تلقى جبهة «البوليساريو « والدولة الصحراوية دعما قويا من طرف الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها الفكرية والإيديولوجية في الجزائر، وتدعو بشكل عاجل إلى إنهاء الإحتلال المغربي الغاشم للصحراء الغربية وتنظيم إستفتاء يقرر مصير الشعب الصحراوي. في هذا الصدد تباحث رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد مع سفير جمهورية الصحراء الغربية بالجزائر عبد القادر الطالب عمر إيجاد سبل تعزيز النضال السياسي وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بشكل أسرع، وفقا للوائح الأممالمتحدة التي تؤكد أن الوضع القائم هو استعمار غاشم. وأبدى بلعيد في تصريح للصحافة عقب استقباله السفير عبد القادر الطالب عمر بمقر جبهة المستقبل بالعاصمة، أول أمس، أنه تمّ الإتفاق على تعزيز التعاون في المجال السياسي من ناحية تكوين ممثلين من جبهة «البوليساريو» لدى جبهة المستقبل، كما تمّ الاتفاق على وضع برنامج للتعاون بين الطرفين لتبادل الخبرات في مجال النضال السياسي. كما تطرّق السفير الطالب عمر وبلعيد إلى آخر المستجدات التي تعرفها قضية الصحراء الغربية على الساحة الدولية بما فيها ملف بعثة حفظ السلام في الصحراء الغربية المينورسو التي لم تضطلع منذ إنشائها بمهامها الأساسية في تنظيم استفتاء تقرير المصير، وتمّ الإتفاق على تبادل الزيارات بين الجانبين وفي هذا الصدد أعلن بلعيد أنه سيقوم بزيارة رسمية عقب مؤتمر الجبهة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف شهر سبتمبر القادم. وشكّل موضوع دعم النضال والكفاح السياسي على المستوىين الداخلي والخارجي لجبهة البوليساريو محطة نقاش بين السفير الطالب عمر وبلعيد، سيما ما تعلّق بتحريك الملف على المستوى الدولي لحشد مزيد من الدعم للشعب الصحراوي وإيجاد عناصر تؤثر على مسار القضية العادلة، حيث قال سفير البوليساريو إنه لمس فعلا إرادة وعزيمة قوية من بلعيد لتعزيز التعاون بين الجبهتين في المسار النضالي. ولم تمر الزيارة التي قام بها عضو جبهة «البوليساريو» السفير الطالب عمر إلى بلعيد دون أن يجدّد رئيسه دعمه الكامل للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مؤكدا أن أواصر الأخوة والتاريخ المشترك يحتم علينا الوقوف مع اللاجئين الصحراويين وكل اللاجئين الأفارقة دون إستثناء وهي عقيدة التضامن والأخوة المتجذرة في صفوف الشعب الجزائري، قائلا «أن الدعايات التي تصدر عن جهات تشكك في مسعى الجزائر لاحتضان اللاجئين هي دعايات مغرضة غرضها التشويش وفقط لتحقيق مآرب خاصة». وعبر السفير الصحراوي ورئيس جبهة المستقبل عن استيائهما من بعض التقارير الواردة عن منظمات حقوقية تشكّك في مسعى الجزائر لاحتضان اللاجئين ودعمهم، حيث أشار الطالب عمر إلى أن الجزائر ما فتئت تقصر في دعم المواطنين الصحراويين منذ أن وطئت أقدامهم أرض الجزائر سنة 1975، بعد مسيرة الغزو المغربي الهمجي، موضحا أن كل اللاجئين الصحراويين يحظون بعناية كبيرة من طرف السلطات الجزائرية. وثمّن السفير الطالب عمر دعم جبهة المستقبل ل»البوليساريو» في كفاحها النضالي لتحقيق مصير الشعب الصحراوي وهو موقف مشرّف وليس جديدا على رئيسها الذي كان مناضلا فذا في صفوف التنظيمات الطلابية المساندة للشعب الصحراوي، كما أن ما تقدّمه من دعم يؤكد عمق رسالة التضامن والأخوة المتجذرة لدى الساسة الجزائريين.