما يجعل الكثيرين يتوفون دون معرفة الاسباب الحقيقية وراء الوفاة، لذا طالب السيد مصطفى بوخلوة بضرورة القيام بتقييم جاد للوضع الراهن لمرضى القصور الكلوي في الجزائر والبحث عن حلول واقعية للمشاكل المطروحة، ''فالمرضى لا يطلبون صدقة'' - كما اشار- وإنما يطالبون بحقوقهم وبتكفل نوعي بهم.من جانبه، تطرق الناطق الرسمي للفدرالية السيد محمد بوخرص الى معاناة الاطفال المصابين بالقصور الكلوي والذين يتوفى العديد منهم سنويا بسبب غياب التكفل الجيد بهم، فضلا عن غياب ثقافة الوقاية التي تبدأ من المفروض من المدرسة وما يتيحه الطب المدرسي من كشف على الامراض، لكن الواقع يشير إلى أن هناك فحصا سطحيا للاطفال في هذه المرحلة وهو ما يعرقل الكشف المبكر عن المرض، كما اشار الى غياب التكفل النفسي بالاطفال المصابين بهذا المرض وهو ما يزيد من معاناة اوليائهم، لذا تمت المطالبة بتوفير اخصائي نفسي في كل مركز تصفية دم. كما طالب بزيادة عدد الاخصائيين، مشيرا إلى العجز المسجل في هذا المجال. الجدير بالذكر، أن عدد المرضى الذين استفادوا من زراعة الكلى في الجزائر والخارج قدر بحوالي 1000 مريض منذ .1986 كما أن قائمة الانتظار للمرضى تضم 6000 مريض.