اكثر من 20 رئيس دولة وحكومة وشركاء يبحثون فرص السلام شارك الوزير الأول, أحمد أويحيى بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بباليرمو في الندوة الدولية حول ليبيا التي اختتمت اشغالها امس بالتاكيد على الالتزام القوي بسيادة ووحدة ليبيا. وقد شارك أويحيى مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل قبل ذلك في اجتماع البلدان المجاورة لليبيا قبل حضور الندوة الدولية. الى جانب أهم القادة السياسيين الليبيين و المثل الخاص الاممي الى ليبيا غسان سلامي, شارك أكثر من عشرين رئيس دولة و حكومة و شركاء دوليين لليبيا في هذه الندوة بهدف ايجاد حل للأزمة التي يشهدها هذا البلد منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 . أكد المشاركون في ندوة باليرمو (إيطاليا) حول ليبيا التي اختتمت أشغالها امس “التزامهم القوي” من أجل سيادة ليبيا ووحدة ترابها. ودعا المشاركون في بيانهم الختامي المجتمع الدولي الى “دعم عملية تحقيق الاستقرار في هذا البلد بقيادة ليبية”, مؤكدين مجددا “التزامهم القوي والقاطع من أجل سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة كامل ترابها”. كما أبرزوا أن الوضع السياسي والأمني الحالي “غير قابل للاستدامة” وانه “لا مجال لحل عسكري في ليبيا”. وبالمناسبة, جدد المشاركون في هذه الندوة “تبنيهم ودعمهم الكامل لخطة عمل الأممالمتحدة من اجل ليبيا وللجهود المستمرة للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة”, مرحبين بالإحاطة التي قدمها إلى مجلس الأمن في الثامن من نوفمبر 2018 والتي دعا فيها إلى “عقد ملتقى وطني شامل بقيادة ليبية خلال الأسابيع الأولى من 2019”. وفي هذا السياق, شدد المشاركون على أهمية “إعادة فتح أبواب التسجيل في اللوائح الانتخابية”, مؤكدين “عزمهم على متابعة نتائج ندوة باليرمو عن كثب وتقييم تطبيق الالتزامات المتخذة خلالها”. كما نوه المشاركون بالتزام الوفود الليبية ب«تشجيع مجلس النواب على إصدار قانون بغية إتمام العملية الدستورية كإنجاز مركزي لسيادة الأمة الليبية والاضطلاع بمسؤولياتهم من أجل إجراء عملية انتخابية ذات مصداقية مع التشديد على أهمية إنجاز الإطار الدستوري والعملية الانتخابية في غضون ربيع 2019”, مبرزين ضرورة “توفر كل الشروط التقنية والتشريعية والسياسية والأمنية المطلوبة ودعم متزايد من المجتمع الدولي واحترام نتائج الانتخابات لدى إجرائها. أكدت مصادر في الحكومة الإيطالية,”إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه امس بشأن حل الازمة الليبية, يتجاوز توقعات الحكومة الايطالية”, حيث جدد رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي, دعمه للإصلاحات الأمنية والاقتصادية في ليبيا حسبما ذكرته مصادر إعلامية ليبية. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر في الحكومة الايطالية, قولها في تصريحات - عند نهاية الاجتماع الذي تم بين رئيس الوزراء جوزيبي كونتي, والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر, ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج, وسياسيين كبار آخرين - ان الأمر يتعلق ب«اتفاق قوي وملزم للغاية وهو يمثل خطوة كبيرة”. وخلال كلمته في الجلسة العامة لمؤتمر باليرمو بعاصمة إقليم صقلية بإيطاليا أكد وزير الخارجية الايطالي جيوزيبي كونتي, “دعمه للاصلاحات الامنية والاقتصادية في ليبيا” مشددا على أن “هدف المؤتمر هو تيسير تماسك المجتمع الدولي ودعمه للممثل الخاص غسان سلامة بما في ذلك تنفيذ خطة الأممالمتحدة”. الوزير الأول في تصريح صحفي : الجزائر مافتئت تبذل جهودا من أجل أن يعود السلام إلى ليبيا ليبيا مضطربة بسبب التدخلات الخارجية أكد الوزير الأول، أحمد أويحيى، أمس، بباليرمو، حيث يشارك في الندوة الدولية حول ليبيا، ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن ليبيا “مضطربة بسبب التدخلات الخارجية”. وأوضح أويحيى في تصريح صحفي عقب أشغال الندوة، أن “الجزائر مافتئت تقدم إسهامها بالعديد من الاتصالات ومقاربات مختلف الأطراف ولكن الأمر ليس سهلا لأن ليبيا مضطربة بسبب التدخلات الخارجية”. وأشار في هذا الصدد، إلى أن ندوة باليرمو شكلت فرصة “لتوجيه نداء للفاعلين الآخرين من المجتمع الدولي لمطالبتهم بالتخلي عن طموحاتهم لوقت لاحق، لأننا نملك حاليا طموحا وحيدا ألا وهو إنقاذ ليبيا وبالتالي ينبغي علينا جميعا أن ننضوي تحت لواء الأممالمتحدة”، مضيفا أن الجزائر مافتئت تبذل جهودا من أجل أن تعود ليبيا نحو طريق السلام. واعتبر من جهة أخرى، أنه “حتى وإن كانت المصالحة غائبة نوعا ما في خطاب الليبيين، إلا أنها تشكل رؤية لا غنى عنها”، مذكرا بأنه “حرص في هذا الإطار على عرض التجربة الجزائرية”. وأضاف الوزير الأول، أن الجزائر استطاعت الخروج من “الكابوس” بفضل الإرادة السياسية التي جسدها رئيس الجمهورية الذي “كانت له الشجاعة لدعوة الجزائريين إلى اختيار الوئام والمصالحة”، مضيفا أن “ليبيا تفتقد إلى قيادة لتجسيد ذلك” وأن منظمة الأممالمتحدة “تمد يد المساعدة لدفع الليبيين إلى الأمام”. ولم يفوت أويحيى الفرصة للتذكير بأن الجزائر “أنموذج يقتدى به في العالم”. وخلص بالقول إنه “علاوة على الاستقرار والأمن اللذين نتمتع بهما، الأمر المهم هو أن أطفالنا لا يلتحقون بالجماعات الإرهابية على غرار ما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) أو غيرها”.