تنظّم مؤسّسة الشيخ الحاج عبد الكريم دالي المسابقة الوطنية لأحسن أداء غنائي أندلسي، في إطار الطبعة الثانية لجائزة عبد الكريم دالي، التي تنطلق فعالياتها سهرة اليوم وتتواصل إلى غاية 19 نوفمبر الجاري بكل من قصر الثقافة مفدي زكريا وأوبرا الجزائر بوعلام بسايح. وتأتي هذه التظاهرة في وقت تحتفل فيه هذه المؤسسة بالسنة العاشرة لتأسيسها. ينشط حفل الافتتاح سهرة اليوم الخميس بقصر الثقافة (على الساعة السابعة والنصف مساءً) الفنانون نسرين غنيم، توفيق عون ومنال غربي، يرافقهم أوركسترا المؤسسة تحت إشراف السيد نجيب الكاتب. أما الجولات النهائية للمسابقة، فتنطلق سهرة غد الجمعة مع بن زادة خلود التي تقدم نوبة ديل، بوناب حمزة الذي يؤدي نوبة غريب، نايت عمار عبد المجيد الذي يؤدي نوبة رصد الديل. وتتواصل الجولات النهائية سهرة بعد غد السبت مع غريب هادي عبد السلام بنوبة زيدان، بلعسلوني سارة بنوبة غريب، بحري وهاب بنوبة رمل. أما سهرة الأحد 18 نوفمبر فينشط الجولات النهائية من المسابقة كل من فؤاد بناي بنوبة مايا، بن داود عثمان بنوبة سيكا، والفنانة الشابة دنيا عزوني بنوبة زيدان. وتحتضن دار أوبرا الجزائر بوعلام بالسايح حفل اختتام التظاهرة سهرة الإثنين المقبل، حيث سيتم إعلان الفائزين وتوزيع الجوائز عليهم، إلى جانب عرض للأوركسترا المغاربي للموسيقى الأندلسية، بمشاركة الفنانة سيرين بن موسى من تونس، الفنان أمين دبّي من المغرب والفنان نجيب قطيب من الجزائر، إضافة إلى مشاركة باليه أوبرا الجزائر. وكانت مؤسسة الشيخ الحاج عبد الكريم دالي قد أحيت الذكرى العاشرة لتأسيسها شهر ماي الفارط، بتنظيم ملتقى ثقافي بتلمسان نشّطه باحثون ومختصون. وكان لهذه المؤسسة العديد من الأنشطة على غرار جمع كل ما يتعلق بالشيخ دالي من صور ووثائق وأسطوانات، وكذا إصدار مجلة بعنوان «مقامات الأندلس»، وتنظيم الجائزة الوطنية لأحسن أداء غنائي أندلسي، التي تدخل دورتها الثانية. ويعدّ الشيخ عبد الكريم دالي (1914 1978) أحد أبرز شيوخ هذا النوع من الموسيقى، وقد طال تأثيره مدرستين موسيقيتين أساسيتين هما الصنعة والغرناطية، بل واعتبره البعض «موحّد مدارس الموسيقى الأندلسية الجزائرية». ولد عبد الكريم دالي في الحي العتيق «حارة ارما» بشارع الموحدين بتلمسان، وتابع منذ سن الرابعة تمدرسا تقليديا بجامع جماعة شرفة وبعدها مدرسة العبيلي. كما كان مولعا بآلة الدربوكة والتي تعلّمها وهو في سن 11 عاما ضمن أركسترا الشيخ عبد السلام بن صاري، إلى جانب آلات موسيقية أخرى كالناي. كما شكل أول فرقة أركسترا وسنه لم يتجاوز 17 سنة، وقام بالجزائر العاصمة بتسجيل أول أسطوانة وبدأت شهرته تتجلى مذ ذاك، كما استطاع فرض وجوده بدعم من الشيخين محمد فخارجي وبودالي سفير.