بعث الفريق قايد صالح بعدة رسائل الى الطبقة السياسية، والمتربصين بالجزائر ،في لغة قد تعيد الاوراق الى نصابها ،وتضع كل التكهنات والتأويلات التي ما فتئ يطلقها رجال السياسة جملة وتفصيلا ، على هامش الصفحة ، ليعودوا الى رشدهم السياسي في اول نقطة ، ومنها الى السطر الاخير دون جقجقة ، ولا تسخين للعضلات خارج السرب. لم يكن الفريق اكثر وضوحا مثل هذه المرة التي خاطب فيها ابناء المؤسسة العسكرية ومن خلالهم اولئك الذين نصبوا انفسهم اوصياء على مؤسسة الجيش ، حيث لم يتوان الفريق في دحض كل هذه المزايدات التي وصفها بانها من غير حميدة ،وغير معقولة بل والغريبة . خرجات اصحابها وان لم يشر اليهم بالأسماء ، لكن القارئ بين السطور يدرك للوهلة الاولى من هو المقصود بالحديث ، ومن يسمون انفسهم احزاب المعارضة ، وعوض ان يهتم هؤلاء بمشهدهم السياسي والنضال الحزبي تجدهم يتعمدون الابتعاد عن صلب الحنكة السياسية ، رغم ان السياسة هي القدرة للتكيف مع مقتضيات الواقع ، وتعني ايضا حسن التعامل مع مقتضيات المصلحة الوطنية ومتطلبات تحقيقها ، وهذا يتطلب طبعا مستوى راق من الاداء السياسي في جميع الاحوال والظروف ،الا انهم يدغدغون الانا ويختبئون وراء الاه. وردا على بعض ممن وصفهم الفريق قايد صالح ،في كلمته خلال مراسم حفل تكريم المتفوقين من مدارس اشبال لامة ، اولئك الذين ينتهزون الفرص كلما اقترب استحقاق انتخابي، يُزج ُ بالمؤسسة العسكرية في الصراعات كطموحاتهم وامانيهم ، متناسين ان الجيش يعرف حدوده جيدا وحتى نطاق حدوده الدستورية يدركها جيدا ، وسيظل بعيدا عن كل المتاهات الحزبية والسياسية ، وهي اشارة واضحة للذين يحاولون الاختباء تحت مظلة العسكر ، ليمارسوا احيانا بعض الحقوق التي ليست من صلاحياتهم ، فجاء الرد بقوة من الفريق ، على انه ليس هناك أي وصي على الجيش ، لأنه احيانا يتجرأ البعض على تنصيب نفسه ناطقا رسميا باسم الجيش ، دون وجه حق ، اما الجيش فهو يتلقى توجيهاته من طرف القائد الاعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتقليقة . من جهة اخرى اوضح الفريق ان مهام الجيش التي كفلها الدستور وهي الدفاع عن السيادة الجزائر وأمنها واستقرارها، هي مهام جليلة وعالية الاهمية ، فكان لزاما على الاطياف السياسية والمجتمع المدني ان يوفوها حقها. الجيش هو جيش الجزائر وسليل جيش التحرير الوطني، ويحرص أن لا يحيد عن تطبيق هذه التوجيهات، وعن ضوابط قوانين الجمهورية والحدود المهنية والوظيفية التي يحددها الدستور، في نفس الوقت ، لن يتسامح مع أي تجاوز قد يؤدي إلى الفوضى او تعريض الجزائر للخطر. لم يتوان الفريق في وصف من يكيدون للوطن الدهاء والمكر، قائلا: إن الجزائر ليست حلبة صراع وسباق لمن هب ودب من أجل صيد الغنائم واقتناص المصالح الشخصية والذاتية الضيقة. بل هي الجزائر هي ميدان للعمل الشريف والنظيف. وهو يرافع عن الجيش ، قال الفريق، بانه ليس شماعة يضع عليها بعض الفاشلين فشلهم، وليس الشجرة التي يريد البعض أن يحجب بها غابة عجزه وقصور متحدثا في السياق ذاته، فاللسان بما ينطق من كلام، وبما يهمس من همسات مهما تمطط، لن يكون بديلا للسواعد القوية وللعمل النظيف، فالله يشهد على ما في السرائر والقلوب، والشعب يعلم من أصدق قولا وعملا ليواصل المحاهد ڤايد صالح بان الجيش الوطني الشعبي، هو جيش نوفمبري المنبع، ومبدئي النهج والسلوك، ،يقدس العمل المخلص والتفاني، لا ولن يتسامح مع أي تجاوز قد يؤدي إلى الفوضى، جيش لن يسمح بالفوضى التي قد يفكر في زرعها بعض الأطراف الذين هم على استعداد لتعريض الجزائر للخطر من أجل صيانة أو المحافظة أو تحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة.