قتل عدد من الليبيين وجرح آخرون أمس في مواجهات ببعض أحياء العاصمة طرابلس بين مناصري العقيد معمر القذافي ومناوئيه الذين خرجوا في مظاهرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة وجددوا مطالباتهم برحيله. وبالمقابل استمر القدافى فى تهديداته ووعيده للشعب الليبيى فى خطاب القاه أمس بالساحة الخضراء. مؤكدا أن ليبيا ستصبح نارا حمراء تصبح جمرا. القذافي يلوح بفتح كل مخازن السلاح لتسليح انصاره دعا العقيد معمر القذافي الشباب من انصاره الى الاستعداد للدفاع عن ليبيا وعن النهر الصناعي العظيم وعن البترول والكرامة والإستقلال والعزة والمجد. ولوح في كلمة القاها في الساحة الخضراء بطرابلس بفتح المخازن "ليتسلح كل الشعب الليبي وكل القبائل الليبية مؤكدا "ليبيا ستصبح نارا حمراء تصبح جمرا. وقال مخاطابا انصاره نحن نستطيع أن نحطم أي عدوان بالإرادة الشعبية بالشعب المسلح وعند اللزوم ستفتح المخازن ليتسلح كل الشعب الليبي وكل القبائل الليبية ليبيا تصبح نارا حمراء تصبح جمرا .
وبخصوص هجمات الكتائب الامنية التى أرسلها القذافى لمواجهة المحتجين بالعاصمة الليبية قال شهود عيان للجزيرة: إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب آخرون بجروح في أحياء فشلوم وزاوية الدهماني وبن عاشور والسياحية. وأضافت المصادر سماعها إطلاق نار كثيفا بأحياء بن عاشور وفشلوم وشارع الجمهورية وسوق الجمعة في طرابلس. وقال شاهد عيان من طرابلس يدعى نزار كعوان: إنه كان في ميدان الجزائر الشهير بطرابلس حيث خرج آلاف المصلين للتظاهر والتنديد بالخطبة الموحدة التي ألقاها أئمة المساجد وكانت معدة مسبقا من قبل السلطات. وقال: إن المتظاهرين هتفوا بالروح والدم نفديك يا بنغازي قبل أن يفاجؤوا بإطلاق كثيف للرصاص الحي من سيارة باغتتهم. مؤكدا سقوط عدد من القتلى والجرحى. وعبر عن خشيته من ارتكاب مجزرة بسبب دخول الكتائب الأمنية للبيوت تعقبا للمحتجين. وقال كعوان إن طرابلس كلها محاصرة وسط عمليات كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن في شارع الزاوية تحديدا، حيث استدعيت قوات كبيرة من الكتائب والدعم المركزي. وأكد أن منطقة فشلوم مقفلة وقد سقط فيها عدد من الشهداء، مشيرا إلى أن الكتائب الأمنية ما زالت تحاول اقتحامها.
انضمام الجيش إلى المحتجين في تاجوراء وقد تواترت أنباء عن انضمام قاعدة معيتيقية الجوية في طرابلس إلى الثوار، وأعلن التمرد فيها على القذافي. كما علم بانضمام قوات من الجيش إلى المحتجين في تاجوراء المتاخمة لطرابلس وتحركهم باتجاه الساحة الخضراء أهم ميدان في العاصمة. وبينما تصاعدت المظاهرات في مدن محررة شرق البلاد، نجح المحتجون في الاحتفاظ بسيطرتهم على مدينتيْ الزاوية ومصراتة القريبتين من طرابلس، وصدوا هجمات مضادة نفذتها في الساعات الماضية القوات الموالية للقذافي. وتواصل الكتائب الأمنية مساعيها للسيطرة على المدن المجاورة للعاصمة. وقد شنت تلك القوات هجوما الليلة قيل الماضية على مدينة الزاوية، إلا أن سكانها تمكنوا من صده، وفق ما أفاد به شهود عيان. وقالت مصادر: إن المعارك أدت إلى سقوط نحو مائة قتيل، حيث جرى تبادل لإطلاق النار في شوارع المدينة، كما تم إشعال النيران في عدة مبان بينها مقر للشرطة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شهود عيان أن عددا من الأهالي كانوا يحملون بنادق صيد للدفاع عن المحتجين، وأشاروا إلى أن المهاجمين استخدموا الرشاشات المضادة للطائرات لقصف منارة المسجد. ومن جانبها نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أنه لم يعد هناك وجود لقوات الأمن الليبية داخل مدينة الزاوية. الكتائب الأمنية تواصل هجماتها والمتظاهرون يتصدون لها
