ارتفعت الى 1000 قتيل وآلاف الجرحى حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب اليابان أمس، في حين استنجدت الحكومة بالجيش الأمريكي في البلاد وأعلنت حالة الطوارىء عقب تعطل جهاز التبريد في احدى منشآت المفاعل النووي شمال شرقي البلاد. استيقظت اليابان أمس الجمعة على وقع أعنف زلزال تشهده البلاد منذ 140 سنة وقع في شمال شرق البلاد خلف حسب إحصائيات مؤقتة مئات القتلى والجرحى فضلا عن فقدان العديد مما دفع بالحكومة اليابانية الى تشكيل فريق عمل لاحتواء الازمة بعد تشكل أمواج مد بلغ ارتفاعها عشرة أمتار جرفت كل ما في طريقها من منازل وسيارات. واكدت وكالة الانباء اليابانية «كيودو» ان الزلزال ضرب جزيرة هونشو بشمال شرق البلاد بقوة 8,9 درجات على سلم ريشتر. وقد تبع هذا الزلزال 11 هزة ارتدادية عنيفة وفقا لما ذكره مركز المسح الجيولوجي الأمريكي الذي كشف أن شدتها تراوحت بين 6 الى 7 درجات على سلم ريشتر. وحذرت وكالة الأرصاد اليابانية من أمواج بارتفاع عشرة أمتار متوقع أن تضرب معظم الجزر في المحيط الهادي. وأصدر مركز التحذير من موجات المد العاتية من احتمال حدوث موجات المد (تسونامي) في كل من الفلبين وإندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وهاواي وجزر مارشال وفيجي وجزر سولومون وجزيرة كيريباتي الواقعة في المحيط الهادىء. ومن أجل احتواء الازمة سارعت الحكومة اليابانية إلى تشكيل فريق عمل طارئ للتعامل مع تداعيات الزلزال إذ اجتمع رئيس الوزراء الياباني ناوتو مع أعضاء فريقه الحكومي حيث تقرر تشكيل فريق عمل يضطلع بجمع المعلومات المتعلقة بالخسائر والاضرار الناجمة عن الزلزال وكذلك الاستعداد لاحتمال حدوث موجات تسونامي. وفي مسعى منها لتحديد حجم الخسائر التي خلفها الزلزال الاعنف في البلاد من ذلك الذي شهدته اليابان في سبتمبر 1923 وأدى إلى مقتل أكثر من 140 ألف شخص في منطقة طوكيو قامت وزارة الدفاع اليابانية أمس بنشر طائرات عسكرية لتقييم حجم الخسائر الناجمة عنه. وبالرغم من أن رئيس الوزراء الياباني السيد ناوتو كان أكد عدم وقوع خسائر ضخمة جراء الزلزال وأنه لم يسجل أية مشاكل حتى الآن في محطات الطاقة النووية اليابانية غير أنه قرر جملة من التدابية لإحتواء الازمة سيما منها إعلان حالة الطوارىء في قطاع الطاقة النووية. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه تم إغلاق بأمان أربع محطات نووية يابانية هي الاقرب من المنطقة التي ضربها زلزال. كما كشف سماسرة الشحن في البلاد أن جميع الموانىء اليابانية أغلقت وتوقفت عمليات التفريغ بعد الزلزال وموجات المد العاتية التي أعقبته. وتأتي هذه الاجراءات بعدما تسبب الزلزال في انفجار في معمل (كوزمو) لتكرير النفط في محافظة «تشيب» حيث اندلعت النيران في العديد من المباني نتيجة تسرب للغاز وأقفل مفاعلان نوويان أوتوماتيكيا في ولايتي فوكوميا ومياغي على المحيط الهادئ على اثر وقوع الزلزال. واجتاحت أمواج تسونامي مناطق واسعة من محافظات إيواتي ومياغي وفوكوياماوجرفت سيارات وغمرت منازل وأعلنت السلطات في مدينة سينداي أن مطار المدينة الدولي أيضا غمرته المياه بالكامل مما أدى الى إغلاقه. وأمام هذه الاوضاع دعا رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان الشعب الياباني إلى التصرف بهدوء وتعهد ببذل أقصى الجهود من أجل تقليص الأضرار الناتجة عنه وأرسلت الحكومة عناصر من قوات الدفاع اليابانية إلى المناطق المنكوبة فيما أرسلت الشرطة 900 عنصر. ويقف المجتمع الدولي ومختلف منظمات الاغاثة الدولية في هذه الاثناء على أهبة الاستعداد من أجل التدخل لمد يد العون لجهود الاغاثة والانقاذ في اليابان التي رحبت بأي مساعدات دولية واجنبية. وأعلنت في هذا الشأن منظمة الاممالمتحدة أن 30 فريقا دوليا للبحث والانقاذ على أهبة الاستعداد للتوجه الى اليابان لتقديم المساعدة الضرورية بعد الزلزال العنيف الذي ضربها أمس. وذكر فريق اغاثة تابع للمنظمات غير الحكومية الصينية انهم يتصلون بأعضاء متطوعين محترفين لانضمام اليهم وأنهم مستعدون للمشاركة فى أعمال الاغاثة فى اليابان إذ أوضح رئيس المجموعة التابعة لفريق السماء الزرقاء للاغاثة بالصليب الاحمر في بكين أنهم اتصلوا بالسفارة اليابانية معربين عن استعدادهم للمساعدة . وبدوره أكد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أن بلاده ستقدم مساعدة لليابان للتغلب على الآثار المدمرة للزلزال ولموجة التسونامي التي نتجت عنه مبرزا أن الزلزال أدى إلى دمار هائل وربما خسائر بشرية وأن روسيا مستعدة لتقديم مساعدة لجارتها اليابانية لإزالة ما خلفه الزلزال العنيف.