يدخل بعد أيام الروائي عبد الرزاق طواهرية مهرجان سيلا 2018 بروايته الجديدة شيفا «مخطوطة القرن الصغير»، التي يقدم من خلالها للجمهور نوعا جديدا من أدب الخيال العلمي وجملة خصبة من المعلومات النادرة التي يصعب الوصول لها كونها مادة نقية من الديب ويب «النت الخفي». ويرجع اختيار اسم «شيفا» حسب صاحب الرواية إلى الدلالة على اسم إله التدمير الهندوسي الذي له تمثال بمنظمة «سيرن» في سويسرا التي ملفها عولج بعمق في روايته «شيفا»، وهي منظمة تقوم بتجارب خطيرة حول تصادم الهيدرونات بسرعة الضوء وأي خطأ في هذه التجارب قد يؤدي إلى تشكل ثقب أسود ومن ثمة ابتلاع المجموعة الشمسية وقد نبّه عدد من العلماء لخطورة هذه التجارب منهم ستيفن هوكينغ. وفي حديث جمع «الشعب» مع الكاتب الروائي عبد الرزاق طواهرية، أوضح أن أدب الخيال العلمي الصعب ظهر قديما ولكن الكتابات فيه تبقى شحيحة جدا، لأنه صعب ويتحلى في نمطه بعدم الحياد عن النظريات العلمية وجعل الأحداث الخيالية تبدو وكأنها واقعية، مشيرا إلى أن الخيال العلمي الصعب لا يسمح بتحرّر الكاتب عن مخيلته بل يقيده لإتباع ما تمليه النظريات العلمية فقط. وقد تجاوزت الرواية عتبة 46000 كلمة في حدود 303 صفحة، قسمت جميعها في 16 فصلا تضمنت سلسلة أحداث متراصة تمزج بين الخيال والحقيقة التي تثير القارئ، حيث تتنقل به بين الحقيقة والخيال ضمن معالجات للأحداث وفق أسس علمية واستنادا لنظريات علمية بحتة، وقد وظف الروائي نظرية الأرض المجوفة للعالم الفلكي «إيدموند هالي» مكتشف مذنب «هالي» كوعاء يحمل عوالم الرواية لإثراء الجانب الخيالي الذي سيحمل حقيقة الملفات السريّة ال16 والمنقسمة بدورها إلى جزأين، الأوّل يضم ملفات سريّة رفعت عنها السريّة ويمكن العثور على بعضها في شبكة النت العادية، أما الثاني فيضم ملفات مسربة لم ترفع سريتها بعد، تمّ سحبها من طرف بعض القراصنة من مؤسسات حكومية عالمية حساسة، وهذه الملفات متوفرة على شبكة الويب المظلم فقط، أما الوجه الحقيقي للرواية فاعتمد فيه الكاتب على عدة نظريات سائدة في الوسط العلمي، كنظرية الأبعاد المتوازية، والسفر عبر الزمن، البوابات النجمية والثقوب الدودية. الخيال العلمي الصعب أدب لا يحيد عن النظريات العلمية وتعد رواية «شيفا» ثاني عمل أدبي يصدر للكاتب بعد روايته الأولى «شياطين بانكوك» التي تتحدث عن خبايا وأسرار هذا العالم الخفي والتي كانت أول رواية مغاربية تستقصي الأنترنت المظلم وقد أحدثت ضجة كبيرة، حيث تناولها الإعلام وتلقت عروضا للترجمة إلى اللغات الإنجليزية الفرنسية والروسية، كما ذكر الروائي عبد الرزاق طواهرية الذي أكد أنه على الرغم من أن الروايتين مختلفتين، فالأولى «شياطين بانكوك» كانت حول أدب الجريمة وفضحت منظمات القتلة المأجورين وبيع الأعضاء البشرية والغرفة الحمراء التعذيبية وغيرها، أما الثانية «شيفا» فكانت حول الخيال العلمي الصعب وفضحت ملفات سرية كانت مستترة بأوامر من هيئات ومنظمات عالمية كال»آف بي آي» و»سي آي آي» و»ناسا» إلا أن لهما قاسم مشترك ألا وهو الديب ويب (النت الخفي). وما لا يعرفه الكثيرون عن الروائي عبد الرزاق طواهرية الذي هو وإلى جانب كونه كاتب روايتيه «شيفا» مخطوطة القرن الصغير و»شياطين بانكوك» الصادرتين عن دار المثقف يعد أيضا مصمما لغلاف كل منهما، وقد ذكر في حديث خصنا به أنه دخل عالم التصميم من روايته الأولى شياطين بانكوك التي استطاع بتصميم غلافها أن يقنع مديرة المثقف التي ساعدته على تطوير مهاراته تدريجيا كما أقنع عددا من الكتّاب الذين اختاروه والآن في رصيده أكثر من 120 تصميما شاركوا في عدة معارض دولية للكتاب، كما تلقى عروضا كثيرة للتصميم من دور نشر أخرى.