وعلى غرار ما حدث في الزاوية الواقعة على بعد 50 كلم غرب طرابلس، شهدت مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق العاصمة نجاحا في التصدي لهجوم شنته القوات الحكومية. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن الهجوم على مصراتة قام به اللواء رقم 32 الذي يقوده خميس نجل القذافي، والذي يعد - حسب الوكالة- من أقوى ثلاث وحدات لحماية النظام، حيث يتكون من نحو عشرة آلاف فرد ويتسم أفراده بأنهم مسلحون بشكل أفضل. كما أنهم أكثر ولاء للقذافي من باقي وحدات الجيش.وذكر موقع صحيفة قورينا أن إحدى الكتائب الأمنية شنت هجوما على مطار مصراتة، غير أن المتظاهرين تصدوا لها وأجبروها على الهرب، ثم شكلوا لجنة من الشباب للمحافظة على المطار من المرتزقة والكتائب الأمنية. في حين دعا رائد في سلاح الجو الليبي الطيارين الليبيين إلى النزول في مطار مصراتة بعد سيطرة الثوار عليه. وكان الثوار قد أعلنوا يوم الأربعاء سيطرتهم على مصراتة وكذلك مدينة زوارة، وذلك بعدما أحكموا سيطرتهم على معظم المناطق في شرق البلاد، وفي مقدمتها بنغازي ثانية المدن الليبية الكبرى بعد طرابلس. وكان التلفزيون الليبي قد بث اتصالا هاتفيا نسبه للقذافي -وإن شكك البعض في صحة ذلك- حيث قدم المتحدث تعازيه في القتلى ووصفهم بأبناء ليبيا، ودعا إلى الهدوء، واتهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بتدبير الانتفاضة عليه، كما كرر اتهاماته للمحتجين بأنهم ممن يتناولون حبوب الهلوسة. الجماعة الليبية المقاتلة تنفى اتهامات القذافي بإقامة إمارة إسلامية بمدينة درنة وتقول وكالة رويترز: إنه بعد أربعة عقود من القمع أدت إلى تلاشي المعارضة المنظمة، لم تتضح بعد طبيعة الجهات الحاكمة الجديدة في المدن الشرقية، ولم يكن هناك الكثير من المؤشرات على وجود إسلاميين متشددين بين جموع المحامين والأطباء وزعماء القبائل وضباط الجيش الذين شكلوا لجانا شعبية لإعادة النظام. وفي تسجيل حصري حصلت عليه الجزيرة، نفى القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم الحصادي ما جاء في خطاب القذافي من اتهامات له عن نيته إقامة إمارة إسلامية في مدينة درنة بشرق ليبيا. ومن جهة أخرى، نقل مراسل الجزيرة من مدينة طبرق مشاهد توضح جسامة الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون على أيدي المسلحين التابعين للقذافي، قبل أن تخرج المدينة عن سيطرة النظام. كما بثت القناة صورا تظهر انضمام بعض عناصر الجيش إلى الثوار في مدينة الزاوية يوم الخميس، وكذلك إعلان عناصر من الجيش والشرطة في منطقة أجدابيا انضمامها إلى الثوار. وزير ليبي سابق من حكومة القذافي : العقيد سيفعل ما فعله هتلر وينتحر وفي مدينة البيضاء نجح الثوار في اعتقال عدد من المرتزقة كانوا يقاتلون إلى جانب القوات الحكومية، حيث تم وضعهم تحت الحراسة في بعض المدارس، إضافة إلى عناصر من قوات الأمن الليبية، حسبما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. ومع تردد تقارير عن نشر القذافي وأبنائه قوات مرتزقة أفريقية ورجال قبائل موالين لهم، قال وزير ليبي سابق استقال من حكومة القذافي هذا الأسبوع: إن العقيد سيفعل ما فعله الزعيم النازي هتلر وينتحر.