ارتفاع حصيلة زلزال وتسونامي اليابان إلى أكثر من 1200 قتيل و مخاوف من تشرنوبيل ثانية ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي تلاه تسونامي عارم اجتاح شمال شرقي اليابان، يوم الجمعة إلى 1217 قتيلاً وآلاف المفقودين والجرحى وسط مخاوف من كارثة نووية وتوقعات بأن تضرب هزة أرضية قوية جديدة البلاد خلال الأيام القليلة المقبلة. وتوقعت "وكالة الشرطة القومية لطوارئ الكوارث" ارتفاع مطرد في عدد القتلى مع وصول فرق البحث والإنقاذ إلى المناطق الأكثر تضرراً بالهزة الأرضية وأمواج المد العاتية، مشيرة في آخر حصيلة مؤقتة لها أمس إلى أن عدد القتلى الحالي ارتفع إلى 1217 قتيلاً و1086 مفقوداً إلى جانب 1741 جريحاً، فيما وصف رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان في مؤتمر صحفي أن الوضع في البلاد هو الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، ودعا الشعب إلى التوحد حتى تخرج اليابان من الأزمة أقوى مما كانت عليه. وقال تاكاشي يوكوتا، مدير قسم معلومات التنبؤ بالزلازل بالوكالة، أن قوة الزلزال المتوقع ستتجاوز 7 درجات بمقياس ريشتر، لافتاً إلى أن تكهناته تستند إلى نشاط تكتوني متزايد في باطن الأرض. في سياق متصل، أبدى وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، يوكيو إيدانو، مخاوفه من احتمال حدوث انفجار ثان في مجمع "المفاعل رقم ثلاثة" بمحطة "فوكوشيما دايشي" شمال شرقي البلاد، التي تأثرت بالزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة الجمعة.ورجح وزير شؤون مجلس الوزراء الياباني، إيدانو، في تصريح للصحفيين، من احتمال حدوث انصهار في مفاعل "فوكوشيما رقم واحد"، وأن السلطات تعمل أيضاً على فرضية حدوث انصهار محتمل في مفاعل "فوكوشيما رقم ثلاثة."ويأتي هذا بعد أن كان إيدانو قد أشار أول أمس إلى انهيار جدار في محطة "فوكوشيما النووية رقم واحد"، بعد وقوع انفجار بالمنشأة وانطلاق سحب دخان أبيض منها، لافتاً إلى أن وعاء المفاعل النووي لم يصب بأذى. وقال المسؤول الياباني إن الانفجار وقع عندما اشتعل مزيج من الهيدروجين والأوكسجين، مضيفا أنه رغم أن مستوى الإشعاعات التي تم قياسها حول المحطة كان مرتفعا في أحد الأوقات، إلا إنه انخفض بالتدريج.إلى ذلك وصف خبراء ذرة أمريكيون استخدام مياه البحر لتبريد المفاعل النووي، كما يفعل اليابانيون في محطة فوكوشيما المتضررة جراء الزلزال المدمر، بأنه "عمل يائس" يشير إلى احتمال حصول كارثة بحجم تشرنوبيل، نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية أمسورأى الخبراء الذين عقدوا مؤتمراً صحافياً إذاعياً مع الصحافيين، أن الحادث النووي الياباني قد يؤثر على صناعة الطاقة النووية في العالم ويعيد إثارة الجدل بشأن سلامة استخدامها. أما الحكومة اليابانية التي صنفت الحادث الذي وقع في محطة فوكوشيما النووية "رقم واحد"، عند المستوى الرابع على المقياس العالمي المدرج من صفر إلى سبعة، والمستوى الرابع على المؤشر العالمي للحوادث النووية والإشعاعية يعني إصابة الوقود بأضرار وانبعاث كميات كبيرة من المواد المشعة داخل المجمع، فاعتبرت أن الأزمة النووية في شمال شرق البلاد ليست مماثلة لكارثة تشرنوبيل عام 1986 . ونقلت وكالة جيجي للأنباء عن رئيس الوزراء الياباني قوله " لقد تسرب الإشعاع إلى الجو لكن ليست هناك أنباء عن تسرب كميات كبيرة"، مضيفا "هذا مختلف تماما عن حادث تشرنوبيل. نحن نعمل على منع امتداد الخسائر.'' وقالت "وكالة الأمن النووي والصناعي" اليابانية، إن الوقود الموجود ? في المفاعل انصهرJ جزئيا، في أول حادث من نوعه تشهده اليابان، وفق قناة "آن إتش كي" اليابانية.وتتمحور الجهود الحثيثة في سياق محاولات تفادي كارثة نووية محتملة حول مفاعل "فوكوشيما دايشي" شمال شرقي البلاد، مع تحركات محمومة تسابق فيها الحكومة اليابانية الزمن لإنقاذ ناجين من أعنف زلزال في تاريخ اليابان، تلاه "تسونامي" مدمر بلغ ارتفاع أمواجه عشرة أمتار، جرفت كل ما اعترض طريقها.ويجري إجلاء نحو 180 ألف شخص يقيمون على مسافة ما بين عشرة إلى عشرين كيلومتراً من المحطة النووية، بالإضافة إلى عدة آلاف آخرين من المقيمين على مسافة أقرب من المنشأة، كان قد تم إخلائهم في وقت سابق. ع.أ/ الوكالات