اعتبر المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج مختار فليون أمس أن مؤسسة إعادة التربية ببرج بوعريريج بتصنيفها الجديد وفضاءاتها المتعددة والمتخصصة تترجم السياسة الجزائرية في معاملة المحبوسين وكيفية تحضيرهم للمستقبل وإعادة إدماجهم، نظرا لما تتوفر عليه من هياكل وتجهيزات تسمح بصون وحفظ كرامة السجين واضعا بذلك حدا للانتقادات الدولية النشطة في مجال حقوق الإنسان، التي أطلقتها حول وضع المساجين وما أسمته بانتهاك حقوقهم داخل المؤسسات العقابية. وقال فليون في تصريح إعلامي على هامش افتتاح مؤسسة إعادة التربية الجديدة ببرج بوعريريج وإحياء ذكرى يوم العلم المصادف ل 16 أفريل من كل سنة، أن هذه الأخيرة تعد نموذجا للمؤسسات الجديدة التي شرعت وزارة العدل في استلامها ضمن البرنامج الاستعجالي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المتضمن انجاز مؤسسات عقابية صممت وفقا للمعايير الدولية، مشيرا إلى انه سيتم استلام المؤسسات العقابية الأخرى وعددها 13 مؤسسة بنهاية العام الجاري على أن تقدر طاقة استيعاب 7 مؤسسات 1000 مكان احتباس، و2000 مكان احتباس بالنسبة للمؤسسات المتبقية، في خطوة من الوزارة الوصية للقضاء على مشكل الاكتظاظ الذي تعرفه مختلف المؤسسات العقابية المنتشرة بالتراب الوطني، و ضمان ظروف حبس جد آمنة وتحفظ كرامة السجين. وفي هذا السياق، أبرز فليون أن مؤسسة إعادة التربية ببرج بوعريريج التي تتسع ل 2000 مكان، تتوفر على هياكل استقبال وأقسام للتعليم ورشات للتكوين المهني وملاعب للرياضة بما يتماشى وتطبيق البرامج المسطرة والرامية إلى تنمية القدرات الفكرية والعلمية للمحبوسين من اجل إعادة إدماج أفضل في المجتمع وتعزيز أكبر لاحترام مبادئ حقوق الإنسان. وبغرض الانسجام مع أحدث النظريات في الفصل بين المحبوسين وإعادة إدماجهم، تم تخصيص فضاءات متفرقة يضيف المدير العام لإدارة السجون حسب أصناف المحبوسين للتفريق بين المبتدئين والمعتديين والخطيرين وغير الخطيرين ومابين الفئات العمرية، وهو النظام الجديد الذي سيعتمد في كافة المؤسسات العقابية الجديدة فور دخولها حيز الاستغلال وفق ما ينص عليه القانون04 - 05 المتعلق بتنظيم السجون وإعادة الإدماج الإجتماعي للمحبوسين الصادر سنة 2005. تتويج السجناء المتفوقين في مختلف المسابقات الوطنية وأشرف المدير العام لإدارة السجون بالمناسبة على الاحتفالات الرسمية بيوم العلم، حيث تم تتويج المتفوقين في مختلف المسابقات الوطنية المنظمة في شتى المجالات كالإبداعات الشعرية، المنافسات الرياضية والألعاب الفكرية والمدائح الدينية في حفل بهيج شارك فيه عدة قطاعات وزارية بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني كالكشافة الإسلامية الجزائرية، جمعية أولاد الحومة، جمعية اليد الممدودة الناشطة في مجال إعادة الإدماج. وأوضح فليون في كلمة وجهها للمشاركين، أن إدارة السجون فضلت أن يتزامن إحياء يوم العلم مع الافتتاح الرسمي لهذه المؤسسة العقابية لإبراز المجهودات المبذولة من طرف إدارة السجون لفائدة المساجين بغرض تسهيل إعادة إدماجهم من خلال تمكينهم من إجراء امتحانات دراسية وتلقيهم تكوين في تخصصات مختلفة، مشيرا إلى أن التصميم للجيل الجديد من المؤسسات العقابية يضمن إيجاد كرسي ومقعد دراسة لكل نزيل، كما يمنح له فرصة للتكوين المهني وممارسة الرياضة وتلقي الإرشاد الديني والمعرفة. وبلغة الأرقام، قال فليون أن عدد الناجحين في الامتحانات الرسمية ما فتئ يتزايد سنة بعد أخرى في عهد الإصلاحات، حيث ارتفع نسبة النجاح في امتحانات شهادة البكالوريا سنة 2010 إلى 53,32 بالمائة في وقت كانت لا تتعدى ال 10 بالمائة سنة 2000، ومن أصل 56 ألف سجين عبر مختلف المؤسسات العقابية في البلاد فإن حوالي 30 ألف منهم كما لاحظ مسجلين في مختلف شعب التكوين . وسمح تنفيذ مختلف أنظمة إعادة الإدماج منذ الشروع في تطبيق القانون الجديد 04 - 05 لتنظيم السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين في استفادت 13629 سجين من نظام الإفراج المشروط من سنة 2005 إلى غاية الثلاثي الأول من سنة 2011، فيما استفاد 2545 سجين من الحرية النصفية، و23469 سجين من إجازة الخروج، و1648 سجين استفاد من عقوبة العمل للنفع العام. أما عدد المستفيدين من مختلف برامج إعادة الإدماج بعد الإفراج بالتنسيق مع مختلف الهيئات الأخرى فبلغ استنادا لإحصائيات إدارة السجون 5430. من جهته مدير مؤسسة إعادة التربية الجديدة ببرج بوعريريج نور الدين جموعي، أكد أن المؤسسة تعمل على توفير كل الظروف التي تحفظ وتصون كرامتهم كما تعمل على تحسين سلوكات النزلاء مشيرا إلى أن الإقبال على التعليم والتكوين دليل على تغيير سلوك المحبوسين نتيجة المجهودات الكبيرة التي تبذل من طرف الموظفين والنفسانيين والمدرسين. وأبدى ذات المسؤول استعداده لمواصلة الإصلاحات من أجل تحقيق أحسن النتائج وجني الثمار .