يطرح واقع المياه في الجزائر جدلا واسعا، خاصة حول مدى قدرة سدودها على تجميع المياه الصالحة الموجهة لاستعمالات متعددة سيما قطاع الري والشرب وإمكانية تغطية كل الاحتياجات لهذه المادة الحيوية خاصة في فصل الصيف. وللوقوف على هذه النقاط ارتأت جريدة «الشعب» إجراء حوار مع منسق على مستوى الوكالة الوطنية للسدود السيد علي كبير لتقديم توضيحات أكثر. «الشعب»: كم بلغت نسبة امتلاء السدود الوطنية الجاري استغلالها إلى حد الساعة؟ علي كبير: بلغت نسبة امتلاء السدود ال65 الجاري استغلالها عبر كامل التراب الوطني ما يعادل 71,16 ٪، مسجلة ولأول مرة مخزونا إجماليا معتبرا من المياه قدره 4 ملايير و 130 مليون متر مكعب. «الشعب»: هل يمكن أن تتكلم لنا بالتحديد عن وضعية كل جهة من الجزائر ومخزونها الإجمالي من المياه؟ علي كبير: بالنسبة للغرب هناك 13 سدا، وتبلغ سعتهم الإجمالية 489 مليون متر مكعب أي بنسبة 48 ٪، في حين نجد منطقة الشلفمستغانمغليزان وما جاورها تضم 19 سدا، وتبلغ سعتها مليار و 130 مليون متر مكعب أي ما يعادل 62 ٪. وبالنسبة لجهة الوسط التي تمتدّ من بومدفع إلى غاية البويرة، فهي تضم 15 سدا بسعة إجمالية تقدر ب 715 مليون متر مكعب أي 77 ٪، أما منطقة الشرق فهي تتمتع بحصة الأسد والوفرة المائية حيث تضم 23 سدا بقدرة إجمالية تقدر بمليار و924 متر مكعب أي ما يعادل 84 ٪. «الشعب»: كيف ترى هذه الكمية الكبيرة التي تم تجميعها خلال هذه السنة؟ علي كبير: تعد هذه الكمية مطمئنة جدا وغير مسبوقة، سيما في مثل هذا الوقت من السنة، سيما حيث كنا لا نتجاوز 45 أو 50 ٪ من طاقة استيعاب السدود، ما جعل الجزائر تتخبّط في حالة جفاف. وتعد نسبة 71,16 ٪ المسجلة من أحسن نسب الإمتلاء لحد الآن وهذا راجع إلى الأمطار الغزيرة التي هطلت هذه السنة. وتبقى السدود في المناطق الغربية أقل امتلاءً إلا أنها هي الأخرى بلغت نسبة لا بأس بها. «الشعب»: كيف تتوقعون نهاية الموسم؟ علي كبير: ما يهمّنا هو أننا حققنا اكتفاءً ذاتيا من هذه المادة الحيوية، مما يجعلنا بمنأى عن الجفاف لسنوات ووفّرنا مياه الشرب دائمة لفصل الصيف، ونشير هنا إلى أنّه لازلنا ننتظر امتلاء السدود أكثر، خاصة مع استمرار تساقط الأمطار ممّا يبشّر بالخير. «الشعب»: وبخصوص مشكل توحل السدود، هل هناك إجراءات عاجلة لوضع حد للظاهرة؟ علي كبير: بخصوص القضاء على ظاهرة توحل السدود هناك برنامج مسطر لإزالة الأوحال التي تسبّب تلوث للمياه وضياعها، حيث هناك بواخر متخصصة في إزالتها من السدود مما يساعد في تهيئتها وتنقية المياه. «الشعب»: هل يمكن أن نعرف أسماء بعض السدود المستفيدة من عملية إزالة الأوحال؟ علي كبير: طبعًا، نذكر منها سد بخدة وسد سرقوق بمعسكر، سد مرجة سيدي عابد بغليزان سد القصب بالمسيلة و كذا في بسكرة وتهدف عمليات جدية تهدف إلى تهيئة هذه السدود لتوسع قدراتها الاستيعابية.
«الشعب»: آخر كلمة يمكن أن توجّهها للقارئين؟ علي كبير: نشكر جريدة «الشعب» على هذه الفرصة الطيبة، وما يمكن أن نقوله الماء المخزون كنز مضمون. سعاد بوعبوش