أعادت سهرة افتتاح مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الوطنية، الفرح والسعادة في قلوب زوار مدينة تيمقاد الذين قدموا من مختلف ولايات الاوراس لحضور حفل افتتاح الطبعة ال40، التي تميزت بإقبال معتبر للعائلات والشباب خاصة من سكان مدينة تاموقادي الذين ينتظرون بشغف هذا الموعد الثقافي الهام كل سنة. تفاعل عشاق الأغنية الوطنية الشبابية المحلية، سهرة الخميس مع نجوم سهرة الافتتاح الذين أبوا إلا أن يشاركوا جمهور تيمقاد شغفه بالفن والموسيقى من خلال تنشيط سهرة ساحرة امتزج فيها إحياء تراث المنطقة من خلال لوحات فنية ممتعة واستعراضات موسيقية راقية لفرقة من شباب البالي«أضواء وأصوات» المعروفة بلوحاتها التراثية، حيث أبدعت على ركح مسرح الهواء الطلق المحاذي للركح الأثري برقصات حكت خلالها للجمهور تحت إيقاعات فنية رائعة قصص مدينة تيمقاد التاريخ والحضارة والفن من بدايتها وإلى غاية ظهور المهرجان العريق، لاقت استحسانا كبيرا من قبل الجمهور خاصة الشباب الذي تفاعل معها بقوة مسجلا إعجابه بالأزياء الشعبية والتراثية الزاهية التي استعملت في اللوحات، جعلت من سهرة الافتتاح مناسبة لاستذكار تاريخ المنطقة الحافل بالبطولات. كما كان لحضور الأصوات الفنية الوطنية خاصة الشبانية منها أثره الكبير في إبقاء الحضور ساهرا لغاية ساعات متأخرة من الليل خاصة بعد تأخر حفل انطلاق السهرة الافتتاحية ، التي نشطتها كل من النجمتين الشابة سهام والفنانة الكبيرة فلة عبابسة التي امتعت الحضور بباقة من روائعها الفنية القديمة منها والجديدة، شاركهما نجم الأغنية الشاوية حليم شيبة الذي أمتع الحضور بوصلات غنائية تراثية. كما تضمنت السهرة مشاركة مميزة لطلبة وأساتذة المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي بباتنة الذين أدوا مقاطع موسيقية متنوعة صفق لها الجمهور مطولا، أعقبتها وصلات غنائية فلكلورية تعكس تاريخ المنطقة على غرار فرقة الرحابة والبارود التي هزت المدرجات. تيمقاد منارة فنية وطنية بإمتياز وقبل انطلاق السهرة، ألقى الأمين العام لوزارة الثقافة، إسماعيل أولبصير، كلمة بالمناسبة تطرق فيها لجهود الوزارة في إبقاء صرح مهرجان تيمقاد عاليا رغم الظروف المالية الصعبة التي تمر بها الجزائر، مؤكدا حرص الوزير شخصيا على جعل تيمقاد منارة ثقافية وطنية مشيرا إلى أن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي كان قد تعهد العام الماضي في الطبعة ال39 على جعل مهرجان تيمقاد لهذه السنة فرصة للفنانين الجزائريين للمشاركة بقوة في سهراته خاصة بعد أن منحه نفسا جديدا بتغير محافظة المهرجان و جعله ذا بعد محلي أوراسي بمعالم وطنية مع الحفاظ على ميزته الدولية. وأضاف أولبصير الذي كان مرفوقا بالسلطات المدنية والأمنية والعسكرية وعدد من فناني المنطقة أن تيمقاد سيبق - من أهم المواعيد الثقافية و الأحداث الفنية في الساحة- ليعطي بعدها إشارة انطلاق الطبعة ال40. بدوره محافظ المهرجان يوسف بوخنتاش أكد في كلمته أن الولاية ومثقفيها قد بذلوا جهودا كبيرة في إخراج هذه الطبعة الوطنية إلى النور خاصة مع الدعم الكبير للمهرجان من طرف وزارة الثقافة، التي أعطت للمحافظة الجديدة الضوء الأخضر لتنظيم المهرجان وفق ما تراه مناسبا لجعله فضاء للترويج للثقافة والسياحة المحلية والوطنية بأعرق مهرجان بالجزائر. ومن المنتظر أن يشارك في أحياء سهرات تيمقاد التي تم تقليصها لخمسة بدل ثمانية العديد من الأصوات الفنية الجزائرية المحلية والوطنية، من مختلف أنحاء الوطن يتقدمهم النجوم، كادير الجابوني، الزهوانية، بعزيز وغيرهم. الطبعة ال40 فرصة لتكريم مؤسسي المهرجان كما ستكون الطبعة ال40 فرصة لتكريم كل ساهم في تأسيس المهرجان و خروجه إلى النور ، منذ ستينيات القرن الماضي وساهمت في إنجاحه على مر العقود الماضية، رغم ضعف الإمكانات آنذاك على غرار عبد العزيز ماضوي وكذا حميدة بالوجيت، حيث لعبت دورا في نضوجه وتحوله من مهرجان محلي أوراسي خاصة بمنطقة الاوراس، مرورا به كمهرجان وطني وصولا إلى تحوله لمهرجان دولي يضئ سماء تاموقادي والجزائر كل سنة له مكانته الفنية المحترمة بين عديد المهرجانات العربية.وكانت محفظة المهرجان بالتنسيق مع السلطات الولائية في إطار دعم المهرجان قد قررت توفير الحافلات مجانا للمواطنين لضمان نقلهم لحضور السهرات ذهابا و إيابا من خلال وضع حافلات عبر عديد النقاط بمدينة.والجدير بالذكر أن دائرة تيمقاد كانت قد جندت كل إمكانياتها المادية والبشرية لإنجاح الطبعة كما أفاد به بومرزوق زين الدين رئيس الدائرة في تصريح لجريدة «الشعب»، مؤكدا حرصه على توفير أفضل الأجواء للفنانين وضيوف المهرجان.