قالت مصادر حقوقية إن مئات القتلى وآلاف الجرحى سقطوا جراء استعمال السلطات الليبية العنف في قمع المظاهرات التي تشهدها مختلف مناطق البلاد للمطالبة برحيل الزعيم معمر القذافي، في وقت دعا تنظيم ليبي المحتجين إلى خوض مواجهة حاسمة ونهائية مع النظام. وعاد مساء أمس ليدخل الحاكم الليبي معمر القذافي بكلمة مطولة. توعد فيها المتظاهرين بالحرب حتى النهاية. مؤكدا أنه لم يستخدم القوة بعد وأته سيستخدمها وفق القانون الدولي. واتهم الشباب المتظاهرين بأنهم مخدوعون. وأضاف القذافي: هنك عناصر توزع الحبوب المهلوسة على الشباب للتظاهر. وبالمقابل قال السيناتور جون كيري: أن نظام القذافي في ساعاته الأخيرة. وذكر المدير التنفيذي للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الدكتور لؤي ديب أن عدد القتلى في ليبيا حتى أمس الأول بلغ أكثر من 519 إضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف جريح ومئات المفقودين. وقال الطبيب والناشط عادل محمد صالح من طرابلس للجزيرة: إن القذافي يمارس سياسة الأرض المحروقة وينفذ ما هدد به نجله سيف الإسلام القذافي في خطابه يوم الأحد الذي قال فيه: إنه سيقاتل حتى آخر رجل، وخيّر فيه الليبيين بين القبول بالنظام أو مواجهة الحرب. وقالت عدة جهات حقوقية: إن ما أقدم عليه النظام الليبي من قصف وتقتيل ضد الشعب يعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. مجازر بطرابلس جراء قصف الطائرات وهجمات المرتزقة الأجانب ففي تطور مثير في تعامل السلطات مع المظاهرات قالت عدة مصادر: إن السلطات الليبية استعملت الطائرات في مناطق متفرقة من العاصمة طرابلس في محاولة وصفت باليائسة لاحتواء حركة الاحتجاجات. ووفق شهود عيان في طرابلس فإنه تم اللجوء للطائرات لقمع المتظاهرين في عدة مناطق من العاصمة، وأشاروا إلى أن مرتزقة أجانب يواصلون إطلاق النار على المدنيين في المدينة. وقال شاهد عيان للجزيرة: إن طرابلس محاصرة حاليا، وهناك من يوصفون بأنهم مرتزقة أفارقة يجوبون الشوارع في سيارات مصفحة ويطلقون النار عشوائيا على المدنيين وحتى على طواقم الإسعاف. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود قولهم: إن مذبحة وقعت في حييْ فَشلوم وتاجوراء. وقال شهود من تاجوراء بمنطقة شرقي طرابلس: إن جثث القتلى منتشرة في الشوارع إضافة إلى الجرحى. وقال شاهد عيان من طرابلس: إن أكثر من 250 مدنيا قتلوا في قصف شنه الطيران الحربي على أحياء سكنية ومشيعين في المدينة. بنغازي وعدد من المدن الأخرى أصبحت خارجة عن قبضة القذافي وفي تصعيد للاحتجاج قالت هيئة ليبية تسمي نفسها لجنة التنسيق الوطني: إنه إذا تعاونت الأسرة الدولية بفرض حظر جوي على ليبيا تكون قد حانت ساعة الصفر لتطهير البلاد من هذا النظام المجرم. ودعت سكان طرابلس للخروج والتوجه نحو معسكر باب العزيزية للمواجهة النهائية مع النظام الحاكم. كما أهابت اللجنة في بيان بالضباط والجنود الذين انحازوا إلى صفوف الشعب في مقاومة هذا النظام الغاشم أن يتقدموا الصفوف. ويقودوا عملية اقتحام معسكر باب العزيزية لاجتثاث بقايا النظام المجرم. وفي هذا الصدد قال الناشط سعيد عيسى من طرابلس: إن أحد لواءات الجيش نفذ أمس الاول الاثنين محاولة لقلب النظام لكنها باءت بالفشل، فيما قال الناشط المنتصر زيدان: إنه تم اعتقال اللواء عبد الرحمن الصيد وقطع الاتصال به . ودعت اللجنة سكان طرابلس إلى تضييق الشوارع على آليات الدمار المتحركة في المدينة وذلك بوضع عراقيل في الشوارع لمنع تحركها وشل حركتها، وحثتهم على التناوش مع آليات الدمار كل في منطقته بالكر والفر. وناشدت اللجنة كل من يستطيع القدوم إلى طرابلس من المدن المجاورة لفك الحصار عن مداخل المدينة فليفعل. تحرير عدة مدن ودعوات لنصرة طرابلس وفي شرقي البلاد يدير الثوار إذاعات كل من بنغازي والبيضاء ودرنة وأجدابيا، ويبثون منها بيانات مؤيدة للثورة وأغاني وطنية وتوجيه الشباب لحماية المؤسسات العامة والحفاظ على النظام العام. وفي مظهر آخر للحياة الجديدة في بنغازي التي اندلعت فيها شرارة الاحتجاجات، يرفع بمساجد المدينة التكبير والدعاء والابتهال إلى الله لإزالة الطاغوت ونصرة إخوانهم في طرابلس. وإلى جانب مدينة بنغازي أصبح المحتجون يسيطرون على مدن أخرى منها طبرق ومصراتة وخمس وترهونة والزاوية وزوارة القريبة من العاصمة ليبيا. انشقاقات جديدة في صفوف الجيش وطائرتين حربيتين هبطتا ببنغازي ويأتي ذلك بعد تواتر أنباء عن صدور بيان لضباط في الجيش الليبي دعوا فيه أفراده للانضمام إلى الشعب والزحف على طرابلس لإزاحة معمر القذافي . وفي هذا السياق ذكرت مصادر أن قوات الردع والفوج التاسع للحرس انضمت إلى المتظاهرين في ترهونة. وفي انشقاقات جديدة في صفوف الجيش، قالت مصادر: إن طائرتين حربيتين ليبيتين هبطتا في بنغازي بعد رفض قائديها قصف المدينة.وفي وقت سايق، ذكرت تقارير إعلامية أن طائرتين حربيتين حطتا في مطار بجزيرة مالطا. وقالت المصادر إن قائدي الطائرتين، وهما عقيدان في الجيش الجوي الليبي، رفضا أمرا بقصف المتظاهرين وهبطا بمطار في مالطا وطلبا اللجوء السياسي هناك. ومن جهة أخرى أشار شهود عيان إلى أن الجنود الليبيين اختفوا من كافة شوارع طرابلس وانضموا إلى المتظاهرين، كما قال الضابط في الأمن العام الليبي المقدم أحمد عثمان: إن معظم ضباط الشرطة والقوات المسلحة انضموا إلى الجماهير في العاصمة.